سيقول السفاء منا إن مجموعة من صغار المتظاهرين قاموا برشق جنود الأمن بالحجارة والطوب وبعض القطع الحديدية وسنرى بعض الصور التى تصف شاباً يرفع يده وهو يحمل خشبة أو حجراً ويقذفه نحو الجنود وربنا يخليلنا الجرافيك ومحترفى تركيب الصور . سيقول السفهاء منا إن رجلاً تلقى تمويلاً أجنبياً من دولة معادية لمصر من أجل أن يحطم السيارات الواقفة أمام مبنى مجلس الوزراء ومن ثم قام بحرقها بعد ذلك ، وسنشاهد تصاعد ألسنة اللهب من خلال مشهد سينمائى مركب بل شديد التركيب والتعقيد . سيقول السفهاء منا إن حفنة من الرعاع قاموا بالتحرش بأحد الجنود الشرفاء المرابطين أمام مجلس الوزراء وقاموا بإلقاء بعض الشتائم البذيئة الخارجة على الأدب والذوق ، ومن أجل ذلك قام الجندى بدوره بالتبول عليهم ليس لإهانتهم أو تفريقهم ، بل لأنه لم يستطع أن يغادر موقعه الذى هو أمانة عمل ويذهب لدورة المياه فلم يجد مخرجًا لذلك سوى ما فعله وللصدفة التى لا تحدث إلا مرة فى المليون تصادف وجود هؤلاء المتظاهرين أمامه . سيقول السفهاء منا إنه يجب فض اعتصام المتظاهرين أمام مجلس الوزراء بالقوة واستخدام السلاح لأنها الوسيلة الوحيدة للتعامل مع أولئك المرتزقة الذين يهددون البلاد بفوضاهم وبهوسهم نحو الفرقة والعبث واللانظام ، وسنكتشف وصول بيانات ومعلومات عن هؤلاء بأن أحدهم مسجل خطر فى قضايا سرقة بالإكراه ، وآخر متهم فى هتك عرض قاصر ، وثالث حرامى غسيل ، ورابعة لا تزال متهمة فى قضية آداب منذ 2009م ، وخامس وسادس وسابع ، وأنهم جميعاً شلة من اللصوص وسنصدق أيضاً البيانات لأن التليفزيون سيعرض صوراً لهم فجأة وهم رهن هذه التهم السابقة وكأنهم على موعد مع الظهور الإعلامى دون قصد . سيقول السفهاء منا أن الدولاب الذى تم إلقاؤه على المتظاهرين من إحدى شرفات مبنى مجلس الوزراء وهو عهدة حكومية كان بعض العاملين يسعون لنقله من غرفة ضيقة إلى غرفة أكثر اتساعاً وبالصدفة أيضاً وقع من بين أيديهم الرقيقة الناعمة الصغيرة على رأس المتظاهرين الأوغاد . سيقول السفهاء منا إن السيدة المتنقبة التى ظهرت ملقية على الأرض أثناء عمليات الكر والفر بين المتظاهرين ورجال الأمن إنها تستاهل ما حدث وجرى لها ، أولاً بردائها هذا فهى من السلفيات نسبة إلى السلفيين الذين يريدون منع المايوه وإلغاء البورصة والسياحة والضحكة والفرحة وكرة القدم ، أو إنها كانت تهاجم التيارات الليبرالية وقوائم الكتلة وظنت أنها فى إحدى اللجان الانتخابية فاعترضها أحد المنتمين للحركات الليبرالية وقاموا بشدها والشرطة والأمن لا دخل لهم بذلك . سيقول السفهاء إن رجال حبيب العادلى وأقطاب الفلول البائدين سياسياً هم من دفعوا الأموال لبعض المرتزقة لإفساد الحراك السياسى الذى تشهده البلاد حالياً من انتخابات برلمانية يشهد العالم كله لها بالنزاهة والحياد والإبداعية أيضاً ، وطبعاً سنصدقهم أيضاً لأن الوزير السابق حبيب العادلى فى محبسه بطرة لا يملك الدفاع عن نفسه فى هذه التهمة ، ولا الفلول أيضاً الذين لا نعرف أين أراضيهم سوى كلمة الفلول ورمز الجمل البائد أيضاً. وأخيراً ، سيقول أصحاب جنة العقلاء : يجب أن نضع كاميرات تصوير ثابتة عند تجمع المتظاهرين ، وأخرى أمام كل الأماكن الحيوية بالبلاد وبالميادين بل ووضع كاميرا صغيرة جداً وجهاز تسجيل وميكروفونات صغيرة الحجم نانو ميكروفون بملابس المتظاهرين والأمن لنقل الأحداث بالصوت والصورة . وحتى يتم ذلك يبقى السؤال حائراً بين عقلى وقلبى : أين أنت يا دكتور كمال من هذا وأنت جئت بحكومة اسمها الإنقاذ ؟ . وأين المجلس الاستشارى الذى ضم كل النخبة والاتجاهات والتيارات المتباينة والمتعاكسة مما يحدث بأحد الشوارع التى تخضع لاستشارتهم ؟ . وأنت أيها الأمن : أكاد أشك فيك لأنى أكاد أشك فى نفسى وأنت منى !!!!!!!!! . ******************************* الدكتور بليغ حمدى إسماعيل [email protected]