قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الفيديو, الذي عرضه الإعلامي المصري أحمد موسى, ببرنامجه المذاع على قناة "صدى البلد", على أنه مشاهد للقصف الروسي في سوريا, هو "فيديو مفبرك". وأضافت الصحيفة في تعليق مقتضب لها في 12 أكتوبر أن هذا الفيديو هو فيديو لعبة "طائرات أباتشي", ومنشور على موقع "يوتيوب" منذ خمس سنوات. وسخرت الصحيفة من الفيديو المفبرك, قائلة :" المشكلة في هذا الفيديو أن اللقطات, التي عرضها, ليس لها علاقة بالضربات الروسية في سوريا ". وكان موسى نشر في 11 أكتوبر فيديو قال إنه للقصف الروسي على تجمعات من سماهم "الإرهابيين" في سوريا، ويظهر الفيديو تصويرا باللونين الأبيض والأسود، فيما بدا أنه مشاهد حقيقية لساحة المعارك في سوريا. وقال موسى في برنامجه :"إن هذه الصور دلالة على قوة وحجم التدخل الروسي، مهاجما الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي بأنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة على من سماهم "الإرهابيين"، برغم قيام التحالف بتنفيذ مئات الطلعات الجوية على مواقع تنظيم الدولة في سوريا والعراق". إلا أن مواقع التواصل شهدت على الفور سخرية واسعة من الفيديو، وقال نشطاء إن الفيديو مفبرك وهو فيديو لعبة شهيرة تتضمن مشاهد حربية، ونشر نشطاء ومغردون روابط قديمة للمشاهد المستعارة ذاتها من اللعبة. وكان موقع "فايس نيوز" البريطاني قال إن ما سماه دعم مصر التدخل العسكري الروسي في سوريا, ليس مستغربا, خاصة أن العلاقات بين البلدين شهدت تقاربا ملحوظا, منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. وأضاف الموقع في تقرير له في 6 أكتوبر أن روسيا تسعى لاستعادة نفوذها في الشرق الأوسط, فيما ترحب مصر بالتقارب معها, نظرا لما تواجهه من انتقادات غربية لما سماها حملتها "القمعية" ضد المعارضين, حسب تعبيره . وتابع " الغرب فرض عقوبات على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية, كما انتقد سياسات النظام المصري، ولذا تلاقت مصالح موسكو والقاهرة في الابتعاد عن الغرب". واستطرد " موسكو لا تنتقد القمع في مصر, مثلما يفعل الغرب, ولذا ليس مستغربا أن تدعم مصر التدخل العسكري الروسي في سوريا", على حد قوله. ونقل الموقع عن نيكولاي كوزانوف الباحث بمركز دراسات "تشاتام هاوس" البريطاني، قوله: "مصر تدعم روسيا فيما يتعلق بسوريا, لأنها حريصة على عدم استعدائها, وترغب في أن تكون حليفا رئيسا لها بالشرق الأوسط". وكان الأكاديمي اللبناني فواز جرجس, أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن, أبدى عدم استغرابه من تباين مواقف الدول العربية فيما يتعلق بالتدخل العسكري الروسي في سوريا, حيث رفضت السعودية وقطر هذا التدخل, فيما أيدته مصر والعراق, على حد قوله. وقال جرجس في تصريحات ل"الجزيرة" في 5 أكتوبر إن المواقف العربية منذ بداية الأزمة السورية, شهدت خلافات جذرية ظهرت جليا في الجامعة العربية، فكان هناك محور السعودية وقطر, الذي يحمَّل نظام بشار الأسد الكارثة, التي حصلت في سوريا, ويعتبر رحيله المخرج الوحيد للأزمة، والمحور الثاني المضاد, الذي يضم الجزائر والعراق ومصر, والذي كان منحازا لنظام الأسد, وإن كان على استحياء وقتها, لوجود مؤشرات حول قرب سقوط الأسد, حسب تعبيره. وتابع " التدخل الروسي في سوريا جعل المواقف العربية واضحة، وأصبحت مصر تقود المحور الثاني، وترى أن السيادة تتمثل في الدولة السورية والجيش، مع خوف من المعارضة السورية, خاصة الإسلامية منها". وأشار جرجس إلى أن هدف التدخل الروسي واضح للغاية، وهو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في السلطة، ومساعدة الجيش النظامي السوري في ثلاث محافظات, هي حمص وإدلب وحماة, أحرزت المعارضة فيها إنجازات كبيرة خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن روسيا لا تميز بين كتائب المعارضة السورية المختلفة, وتعتبرها جميعا إرهابية. وبالنسبة لفكرة وجود تفاهم أمريكي روسي على الضربات الروسية، استبعد جرجس هذا الأمر, ولكنه قال إن هناك مخاوف أمريكية روسية مشتركة من أن يؤدي سقوط نظام الأسد إلى انهيار الدولة السورية، أو أن تغير المعارضة الإسلامية وجه المشرق العربي.