فى تصريحات خاصة لموقع أجنبى، حمل "جورج إسحاق"، حزب "المصريين الأحرار" مسئولية ضياع الكثير من الأصوات التى كان من المتوقع أن يُدلى بها لصالح الليبراليين. إسحاق أشار إلى ما وصفه ب"نزعة السيطر" التى مارسها الحزب على "الكتلة المصرية" ما أفضى إلى تفكيك الكتلة والهروب منها بحثًا عن تحالفات أخرى. إسحاق اتهم "ساويرس" بارتكاب ما اعتبره ذات "الخطأ" الذى يعتقد أنه وقع فيه "الحرية والعدالة" مع "التحالف الديمقراطى".. إذ افترض الأخير والأول "المصريين الأحرار" أن لهما "سلطة أبوية" على الأحزاب الصغيرة التى دلفت إلى الانتخابات تحت مظلتيهما.. ما أفضى إلى الإخلال بمبدأ "العدالة" من حيث الدعم أو الترتيب فى القوائم. غير أن إسحاق ركز على ما وصفه ب"التصريحات المستفزة" التى صدرت من مؤسس "الكتلة" رجل الأعمال المثير للجدل نجيب ساويرس، خاصة تلك التى استهدفت التحرش بالتيار الإسلامى وتجاوزت حدود "الخشونة السياسية" لتمس المشاعر العامة للأغلبية المسلمة. على الجانب الآخر، اعترف المتحدث الإعلامى باسم السلفية فى الإسكندرية المهندس عبدالمنعم الشحات، بأن تصريحاته عشية الانتخابات أدت إلى فقدانه تعاطف "المؤيدين" له.. واعترف السلفيون بأن ثمة "أخطاء" فى أدوات الحركة والدعاية كلفتهم خسائر اعتبرت "جسيمة" بل و"مؤلمة".. صحيح أنها حققت "المفاجأة" بفوزها فى الجولة الأولى بنسبة 20% لتأتى تاليًا بعد الحركة الأكبر تنظيمًا وخبرة "الحرية والعدالة".. إلا أن خسارة الشحات فى الإسكندرية، ومرشحهم الكبير فى القاهرة "مدينة نصر"، افقدتهم الإحساس ب"حلاوة" النصر.. لأنها فعلاً كانت خسارة "مرة" غير أن الحركة السلفية وبسرعة فهمت المغزى والدلالة.. ولعل ذلك ظهر جليًا فى لقاءات الشحات الفضائية بعد الهزيمة إذ بدا من كلامه أنه استوعب الدرس وعلم أن كل كلمة مرصودة ولها ثمن سياسى. وفى تقديرى أن كلام "اسحاق".. وتصريحات "الشحات" ظاهرة "مريحة"، لأنها تعكس قيمة الديمقراطية كأداة "سحرية" لأية عملية للاختبار والقياس والفرز وصقل المواهب والكفاءات والخبرات.. وأن المسألة فى أى مجتمع ديمقراطى، لا تخضع إلى "الفهلوة" أو "الاستقواء" بالمال أو بالجماعة أو بالتنظيم أو بالمؤيدين فى الشارع.. المسألة أكبر من ذلك بكثير وأعظم.. ولعل أهمها حصائد الألسنة. [email protected]