وصف الكاتب الصحفي، جمال سلطان، رئيس تحرير "المصريون"، حوار الكاتب الصحفي المعروف محمد حسنين هيكل مع صحيفة "السفير" اللبنانية بأنه "عبارة عن ترويج لإيران الدولة والحضارة والتاريخ والتحدي لقوى الاستكبار الأمريكي وأنها دولة عريقة بمحددات جغرافية ثابتة، وليس مثل جيرانها العرب الذين وصفهم بأنهم "فسيفساء" دول". وهاجم هيكل المقرب من النظام الحالي في مصر في حواره السعودية، وقال إن نظامها غير قابل للبقاء، كما انتقد الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيا، قائلا إنه "ليس حاضرا بما يكفي". وبينما هاجم هيكل السعودية ودول الخليج، واصفا إياها بأنها "دول متخلفة"، فقد كال المدائح والإطراء لإيران وحزب الله، وقال إن حزب الله يدافع عن نفسه في سوريا، فيما كشف أيضا أن "مصر تسعى للتقارب مع إيران" إلا أن ضغوطا تمارس على الرئيس عبدالفتاح السيسي لثنيه عن التقارب مع طهران. وقال سلطان في مقاله المنشور ب "المصريون" اليوم: "استغربت جدًا أن هيكل حتى بمنطقه نفسه تجاهل العراق، الدولة والشعب والتاريخ، رغم أنه أكثر عراقة من إيران وكان مركزا سياسيا وثقافيا لنصف العالم على الأقل لقرون طويلة، تجاهله هيكله واحتقره، لأنه "عربي"، وكذلك فعل مع "اليمن" رغم أن عمقه الحضاري والتاريخي يصك وجه هيكل ، ولكن لأن "الهوى" إيراني، وكاره للعروبة، كانت عينه لا ترى إلا الحضارة الفارسية". وأضاف "عاطفة هيكل تجاه إيران وأجنحتها في المنطقة جعلته يسقط أخلاقيا في تبرير غزو ميليشيات تنظيم حزب الله اللبناني لسوريا وقتل شعبها ودعم نظامها الديكتاتوري الدموي، وفي تفسيراته الأسطورية اعتبر أن غزو حزب الله لسوريا ودفاعه عن بشار هو حالة دفاع عن النفس". وقال هيكل في حواره "قتال "حزب الله" في سوريا هو للدفاع عن نفسه، وليس في معركة إثبات نفوذ. إذن فهو بحالة دفاع عن النفس في سوريا لأنه مستهدف ... وهذا ما يؤكد مشروعيته في أنه يقاوم". وعلق سلطان، قائلاً: "إنه حتى لا يتحدث عن "دولة" مستهدفة ، هو يتحدث عن "تنظيم" وحزب وميليشيا مسلحة تحارب في أراضي دولة أخرى وشعب آخر لتوسيع وحماية مصالحها ويعتبره عملا مشروعا وأخلاقيا، هذا جنون حقيقي في المعيار السياسي، ولو فتح لهذا المنطق المجال، لأصبح من حق أي تنظيم مسلح أن يقتحم البلدان المجاورة ويغزوها دفاعا عن نفسه إذا شعر بأنه مستهدف". وأبدى سلطان استغرابه من وصف هيكل في حواره "حزب الله بأنه" من "أجنحة إيران"، مضيفًا: " فمن يريد أن يضرب إيران اليوم يحاول أن يقص أجنحتها في أي مكان لديها فيه نفوذ"، لكنه ينفي أن يكون الحزب جزءًا من مشروع إيراني. وتابع معلقًا على هجومه على السعودية، قائلاً: "نالت السعودية، كالعادة ، قسطا أكبر من هجوم هيكل وسخريته وتحقيره ، حتى أنه يعلق على موقفها المتحفظ من الاتفاق النووي الأخير بقوله : "السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي". وتوقف سلطان عند عبارة "تشاغب"، معلقًا عليها: "لتدرك منطلقاته "النفسية" ومراراته التي لا ينساها تجاه المملكة ، وكان يمكنه التعبير : بأن توقف ، أو تتحدى ، أو تعاند، ولكنه اختار اللفظ الذي يحمل التحقير والإهانة ووصمها بالنظام الخارج على القانون "المشاغب"". وتابع "عندما علق على الوضع في اليمن بدا أسيرا لتاريخه مع عبد الناصر وورطته في اليمن، فقال: "سيغرق السعوديون في مستنقع اليمن. عندما تدخّل عبد الناصر هناك كان يساعد حركة تحرر فيها وليس لديه حدود ملاصقة لها، أما السعوديون فلديهم باستمرار مطالب من اليمن ولقد استولوا على محافظتين فيها". وعلق سلطان على تعبيره "استولوا على محافظتين فيها"، معتبرًا أنه في كلامه ينظر إلى أن "السعودية إذن قوة احتلال في نظر هيكل، وهي نفس رؤية ولغة الحوثيين والإيرانيين بالمناسبة، ومن حرر عدن ليس المقاومة الشعبية اليمنية بدعم خليجي، وإنما هو احتلال سعودي". واستطرد: "دع عنك أمنياته بغرق السعودية في مستنقع يمني على النحو الذي غرق فيه عبدالناصر. حقيقة، وبأمانة كاملة، أعاتب نفسي الآن أن طالت وقفتي نسبيا عند حوار هيكل مع طلال (رئيس تحرير السفير اللبنانية)". وخلص قائلاً: "لولا الهوجة والهالة التي ما زال البعض يصر على إضفائها على هيكل ما التفت إلى حواره أبدا، فهو مفلس، ومن ضياع الوقت أن تتابعه أو تبحث في كلامه عن معنى أو تحليل جاد أو بوصلة وعي عملي وواقعي في الوقت الراهن، أبعد من اجترار أحلام عالم صباه وشبابه، أو تصفية مراراته التاريخية التي لا ينساها أبدا".