انتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة طريقة اختيار رئيس الوزراء في مصر، وأشار إلى أن نفس التوجه, ونفس العقلية مستمرة منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأضاف نافعة ل"الجزيرة" أن اختيار وزير البترول شريف إسماعيل لتشكيل الحكومة الجديدة, يدخل في نفس النمط المستمر منذ عهد مبارك, حيث "لم يتغير أي شيء ولا توجد أي معايير لاختيار رئيس الوزراء". وتابع أن تكليف إسماعيل بتشكيل حكومة جديدة مرتبط بالانتخابات البرلمانية القادمة، حيث يسعى النظام إلى إجرائها في أجواء هادئة, وفي ظل حكومة جديدة لها سمعة "طيبة" لا تؤثر سلبا على الانتخابات, التي يأمل أن تفرز له -أي النظام- البرلمان الذي يتمناه. واستطرد نافعة " النظام الحالي يريد أيضا من خلال هذا التغيير الحكومي أن يظهر للمواطنين بأنه لا يسكت عن الفساد بدليل أن أجهزة الدولة هي التي تحركت واعتقلت وزير الزراعة صلاح هلال عقب تقديم استقالته على خلفية اتهامات بقضايا فساد". واستبعد أستاذ العلوم السياسية وجود إرادة سياسية لمعالجة ملف الفساد بمصر، وقال إن سلسلة من المشكلات هي التي أضرت بحكومة إبراهيم محلب, التي قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي استقالتها. وقالت الرئاسة المصرية في بيان السبت 12 سبتمبر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف وزير البترول بالحكومة المستقيلة شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة الجديدة خلال أسبوع، وذلك بعد قبول استقالة رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب. وكان بيان رئاسي سابق أكد أن السيسي قبل استقالة حكومة محلب وكلفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة, وأضاف البيان أن "رئيس الوزراء إبراهيم محلب وضع استقالة حكومته تحت تصرف رئيس الجمهورية، بعد تقديمه تقريرا شاملا عن أداء الحكومة في الفترة الأخيرة، خلال لقاء جمعهما صباح السبت". وتأتي استقالة حكومة محلب ، بعد أيام من القبض على وزير الزراعة صلاح هلال عقب تقديم استقالته، على خلفية اتهامات بقضية فساد داخل وزارة الزراعة، ذكرت بعض التقارير أنها تطال أيضا وزراء آخرين, فيما تم حظر النشر في القضية. وأدي محلب اليمين القانونية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور بالأول من مارس 2014، وعقب تولى السيسي مقاليد الحكم، تقدم محلب باستقالة الحكومة، وكلفه السيسي بتشكيل حكومة جديدة أدت اليمين الدستورية في 17 يونيو 2014، وتكونت من 34 وزيرا، بينهم 13 وجهاً جديدا، عن حكومته إبان حكم عدلي منصور. وتباينت التفسيرات حول استقالة حكومة محلب, حيث اعتبرها البعض أنها جاءت وسط فضائح فساد وتنامي الغضب الاجتماعي من تردي الوضعين الاقتصادي والسياسي، فيما قال آخرون إنه تقديم حكومة محلب كبش فداء "للإيهام بالتغيير من أجل تحصين النظام".