جريمة جديدة ينبغى أن تضاف إلى قائمة اتهامات النظام السابق لأنهم ارتكبوها مع سبق الإصرار والترصد، الجريمة مكتملة الأركان ولا تقل شأنا عن التهم التى يحاكم عليها الآن، ألا وهى ثروة هذا النظام ولا نقصد هنا الثروة المالية، فالأخيرة قد لهفوا أموالنا ومصوا دماءنا وهربوها للخارج ولكن ما نقصده هو ميراثنا الذى حصلنا عليه من هؤلاء .. فقد ورثنا 2 مليون طفل من أطفال الشوارع، وهم مصنع للقنابل الموقوتة سرعان ما تنفجر قنبلة منها كل فترة .. فمنذ سنوات ليست ببعيدة تابعنا قضية عصابة التوربينى التى ارتكبت أبشع الجرائم فى حق الإنسانية، عندما كانوا يتصيدون الأطفال من محطة مصر، من الذين تسربوا من أسرهم ويقيمون حفلات الجنس الجماعى عليهم لكسر أنوفهم ثم يجبرونهم على التسول والسرقة وغيرهما من الجرائم وتحصيل الإيراد منهم .. ورغم بشاعة الجريمة لكن النظام السابق لم يحرك له ساكن علما بأنه هو الذى صنع هذه الجريمة وراعاها وكان يستخدم هؤلاء الأحداث فى البلطجة الانتخابية، لأنهم غير مكلفين ماليا وكان رؤساء مباحث يستخدمونهم مرشدين لهم فهل كان النظام البائد عاجزا عن إيجاد حلول جذرية لتطهير المجتمع من هؤلاء . إن دل ذلك على شىء فإنما يدل على أننا ورثنا منه الفساد والخراب. وها هو الشعب المصرى يدفع الفاتورة الآن بقنبلة جديدة فجرها هؤلاء (أطفال الشوارع) عندما اعترفوا بأنهم وراء أزمة مجلس الوزراء التى نعانى منها الآن، قالوا إنهم مأجورون من شخصيات كبيرة لا تستبعد أن يكونوا من النظام السابق، الجريمة الثانية التى ورثنا وقائعها من نظام مبارك الانفلات السياسى والفوضى التى يرتكبها أنصارهم من العملاء ممن يدعون أنهم نشطاء سياسيين، وقد احتكروا شاشات الفضائيات هى نفس الوجوه ونفس الأفكار، يسعون إلى عودة مصر لسنوات إلى الوراء لأنهم لا يهتمون إلا بتحقيق مصالح شخصية وأجندات خاصة، كل يحاول جذب الشارع لآرائه وأفكاره حتى لو كانت تلك الأفكار تهدم ما تبقى من بناء المجتمع . وما يحدث فى مصر الآن من انفلات سياسى صنعه أيضا نظام مبارك لأنه شتت الفكر وأوقف نمو الديمقراطية بمفهومها الحقيقى، فأفرز جيل من المثقفين يتحدثون عن الديمقراطية وهم بعيدون كل البعد عنها يرونها أن يفعل الشخص ما يشاء وقتما يشاء وفى أى مكان ودون ضوابط ودون أدنى مسئولية، وأن تحدثت معهم مخالفا لآرائهم انهالوا عليك بالسب والشتم وقد يتطرق الأمر إلى التشابك معك بالأيدى وتلقينك علقة ساخنة. من هذا المنطلق وجب على القضاء أن يضيف هذه التهم على رموز العصر البائد ليحاكمون عليها. سعيد فؤاد [email protected]