تشهد الساحة العراقية جدلا واسعا فى الآونة الأخيرة حول مصير الآلاف من تماثيل الرئيس العراقى السابق صدام حسين التى كانت تملأ شوارع وميادين المدن العراقية خلال فترة توليه الحكم، وذلك فى الوقت الذى تجرى فيه الاستعدادات لاستئناف محاكمته اليوم فى أحداث قضية الدجيل. وذكر تقرير اخبارى أذاعته شبكة "سى ان ان" الامريكية أن العراقيين يواجهون ما أطلق عليه مسمى /الأزمة/ حول تماثيل وصور صدام، مشيرا إلى أنه ما من ديكتاتور فى العالم كان يحب رؤية صوره وتماثيله فى كل مكان أكثر من صدام حسين. وأشارت الشبكة إلى تضارب الأراء الشعبية والسياسية حول مصير تماثيل صدام التى أزيلت من مواقعها أو تم تحطيم بعضها ابان سقوط نظامه ودخول قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية إلى العاصمة العراقية بغداد فى التاسع من أبريل عام 2003. من جانبهم طالب بعض المواطنين العراقيين بضرورة تحطيم صور وتماثيل صدام حسين، التى يرون انها تذكرهم بحكم صدام وبحزب البعث الذى أسسه وما اقترفوه من جرائم انسانية فى حق الشعب العراقى. فى المقابل اختلف بعض المسئولين العراقيين مع وجهة النظر الشعبية تجاه تماثيل صدام حسين، حيث يسعون لجمع وحفظ ما تبقى منها فى متحف وطنى، معتبرين أن الذكريات حتى الاليمة منها جزءا من التاريخ لا يمكن تجاهله بأى حال من الأحوال . وقالت ميسون الدليمى نائبة وزير الثقافة العراقى ل"سى ان ان" ان ألمانيا على سبيل المثال لا تزال محتفظة بآثار الحقبة النازية ، مشيرة الى أن تماثيل صدام تعكس جزءا من تاريخ العراق لا يمكن تناسيه. وأشارت الشبكة إلى أن مشهد إسقاط القوات الأمريكية لأحد تماثيل صدام حسين فى ميدان بالعاصمة بغداد عقب دخولها بغداد ربما يكون من أهم مشاهد الحرب التى شنتها الولاياتالمتحدة وحلفائها على العراق، موضحة أن القواعد والنصب التى كانت تحمل تماثيل الرئيس العراقى المخلوع وشعارات حزب البعث المنحل تحولت مؤخرا إلى مجرد لوحات مملؤة بالملصقات السياسية والدينية . يذكر أنه سيتم غدا الأحد استئناف محاكمة صدام حسين وسبعة من معاونيه باتهاما تتلخص فى قتل 148 شخصا من أبناء منطقة الدجيل شمال بغداد وتجريف العديد من الاراضى والمزروعات بالمنطقة عقب تعرض موكب صدام عام 1982 لاطلاق نار خلال مرورهبالمنطقة، وذلك برئاسة القاضى الشيعى رؤوف رشيد عبد الرحمن بعد قبول استقالة القاضى الكردى السابق رزكار محمد أمين .