يُعتبر خط دول منطقة البلقان مقدونيا - صربيا واحدًا من أكثر الممرات استخدامًا من جانب آلاف المهاجرين، وعلى الأخص القادمين منهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في "رحلة الأمل" إلى بلدان الاتحاد الأوروبي بغية الوصول إلى حياة أفضل. يتوجه المهاجرون في المحطة الأولى إلى اليونان، ومنها يسعون للوصول إلى مقدونيا وبعدها إلى صربيا ثم هنغاريا وأخيرًا إلى البلدان الأوروبية الأخرى، ويواجهون الكثير من المخاطر خلال الرحلة، التي قد يكون الموت خاتمة لها بالنسبة للبعض منهم. ويتوافد المهاجرون، الذين عبروا من اليونان إلى مقدونيا، على محطة القطار في مدينة غيفغليا، جنوبي البلاد، حيث يستقلونه إلى بلدة تابانوفتسي الحدودية، ومن هناك يدخلون صربيا. وذكرت وزارة الداخلية المقدونية أن أكثر من 44 ألف مهاجر دخلوا البلاد، من اليونان، خلال الشهرين الماضيين، وتقدموا إلى السلطات المقدونية بطلبات لجوء مؤقتة. ومع تزايد أعداد المهاجرين الوافدين في الآونة الأخيرة إلى مقدونيا أعلنت حكومتها "حالة طوارئ"، وزادت من التدابير على الحدود مع اليونان، على الأخص، ونشبت مواجهات يوم الجمعة الماضي بين المهاجرين والشرطة المقدونية استمرت حتى السبت، وانتهت بسماح السلطات للمهاجرين بعبور الحدود. وأسفرت المواجهات عن طعن شرطي وإصابة عدد كبير من المهاجرين. وبعد مقدونيا تأتي صربيا، التي أعلنت سلطاتها عن تقدم 62 ألف مهاجر بطلب إقامة مؤقتة لديها. ويعيش القسم الأعظم من المهاجرين في صربيا في خيام ينصبونها في الحدائق العامة، ويتلقون المساعدة من أهالي مدينة بلغراد. وكما هو الحال في مقدونيا يواجه المهاجرون مصاعب على حدود صربيا. وهناك تقديرات تشير إلى دخول 1500 شخص يوميًّا إلى صربيا على أمل الوصول إلى أوروبا.