من وقت لآخر يفاجأ الوسط الرياضى بضبط حالة منشطات فى ملاعب كرة القدم المصرية، وغالبا لا يكون مرتكب الواقعة قد تعمد تعاطى المنشطات، وإنما يتم ذلك عن جهل تام بالمواد التى تحتوى على مواد منشطة محظورة، مثل بعض أدوية البرد والحساسية والغدة الدرقية بل بعض كريمات الشعر. وأثق تمامًا أن حالة أحمد صبحى لاعب منتخب الشباب، لم تتم عن عمد وإنما عن جهل، ولا يتحمل اللاعب وحده المسئولية بل يتحملها الجهاز الطبى فى إنبى بل فى المنتخب الوطنى، وأيضا الإعلام المصرى الذين لا يهتموا جميعًا بمثل هذه الأمور ألا عند وقوع كارثة تهدد نجم مصرى أو منتخب وطنى. وقد سبق لنجوم مصريين التورط فى تلك الفضيحة أمثال أمير عزمى مجاهد وحسام غالى وعمرو سماكة وإن كان الإخير قد أثبتت التحاليل تعاطيه الحشيش" أنذاك، إلا أن عزمى كان متورطًا بسبب كريم شعر، فيما برأت العينة الثانية حسام غالى. وأعتقد أنه قد آن الأوان ومصر تستعد لدورى المحترفين، أن تبدى اهتمامًا بالمنشطات ويتم التحليل أسبوعيًا فى مباريات الدورى الممتاز خاصة بعد الانتهاء من أنشاء معمل عالمى بالقوات المسلحة، وإن كان ينقصه، أن يكون معتمدًا دوليًا، وليس سرًا أنه لا توجد معامل معتمدة فى إفريقيا ألا فى تونس وجنوب إفريقيا. وللأسف الشديد تنتشر شائعات هنا وهناك حول منح بعض المدربين الذين لا تشارك فرقهم فى بطولات إفريقية مواد منشطة، ولكنها محض أقوال لا يستطيع أحد إثباتها، ولكن إقرار التحليل فى مباريات الممتاز المصرى، سوف تجبر الجميع على الألتزام بالابتعاد عن آفة المنشطات مما يحافظ على صحة نجوم الكرة ويمنع مصر من التعرض للفضائح الكروية. وأدرك أن لاعبين فى الدورى المصرى يحصلون على المنشطات بشكل مشروع لإصابتهم بامراض حساسية على الصدر والغدة الدرقية، وذلك بموافقة اللجنة الطبية بالاتحاد الدولى لكرة القدم، وذلك بعد إثبات مرضهم وإرسال ما يؤكد ذلك وهم عدد محدود جدًا، ومعروفين بالاسم ولا داعى لذكرهم لأن البعض يعتبر ذلك تحايلاً على منع تناول المنشطات فيما هم كنجوم ومواهب لا يحتاجون إلى تعاطى هذه الآفة المدمرة. وأعتقد أن الأندية المصرية يجب أن تبدى اهتمامًا كبيرًا بالجانب الطبى، ولا تعتبر ذلك الأمر ثانويًا لأن الأهمال فى هذا الأمر قد يؤدى لوفاة بعض النجوم بل وقد يسىء للكرة المصرية. وللأسف الشديد فقد هلل بعض المسئولين بالزمالك لثبوت تعاطى أحمد صبحى المنشطات أملاً فى النظر لنتيجة نهائى كاس مصر، وهم لا يعلمون أن ثبوت تعاطى أى لاعب للمنشطات لا علاقة له بما انتهت اليه نتائج المباريات، حيث يتم عقاب اللاعب وحده بالإيقاف، واعتماد نتائج المباريات بما انتهت اليه. وقد لا يعلم بعض لاعبى كرة القدم أن العقاقير المنبهة للجهاز العصبى من كافيين، وإيفدرين، وكوكايين، وامفيتاين، وافورين من المنشطات ، وكذا العقاقير المنبهة للجهاز العصبى، والمدرة للبول، وبعض أدوية القلب، والأدوية التى تحتوى على الكورتيزون، والمنشطات التى تساهم فى بناء عضلات الجسد ويتعاطاها غالبًا لاعبى الأثقال وكمال الأجسام وما إلى ذلك. نحن أمام أفة خطيرة يجب محاربتها بكل وسائل التوعية مع إقرار التحليل فى بطولة الدورى الممتاز .. ولا يجب التضحية باللاعب حتى يفوز النادى، إنها رياضة وليست بيزنس ؟!