بلغ إجمالى عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض الإيدز فى الصين خلال العام الماضى 70 ألف شخص وذلك حسب تقرير رسمى صدر أمس الأربعاء فى بكين وشارك فى إعداده وزارة الصحة الصينية وبرنامج الأممالمتحدة المشترك حول الإيدز ومنظمة الصحة العالمية . وحسب التقرير ذاته فإن إجمالى عدد الوفيات الناجمة عن الاصابة بمرض الإيدز بالصين تجاوز سقف نصف المليون مواطن فى نهاية العام الماضى وذلك منذ اكتشاف أول حالة إصابة بالمرض اللعين خلال عام 1985 بمعدل يزيد عن عشرين ألف شخص سنويا !. وحذرت منظمة الصحة العالمية خلال التقرير من مغبة الارتفاع المطرد فى معدلات الاصابة بفيروس (إتش آى فى) المسبب لمرض الإيدز فى الصين ليسجل نحو 40 بالمائة سنويا . وأشار برنامج الأممالمتحده حول الإيدز خلال التقرير إلى أن الصين تحتل المركز الثانى على مستوى قارة آسيا بعد الهند ، والمركز الثالث على مستوى العالم بعد جنوب أفريقيا ، من حيث معدلات الاصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة المعروف باسم الإيدز وسط مخاوف من قفزها إلى مركز الصدارة العالمى بحلول العام 2010 بمعدل يقترب من عشرة ملايين مصاب مالم تتخذ إجراءات حاسمة وعاجلة . ومن جانبها حددت وزارة الصحة الصينية خلال التقرير الهدف الشامل من الحملة الوطنية الرامية للوقاية من وباء الإيدزفى الحفاظ على عدد حاملى فيروس (آتش آى فى) دون 5ر1 مليون مواطن بنهاية العام 2010 . وفيما أقرت وزارة الصحة الصينية بخطورة وضع مرض الإيدزفى البلاد ، أوضحت أن لهذه الخطورة ثلاثة مظاهر رئيسية تتمثل فى : الارتفاع المطرد فى أعداد حاملى الفيروس ، واتساع رقعة انتشار المرض لتغطى المقاطعات الصينية الاحدى والثلاثين بعد أن ظلت لفترات طويلة منحصرة فى ثلاث مقاطعات فى الجنوب الشرقى والجنوب الغربى وهى يوننان وخونان وقوانغشى ، بينما يتمثل المظهر الثالث فى ازدياد أعداد النساء المصابات بالإيدزحتى بلغت نسبتها 1 إلى 2 قياسا بالذكور بعد أن كانت 1 إلى 5 طوال عقد التسعينيات فيما سجلت النسبة ببعض المقاطعات 1 إلى 1 ، علما بأن النساء من مريضات الإيدز عادة ماتكون فرصتهن فى الحصول على العلاج أو المشورة الطبية أقل كثيرا من فئة الرجال . وأكدت وزارة الصحة أن تعاطى المخدرات وازدهار تجارة الدم مع كل ما يشوبها من عمليات نقل ملوثة بعيدة عن رقابة المؤسسات الطبية فضلا عن الممارسات الجنسية غير الشرعية خارج مؤسسة الزواج ، تشكل فى مجملها الأسباب الرئيسية وراء تفشى الإيدز فى الصين . ونوهت الوزارة بأنه فى إطار الخطة الخمسية الحادية عشرة للفترة من (2006-2010) تم اعتبار مكافحة الإيدز المهمة الوطنية الرئيسية التى يتعين إنجازها ورصدت الحكومة المركزية لتحقيق ذلك مبالغ طائلة تقدر بنحو 15 مليون دولار أمريكى سنويا تتضاعف كل سنة من سنوات الخطة . وأشارت وزارة الصحة الصينية إلى تعهدات المجتمع الدولى بتقديم 272 مليون دولارا للصين خلال الفترة ذاتها وتشكيل نحو 2686 فرقة عمل مسؤولة عن الوقاية من الإيدز تركز عملها بين الفئات ذات المخاطر العالية وتنتشر فى 247 موقعا للمراقبة موزعة على شتى أنحاء البر الرئيسى ، وتعزيز حملات التوعية خاصة فى المناطق القروية وبين فئات طلاب الجامعة ، وتفعيل وسائل العلاج بالطب التقليدى الصينى عوضا عن الاعتماد على الأدوية الغربية التى تكلف الدولة مبالغ هائلة فى استيرادها مما يرفع نفقات العلاج بالنسبة للمرضى فضلا عن آثارها الجانبية الضارة . ويتزامن صدور ذلك التقرير مع الاعلان عن دخول أول دواء عشبى صينى مضاد للإيدز مرحلة التجارب السريرية ، وهو مستخلص من مجموعة من النباتات فى مقدمتها عرق السوس وجذور السكوتلاريا وسيقان زهرة الأركيديا فيما يمنع تكاثر فيروس (إتش آى فى) فى الخلايا الجسدية المصابة علما بأن مرحلة التجارب السريرية ستمتد حتى نهاية مارس القادم للتأكد من فعاليته ومن ثم منحه التراخيص اللازمة لإنتاجه تجاريا وطرحه فى الأسواق قبل نهاية العام الحالى . كذلك يأتى التقرير بالتزامن مع إعلان مصلحة الدولة الصينية للرقابة على الأدوية والأغذية دخول مصل مضاد للأيدز محلى الصنع مرحلة الاختبارات السريرية للتأكد من سلامته وصلاحيته بعد أن أثبتت جميع التجارب التى أجريت على القرود والفئران فعاليته الكبيرة .