"وأريد، لو أننى أرحل عن العالم قبل الذين أحبهم، كنت محظوظًا بحيث لم أجرب فقد الأحبة كثيرًا، أخاف هذه اللحظات.. أخافها أكثر من خوفى من رحيلى الشخصي"، وكأن الكاتب هنا ينعى نفسه، بعد أن ترك خلفه عشرات الآلاف من المحبين والقراء، وهو لم يكمل الثلاثين من عمره. البراء أشرف، أحد النماذج الصحفية الناجحة فى مجال التدوين والمقالات، ذاع صيته بعد تدويناته التى نشرها عبر مواقع "الشروق، كسرة، مصر العربية، وهاف بوست"، والتى تناول فيها حلولاً للواقع السيئ الذى يحياه الشباب فى مصر، كما اهتم بالطبقات المتوسطة والفقيرة فى كتاباته. وتوفى اليوم البراء أشرف، عن عمر يناهز ثلاثين عامًا عقب وعكة صحية تعرض لها مساء أمس، دخل على أثرها العناية المركزة. وفى آخر تدوينات "البراء" قال: كتبت خلال السنة 80 مقالا.. بكره منهم 3 وبحب 10 وفيه 20 كنت ناسى إنى كتبتهم". وأعلن شقيقه حازم أشرف خبر وفاته منذ ساعتين على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قائلا: "توفى إلى رحمة الله أخويا الكبير البراء وصلاة الجنازة، ظهر اليوم، فى مسجد الرحمة فى كرداسة" .. كتب البراء لعدة صحف ومواقع من ضمنهم جريدة المصرى اليوم وموقع مصر العربية وموقع كسرة. وكتب البراء على صفحته الخاصة بموقع "فيس بوك"، قبل أيام عن عودته للكتابة فى موقع مصر العربية، قائلا: "زى النهاردة من سنة، رجعت أكتب مقالات بشكل دورى منتظم بعد توقفى من 2010 إلى 2014". وأضاف: "وكان مقالى الأول اتنشر فى الموقع القريب إلى قلبى "مصر العربية"، بعنوان "أبو علاءهم، وأبو علاءنا" فى يوم وفاة الأستاذ أحمد سيف". وتابع: "كتبت خلال السنة فى حدود 80 مقالا.. بكره منهم 3، وبحب 10، وفى 20 كنت ناسى إنى كتبتهم، رجوعى للكتابة المنتظمة - بجد - أهم قرار أخذته فى آخر 5 سنين فى حياتى تحت شعار شخصى اسمه "الكتابة هى المنقذ".. وكان البراء قد تعرض للإيقاف بمطار القاهرة الدولى فى نهاية شهر أغسطس الماضى وكتب حينها تدوينة قال فيها "بعد تحقيق لمدة 4 ساعات، تم إطلاق سراحى من مطار القاهرة، وكنت قد تم توقيفى فور وصولى للمطار قادمًا من بيروت دون إبداء أسباب واضحة حينها لأسباب الإيقاف. بكلمات قليلة نعاه الكاتب الصحفى يسرى فودة قائلاً: "لقاء واحد عابر قبل حوالى تسع سنوات ورسالة واحدة منه قبل حوالى سنة ورسالة واحدة منى بعدها بيومين لكننى كنت أتابع ما يكتب ولم أجد فيه إلا روحًا جميلة وأدبًا جمًّا وطاقة إيجابية. وأضاف فودة "اختاره الله إلى جواره صغيرًا ودودًا حالمًا؛ إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون. اللهم ارحم عبدك براء أشرف واغفر له وأسكنه فسيح جناتك، واللهم ألهم أهله وأحباءه صبرًا جميلًا".
ووجهه الشكر لكل من دعمه قائلاً: "الشكر موصول للجنود المجهولين، أصحاب الدعم والتحفيز، ولجنة القراءة السرية، اللى لازم تقرأ درافت أى مقال قبل نشره.. ولإدارات المواقع والصحف اللى استضافتنى طوال عام كامل".. يقول عنه الكاتب الصحفى "عادل صبري" رئيس تحرير موقع "مصر العربية": "عانى البراء كما نعانى من الاضطهاد لأنه صاحب موقف ورأى جريء لا يخشى فى الله لومة لائم، جاء فى زيارة أخيرة لمصر فاحتجزوه فى المطار 4 ساعات بتهمة سفره إلى تركيا بدون تصريح أمنى رغم أنه دخلها بعد رحلات مطولة لأوروبا والولايات المتحدة وغيرها". وأضاف صبري: "سلطة البلد الذى عشقه جعلته يفكر فى أن تكون السفرية القادمة هى الأخيرة حتى يزول الكابوس القابع فوق رءوس العباد والضباب الأسود الذى يحجب رؤية الحق وأهله عن عيون المسئولين وأنصارهم". وكتب عنه الكاتب الصحفى سامى كمال الدين: "صديقى العزيز البراء أشرف قول كلام غير ده.. ما أنت دايما بتهزر قول إنك بتهزر..إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله".