اعتبرت العديد من القوى الإسلامية أن إعلان جماعة "الاخوان المسلمين" سعيها لتشكيل حكومة ائتلافية، يعد استباقًا للأحداث خصوصًا أن نتائج الجولتين الثانية والثالثة قد تحمل مفاجآت للجماعة، فضلا عن أن الإعلان الدستورى لا يعطى الأغلبية الحق فى تشكيل الحكومة، مطالبين الجماعة وذراعها السياسى حزب "الحرية والعدالة" بأن يكونا أكثر تواضعًا فى التعامل مع نتائج الانتخابات. وقال الدكتور صفوت عبدالغنى، عضو مجلس شورى "الجماعة الاسلامية"، إن حديث "الاخوان" عن تشكيل الحكومة يعد سابقًا لأوانه قبل إجراء الجولتين الثانية والثالثة، مؤكدًا أنه على "الإخوان" عدم الاغترار بهذه النتائج وأن يكونوا أكثر تواضعًا فى التعامل مع القوى السياسية لاسيما وأنهم لن يستطيعوا أن يحققوا الأغلبية الساحقة. ورأى أن الإعلان الدستورى سيشكل عقبة أمام الأغلبية البرلمانية لتشكيل الحكومة القادمة، الأمر الذى قال إنه يتطلب من "الاخوان" السعى لتحقيق توافق وطنى سيكون له الأثر الأهم فى تحديد هوية الحكومة القادمة. فى السياق ذاته، طالب نادر بكار، المتحدث باسم حزب "النور" السلفى، "الاخوان" بعدم استباق نتائج الانتخابات والانتظار قليلا حتى تعلن نتائج الانتخابات بشكل نهائى، خصوصًا أن شكل الخارطة البرلمانية لم يتضح حتى الآن، بل وقد يشهد مفاجآت قد تعيد رسم المشهد. وحث "الاخوان" على تبنى لهجة توافقية لطمأنة الكتل السياسية بأن مصلحة الوطن تشكل الأولوية لدى الجماعة وليست المصالح الضيقة. من جانبه، أكد القيادى الجهادى، الشيخ أسامة قاسم، أن الجولتين الثانية والثالثة قد تشهدان مفاجآت فى ظل حرص الرأى على إيجاد برلمان متوازن لا تستخوذ قوى بعينها عليه. وحث "الإخوان" على تبنى خطاب توافقى والتركيز على ما يجمع أكثر مما يفرق. فى المقابل، أكد الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث باسم "الإخوان المسلمين" أن المخاوف التى أثيرت فى الساعات الأخيرة عقب ظهور المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات والتى تحذر من حدوث صدام بين الجماعة والمجلس العسكرى مخاوف غير حقيقية وليست فى محلها. وقال فى تصريحات ل "المصريون": لن يحدث أى صدام بين الجماعة والمجلس العسكرى بسبب الخلاف حول أحقية الحزب صاحب الأغلبية البرلمانبة فى تشكيل الحكومة , فنحن قلنا رأينا فى هذه القضية ردا على ما أعلنه أحد أعضاء المجلس العسكرى , ولا ندرى ما إذا كان هذا الرأى يعبر عن الموقف الرسمى للمجلس العسكرى أم هو اجتهاد شخصى من الذى أعلنه. وأضاف غزلان: "وحتى فى أسوأ الظروف فإن الأمر لن يستغرق وقتا طويلا لأن المجلس العسكرى نفسه سيسلم السلطة فى نهاية شهر يونية ويمكننا الانتظار حتى يسلم رئيس الجمهورية الجديد مهامه". واستعبد حدوث أى صدام بين "الإخوان" و"العسكري"، قائلا: "لا ننوى التصادم وليس من مصلحتنا أو مصلحة المجلس العسكرى أو مصلحة مصر حدوث أى صدام" , وأكد أنه حدثت خلافات كثيرة فى المواقف والرؤى بين الطرفين، كان آخرها الخلاف حول الوثيقة الدستورية المسماة ب "وثيقة السلمى" ولم ننزلق للصدام ورفضنا النزول لميدان التحرير وشارع محمد محمود حتى لا يحدث صدام بين الإخوان وقوات الجيش. وندد غزلان ب "تخويف وتفزيع المصريين التى تقودها الفضائيات لحساب بعض القوى السياسية ضد الإخوان وحزب الحرية والعدالة", وقال إن "هذه الدعاية السوداء انقلبت ضد أصحابها وحقق مرشحى الإخوان فوزا كبيرا فى الانتخابات , "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".