اتفق المثقفون على ضرورة تأمين المنشآت العامة والتصدى للمخططات الداخلية والخارجية لإسقاط الدولة، وأن نزلاء سجن طره متورطون بالفعل فى هذه الأحداث التى تهدف لتدمير الأماكن السيادية ونشر الفوضى التى بشر الشعب بها زعيمهم المخلوع، وخوفهم من سيطرة الإسلاميين على الحكم وإعادة محاكمتهم مرة أخرى. أكد الكاتب الصحفى, مصطفى بكرى, أن هناك خطة مستهدفة لإسقاط الدولة المصرية عناصرها فلول وبقايا النظام السابق وبعض القوى السياسية الممولة من الخارج، والتى تريد تخريب البلاد والقفز على السلطة، موضحًا أن الاعترافات التى كشفت عن هوية عدد كبير جدًا من المخربين تكشف عن أن هذه العناصر استعانت بعناصر إجرامية لها سجلات خطرة، وكل هذا هدفه بالأساس احتلال مجلس الشعب لمنع النواب من دخوله، واحتلال مجلس الوزراء ومحاصرته لمنع رئيس الوزراء والوزراء من دخوله، مشيرًا إلى أن هذا مخطط كان سيمتد إلى يوم الخامس والعشرين من يناير، وقال: "تشير بعض المعلومات التى وردت لى شخصيًا بأن بعض المخربين والمتآمرين يهدف إفساد فرحة الشعب المصرى العظيمة بالثورة". وتابع: "علينا أن نستعد من الآن بأن هناك الكثير من المؤامرات والمخططات لإسقاط مصر وهيبتها وإفساد الثورة، ولكن الشعب المصرى سيواجه فلول فى الداخل والخارج لإسقاط مخطط محاصرة الأماكن السيادية فى الدولة. واتهم عناصر طره بأنها ذوو المصلحة الأكبر فيما يحدث الأن، وأنه لا يستبعد تورطهم الكامل فى هذه الأحداث، وآخرها أحداث مجلس الوزراء. ومن جهته عبّر الفنان أحمد عبدالوارث عن شعوره بالحزن والمرارة والأسى لأول مرة منذ الثورة، بسبب حرق آثار ومعالم مصر وتدميرها، خاصة وأنه يعتبر المجمع العلمى مكانًا أثريًا لا يقل أهمية بل مثل الأهرامات وأبو الهول والمتحف المصرى بما فيه من تراث علمى وثقافى مصرى، كما يحتوى على كتاب "وصف مصر" الذى يحتوى على تاريخ الدولة فى مختلف المجالات. وأشار إلى أنه يتفق مع اللواء عادل عمارة فى قول إن هناك منهجًا مخططًا لسقوط مصر أو لتحقيق مقولة المخلوع "إذا تركت وتخليت عن الحكم ستنتشر وتعم الفوضى فى البلاد"، مرجحًا بأن هذا المخطط الممنهج داخلى أكثر منه خارجى، فهناك بعض الدول فى العالم الخارجى لا يهمها استقرار مصر لأنها قلب العالم العربى والإسلامى، ولا يريدون استقرار الدول العربية والإسلامية، ويعلمون أن البداية هى سقوط مصر ولكنها لم تسقط حتى الآن. وأضاف أن المخطط الداخلى وراءه الفلول والفئات التى كانت تستفيد من النظام البائد، فهم لا يهمهم مصر بقدر ما يهتمون بتحقيق مصالحهم الشخصية، وأن هذا المخطط مقصود بدءًا من أحداث المتحف المصرى وماسبيرو ومجلس الوزراء، وأنه بالطبع مخطط مقصود. واستبعد نجاحهم فى إحراق مجمع التحرير، لأنه مخطط صعب المنال، لأنه واسع المساحة، كما أن ثوار مصر الحقيقيين المتواجدين فى التحرير لن يسمحوا بذلك. ورأت الدكتورة سامية خطاب, وكيل وزارة الإعلام, أن ما حدث بالطبع وراءه البلطجية من أبناء النظام البائد الذى رباهم على السرقة والتهديد للشخصيات العامة، ورأى بعض رجال الأعمال استخدامهم فى الوقت الحالى لعدم تكملة الانتخابات ومسيرة الديمقراطية. وأوصت بفرض حراسة أمنية مشددة على المنشآت العامة مثل الموجودة على السفارة الأمريكية، فليس من المعقول أن نؤمن سفارة أمريكا ولا نؤمن دولتنا، لأن الأماكن الحيوية مثل مجلس الوزراء ومجلس الشعب وماسبيرو والمجمع العلمى إذا سقطت فبالطبع ستسقط مصر. ووجهت كلامها إلى كل من يسعى لتدمير مصر أو يجول فى خاطره ذلك بأن مجمع التحرير صعب المنال وكذلك إسقاط الدولة قائلة: "سنحميها بدمائنا وأرواحنا، وأغلب الشعب المصرى مع المجلس العسكرى ولا يريد إسقاطه أو تنحيه، لأن إذا حدث ذلك فسيكون مصيرنا هو تواجد الصليب الأحمر فى مصر لحماية البلاد ووأد الفتنة ومن ثم التدخل الخارجى الذى سيفرح به مبارك ومعاونيه". ومن جهته رأى هشام مصطفى, رئيس حزب الإصلاح والنهضة, أن مايحدث سببه التصدى لسيطرة الإسلاميين على البرلمان، فمن جهة إدراك الفلول ومسجونى طره أنه ستعاد محاكمتهم لأنها هزلية وغير جدية، أما الجهة الثانية فهى بعض القوى الليبرالية بمساعدة قوى غربية لا يهمها أن تستقر مصر وتكتمل فيها انتخابات مجلس الشعب ثم وضع الدستور ثم انتخابات الرئاسة.