قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن محللين وصفوا ما يجري في القدسالشرقية والضفة الغربية من مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية, بأنه انتفاضة ثالثة, أو بوادر لهذه الانتفاضة. واتهمت الصحيفة في افتتاحيتها في 18 أكتوبر, القادة الإسرائيليين والفلسطينيين بتأجيج لهيب العنف, وعدم اتخاذ خطوات جدية لتهدئة التوتر المتصاعد في الضفة والقدس. وأشارت الصحيفة إلى إهدار فرصة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان سعى إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين قبل عقود، ولكنها ضاعت مع تعرضه للاغتيال على يدي متطرف يهودي, على حد قولها. وتابعت أن محللين يرون أن المواجهات الحالية, جاءت في أعقاب انتهاكات إسرائيلية متكررة لحرمة المسجد الأقصى, مشيرة إلى أن الإسرائيليين هرعوا لحمل السلاح, بسبب خوفهم من الهجمات الفلسطينية ب"السكاكين". وأظهرت إحصاءات فلسطينية أن حصيلة الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع أكتوبر, هي 46 شهيدا و5700 إصابة، فيما سقط 8 قتلى ومائتي مصاب في الجانب الإسرائيلي. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد الشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغ 45، إضافة إلى أسير قضى نتيجة الإهمال الطبي داخل مستشفى سوروكا، مما يجعل حصيلة الشهداء منذ بداية أكتوبر 46. وأضافت الوزارة في بيان لها في 19 أكتوبر أن من بين الشهداء عشرة أطفال أصغرهم يبلغ عمره 16 شهرا، وأكبرهم 17 عاما، ثمانية منهم في الضفة الغربيةالمحتلة، واثنان في قطاع غزة. وبلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية، بما فيها القدس، 31 شهيدا، وفي قطاع غزة 14 شهيدا، من بينهم أم وطفلتها الرضيعة، كما استشهد شاب من منطقة حورة بالنقب داخل أراضي ال1948.ومن جهته، أفاد مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي ومقره مدينة رام الله بالضفة الغربية بتسجيل 43 عملية طعن ومحاولة طعن، نجح منها 29 نفذت في الأيام 19 الماضية، إضافة إلى 1040 حادث إلقاء حجارة و37 حادثة إطلاق نار و430 زجاجة حارقة وعبوة ناسفة. أما عن اعتداءات المستوطنين، فسجل المركز 227 اعتداء بينها حالة قتل لفلسطيني على يد مستوطن في مدينة الخليل، وحالة طعن في منطقة ديمونا، ومهاجمة 135 سيارة فلسطينية، و43 اعتداء بالضرب أو بالتهجم، والباقي مهاجمة منازل وعقارات. وأظهرت إحصائيات مركز القدس أن عدد المعتقلين في الأراضي الفلسطينية بلغ خلال الانتفاضة الحالية 762 معتقلا فلسطينيا من الضفة الغربية بما فيها القدس وأراضي 48. وذكرت "الجزيرة" أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو ثلاثمائة فلسطيني داخل الخط الأخضر, على خلفية احتجاجات عمت مدنهم وبلداتهم في الأسابيع الأخيرة. وشملت الاعتقالات مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل على خلفية الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك واعتداءات المستوطنين