جاء قرار البحرين باستدعاء سفيرها لدى إيران ومنح القائم بأعمال السفير الإيراني لديها مهلة 72 ساعة لمغادرة المملكة ليزيد من تدهور العلاقة بين البلدين بوجه خاص ودول الخليج بوجه عام. وصدر القرار بعد ساعات من إعلان السلطات البحرينية اكتشاف مخزون من الأسلحة واعتقال عدة أشخاص للاشتباه في صلتهم بإيران والعراق. واتهمت وزارة الخارجية البحرينيةإيران بإثارة الفتنة والتحريض على العنف في المملكة. خبراء في الشأن الإيراني أكدوا ل "المصريون" أن قطع العلاقات بين البحرينوإيران يمثل مزيدًا من التصعيد وربما تتجه دول أخرى مثل السعودية لقطع العلاقات مع طهران لاتهامها بإثارة الفتن في المنطقة. وقال محمد ناجي رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية والباحث في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن قطع البحرين لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران يرجع إلى تكرار التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية البحرينية خاصة بعد إعلان البحرين القبض على لنشات إيرانية تحمل أسلحة، بجانب أن إيران تحاول استثمار الملف النووي لمد نفوذها في المنطقة العربية. وأوضح ناجي في تصريح خاص ل"المصريون" أن طموحات إيران سوف تصطدم بالمملكة العربية السعودية والتي تتوافق دائمًا في سياستها مع البحرين، مما يؤدي إلى احتمالية اتجاه السعودية ومن ثم دول الخليج لمزيد من التصعيد ضد المد الإيراني في المنطقة. وأشار إلى أن موقف البحرين يرتبط بموقف السعودية من إيران بعد محاولتها تسييس أزمة حادثة منى لخلق ضغط على المملكة السعودية. ولفت إلى أن إيران لها عداءات كبيرة وممارسات سلبية في معظم الدول العربية إلا أنها لم ترتق إلى قطع العلاقات، مضيفًا أن النداءات المستمرة داخل طهران بأن البحرين جزء من إيران وكثرة التدخل فيها أدى إلى قطع العلاقات. وأوضح أن قطع العلاقات البحرينيةالإيرانية من شأنه أن يوجه اتهامًا مباشرًا لطهران بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول ومن ثم المزيد من إلقاء الضوء على أدوار إيران السلبية في المنطقة العربية وتجاه مجلس دول التعاون الخليجي على وجه الخصوص وفي القلب منها البحرين. وأكد سعيد اللاوندي، الخبير في الشؤون الدولية، أن لجوء البحرين إلى سحب سفيرها من إيران دليل على تأزم العلاقة بين البلدين بوجه خاصة والخليج بوجه عام، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى تنظيم تحالف خليجي قوي لمواجهة أطماع إيران في المنطقة. وأضاف اللاوندي، أنه توجد عدة أسباب لتوتر العلاقات الخليجية الإيرانية في هذا التوقيت، أولها إدراك طهران أن السعودية تريد بناء تحالف ضدها، من خلال القضايا العربية مثل القضية السورية، كما أن إيران تستقوي بأمريكا ولا تخشى التداعيات الخليجية عليها.