المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة كان من المقبولين والمقربين من النظام السابق ، كما كانت شهيرة المعركة التي خاضها نظام مبارك من أجل الإطاحة بتيار الاستقلال في نادي القضاة الذي أزعج مبارك إزعاجا كبيرا فحشد كل قوته المعنوية والمادية من أجل دعم وتمرير "كتيبة الزند" لدحر تيار الاستقلال في نادي القضاة . لا أدري لماذا تحضر في ذاكرتي مباشرة تلك الحقيقة كلما استمعت إلى تصريح عنتري من المستشار الزند تعليقا على بعض الوقائع الفردية في الانتخابات الأخيرة ، وتهديده العلني المتكرر بإلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات ودعوته القضاة إلى الانسحاب والامتناع عن أداء رسالتهم بدعوى سوء المعاملة مع بعضهم ، ودخوله في صراع علني جارح مع المستشار عبد المعز رئيس اللجنة القضائية المشرفة على الانتخاب ومطالبته بأن يبقى في بيته ، ولا يخلو أسبوع من مؤتمر صحفي للمستشار الزند يرغي ويزبد فيه حول هذا الموضوع ويلوح بكرسي في كلوب الانتخابات لإظهارها بالفاشلة ، تشعر كأن أحمد الزند حزين لنجاح الانتخابات وغير راغب في أن تمر أو تكتمل على خير . يتوقف الزند طويلا أمام وقائع محدودة جدا مثل خشونة بعض ضباط الشرطة العسكرية في تحققهم من بطاقات الهوية لبعض السادة القضاة قبل دخولهم اللجان ، ويعمل منها فيلما هنديا عن"الإهانات البالغة" التي يتعرض لها القضاة ، رغم أن الزند كان شريكا في إهدار كرامة المستشار وليد الشافعي الذي سحله ضباط أمن الدولة في انتخابات 2010 الشهيرة ومنعوه من أداء عمله بالكامل ، وتوعد الزند يومها بأن يكون هناك موقف رادع ، ثم صمت صمت الحملان بعدها كأن شيئا لم يكن ، وبدا موقفه فاضحا وليس رادعا ، ولم يطالب قاضيا واحدا حينها بالامتناع عن المشاركة ، ولم يكن يستطيع ذلك في الحقيقة . ولم نسمع لأحمد الزند أي صوت عندما سحلت قوات أمن مبارك القاضي المستشار محمود عبداللطيف حمزة أمام نادي القضاة وتحويله إلى المستشفى مضرجا في دمائه ، وكان "عرق الكرامة" قد اختفى من دمه يومها ، كما لم نسمع منه كلمة واحدة عندما تعاملت قوات الأمن مع شيوخ القضاة في وقفتهم الشهيرة أمام جبروت نظام مبارك ووحشيته بإهانة وكأنهم مسجلون خطر ، وحشدوا لهم عشرات الآلاف من جنود الأمن المركزي والقوات الخاصة وقوات مباحث أمن الدولة في الواقعة الشهيرة ، وقتها اختفى أحمد الزند ولم يكن له أي صوت ، إن لم يكن مشجعا لسلوك النظام ضد القضاة . الآن ، في انتخابات الثورة ، شرب أحمد الزند حليب السباع ، ربما ليقطع الطريق على من يصفه بأنه من "الفلول" ، ويتمسح في ادعاء كرامة القضاة لكي يشارك في عملية تشويه الانتخابات ودفعها إلى الأزمة وربما إفشالها إن استطاع ، ويحرض القضاة علنا على الامتناع عن أداء مهمتهم الوطنية والأخلاقية ، وينتشي طويلا وهو ضيف شبه مستمر على قنوات "الفلول" الشهيرة ، لكي يسود على الناس عيشتهم ويشوه الصورة الحضارية للانتخابات التي يراها العالم كله إلا هو . بكل تأكيد يأتي سلوك المستشار أحمد الزند ليؤكد من جديد على أهمية تلك الأصوات التي تنادي بتطهير القضاء . [email protected]