فجّر انتحاريان نفسيهما، اليوم الأربعاء، في مدخل مخيّم للجيش التشادي، بمنطقة "كايغا"، بمحافظة "نغوبوا" في بحيرة تشاد، على الحدود مع نيجيريا. وأوضح مصدر أمني تشادي، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، في تصريح للأناضول، إن "التفجير الانتحاري لم يسفر عن خسائر بشرية"، مضيفًا أنّ "الانتحاريين الاثنين والذين من المؤكّد أنهما ينتميان لمجموعة بوكو حرام المسلّحة، لم يتمكّنا من الدخول إلى المخيّم، ولذلك اضطرّا لتفجير أنفسهما في مدخله". ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات قليلة من بدء جلسة محاكمة 60 شخصًا متهمين بتنفيذ الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف، منتصف يونيو/ حزيران الماضي، مؤسّستين أمنيتين، وأسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 27 شخصًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
ويواجه المتّهمون تهمة "القتل باستخدام المتفجّرات والحيازة غير المشروعة لأسلحة حرب"، ومن المتوقّع أن ينالوا أحكامًا بالإعدام، وذلك إثر استئناف العمل بهذه العقوبة بقرار من البرلمان التشادي صدر في 30 يوليو/ تموز الماضي، ل "معاقبة المتورّطين في الأعمال الإرهابية"، بحسب مصدر قانوني تشادي للأناضول.
وخلال شهر (من منتصف يونيو/ حزيران إلى منتصف يوليو/ تموز الماضيين)، قادت مجموعة "بوكو حرام" 3 هجمات مستهدفة العاصمة التشادية، مخلّفة أكثر من 50 قتيلًا، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
ويعتقد المراقبون أنّ هجمات "بوكو حرام" التي استهدفت تشاد، جاءت كردّ فعل لانخراط الأخيرة ضمن القوة الإفريقية المشتركة لمواجهة خطر تمدّد المجموعة المسلّحة في حوض بحيرة تشاد.
وتعدّ تشاد من الدول المنخرطة، منذ يناير/ كانون الأول الماضي، ضمن الجهود العسكرية لدول حوض بحيرة تشاد المعنية لصدّ هجمات المجموعة النيجيرية المسلّحة.
وأجبرت "انتهاكات" الجماعة المسلّحة، الكاميرون ودول حوض بحيرة تشاد، على البحث عن حلول مشتركة لمواجهة مدّ "الإرهاب" المتنامي في المنطقة، فدفعت تشاد، في 16 يناير/ كانون ثان الماضي، بقوات تتألّف من ألفين و500 عسكري، إلى شمالي الكاميرون لمساعدتها على القضاء على هذه الجماعة، ومنع توسّعها نحو بلدان أخرى، قبل أن تنضم إليها النيجر.
إلاّ أنّ بعض الخلافات في وجهات النظر، لم تفسح المجال لهذه القوة لإدراك أهدافها، وهو ما دفع ببلدان حوض بحيرة تشاد، الخميس الماضي، إلى تشكيل قوة جديدة بمبادرة من كلّ من نيجيرياوتشاد وبنين والنيجروالكاميرون، تضم 8 آلاف و700 رجل.