نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا للكاتب آرون ديفد ميلر في 25 أكتوبر قال فيه إن الفلسطينيين يتكبدون خسائر بشرية ومادية كبيرة, بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من ستة عقود. وأضاف الكاتب أن المواجهات المتصاعدة في القدس والضفة الغربية جاءت في أعقاب حرق مستوطنين متطرفين رضيعا فلسطينيا وعائلته وهم نيام، وانتهاك مستوطنين ومسئولين إسرائيليين لحرمة المسجد الأقصى، إضافة لسياسات العنف والقمع والإذلال التي يعانيها الفلسطينيون. وتابع الكاتب أن الإسرائيليين يستخدمون العنف من أجل إخضاع الفلسطينيين والسيطرة عليهم، ولذا يلجأ الفلسطينيون للرد بعنف أيضا لتذكير سلطات الاحتلال بمطلبهم المتمثل بضرورة إقامة دولتهم المستقلة. وأشار إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعد أشد مرارة من بقية أشكال الصراع بين إسرائيل والدول العربية الأخرى، وذلك لأن الإسرائيليين والفلسطينيين يعيشون في منطقة واحدة دون حدود دولية فاصلة بين الطرفين. وتابع "الفلسطينيون يمثلون الحلقة الأضعف في الصراع مع إسرائيل، ولذا يتكبدون خسائر بشرية ومادية كبيرة", محذرا من تداعيات تزايد استخدام القوات الإسرائيلية الرصاص الحي ضد الفلسطينيين, فيما يعرف ب"الإعدام الميداني". واستشهد ثلاثة شبان فلسطينيون الاثنين 26 أكتوبر برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل بعد ساعات من استشهاد شاب آخر قرب المدينة على إثر طعنه جنديا إسرائيليا. وحسب "الجزيرة", استشهد مساء الاثنين الشاب إياد جرادات في مواجهات مع الاحتلال في بلدة سعير شمال الخليل، وقالت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني إن الشاب جرادات (18عاما) أصيب برصاص حي في الرأس وتوفي أثناء محاولة طواقم الإسعاف إنقاذ حياته. واستشهد الشاب في منطقة بيت عينون وهو ذات المكان الذي استشهد فيه الشاب رائد جرادات صباح الاثنين بدعوى طعنه جنديا إسرائيليا. وقبل ساعات، استشهد الشاب الشاب سعد الأطرش (19 عاما) قرب الحرم الإبراهيمي، وقال مراسل "الجزيرة" وائل الشيوخي نقلا عن شهود عيان إن جنود الاحتلال أوقفوا الأطرش قرب الحرم الإبراهيمي لتفتيشه، وإن مجندة إسرائيلية قامت باستفزازه ليتم على إثر ذلك إطلاق النار على كتفه ثم أماكن أخرى من جسمه جراء سقوطه على الأرض. وأضاف أن الشاب ترك على الأرض ينزف حتى فارق الحياة قبل أن يتم نقله في عربة إسعاف عسكرية. ووفق رواية شهود، فإن الجنود أمروا الشاب بالاقتراب منهم عند حاجز عسكري وإبراز هويته، وحين هم بإخراجها فتحوا عليه النار وأبقوه ينزف وقد أحاط به جنود ومستوطنون. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن جنوده قتلوا الأطرش بعدما حاول طعن أحدهم، لكنه لم يعلن عن أي إصابات بين الجنود أو المستوطنين. وكانت قوات الاحتلال قتلت صباح الاثنين الشاب رائد جرادات (22 عاما) عند مدخل قرية بيت عينون شمال الخليل بعد طعنه جنديا وإصابته بجراح خطرة نقل على إثرها إلى مستشفى هداسا في القدسالمحتلة. وقال شهود عيان إن الجنود أطلقوا النار بكثافة، وإن الشاب أصيب بجراح حرجة، لكن الجنود تركوه ينزف حتى فارق الحياة. واستشهد أكثر من ستين فلسطينيا هذا الشهر أثناء استهدافهم جنودا ومستوطنين، أو خلال صدامات مع الاحتلال في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين وداخل الأراضي المحتلة عام 1948. وقال مراسل "الجزيرة" وائل الشيوخي إن مواجهات اندلعت في بلدة سعير شمال شرق الخليل على إثر استشهاد الشاب سعد الأطرش، وهو من أبناء البلدة. وأضاف أن توترا شديدا يسود محافظة الخليل الواقعة جنوبي الضفة الغربية، مشيرا إلى أن المحافظة قدمت حتى الآن 22 شهيدا، ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 14 منهم. وكان جيش الاحتلال قتل الأحد 25 أكتوبر شابة فلسطينية في مدينة الخليل بحجة محاولتها طعن إسرائيلي. يذكر أن البلدة القديمة في الخليل تضم بؤرة استيطانية تحميها على مدار الساعة قوات إسرائيلية، كما يخضع المسجد الإبراهيمي لهيمنة الاحتلال. وظل الوضع متفجرا في الأراضي الفلسطينية المحتلة, رغم الإعلان عن اتفاق أردني إسرائيلي برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتهدئة التوتر من خلال المحافظة على الوضع القائم في المسجد الأقصى. ودعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية الاثنين في بيان مشترك إلى التظاهر الثلاثاء قرب حاجز بيت إيل العسكري قرب مدينة رام الله. كما دعت هذه القوى إلى يوم غضب جديد الجمعة المقبلة, وأكد البيان ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وأدان انحياز الولاياتالمتحدة إلى إسرائيل.