انتقد الكاتب الصحفي جمال الجمل، التعامل الأمني من قبل وزارة الداخلية مع المواطنين، مستشهدًا بقصة سجلها الدكتور مصطفى عبد الرحمن، عن توقيفه في إحدى الطرق السريعة بسبب امتلاكه "زلطة"، قائلًا: "أن تلك القصة لا تحتاج إلى تعليق، فهي نموذج للفجوة الهائلة بين تعامل أبطال الداخلية مع الإرهاب وتعاملهم مع المواطنين، والله يرحمه بقى المستشار هشام بركات، الإرهابي اللئيم مكانش معاه زلطة". وكان نص القصة التي نشرها "الجمل" بصحيفة "المصري اليوم"، بعنوان "الظابط والزلطة (من قصص الحرب ضد الإرهاب)": من كام يوم كنت مسافر بالعربية من الزقازيق للقاهرة أنا وواحد صاحبي، وكان معايا زلطة بيضا تشبه الرخام، شكلها غريب شوية، كنت واخدها تذكار من أصحابي لما كنت مسافر برة، وللأسف الشديد نسيتها في باب العربية. المهم دخلنا على كمين مدينة «السلام»، الظابط وقفنا وشاف الرخص، وسألنا انتوا منين؟ ورايحين فين؟ وبتشتغلوا ايه؟ قلت له أنا دكتور بشري وطلعت كارنية نقابة الأطباء، وصاحبي كان مهندس طلع بطاقته، وكل الأوراق تمام. فجأة سألنا الظابط: طب معاكوا حاجة كده (يقصد مخدرات مثلا أو أي شئ في دماغه) رديت بضحكة مجاملة: لا يا باشا مافيش معانا حاجة الظابط: طيب اركن هنفتش! فتشوا العربية تفتيش دقيق، وفتشوني أنا وصاحبي تفتيش ذاتي أكثر دقة، لدرجة أنهم قلعوني الجزمة وحسسوا على الشراب، مع أن المفروض أن أنا وصاحبي طبيب ومهندس، وشكلنا مش مسجلين خطر ولا شكلنا مشبوه. بعد التفتيش الدقيق الظابط لقي معايا فلوس، فسألني: فلوس إيه دي؟ وجايبها منين؟ وهتعمل بيها إيه؟! طبعا قعدت اضحك من اللي بيحصل، وقلت أجاوب بحسن نية على أساس أنهم بيشوفوا شغلهم، وكبرت دماغي، كان فات حوالي ربع ساعة في هذا الحوار، وتصورت ان الموضوع انتهى، لكن كل اللي فات كوم، واللي جاي كوم تاني خالص. فقد عثر الظابط على الزلطة في باب العربية، فأمسكها بدهشة وأخذ يقلبها بين يديه، * وسألني: إيه دي؟ - دي زلطة يا باشا! * ايوه يعني إيه دي؟ وبتعمل ايه معاك في العربية؟ - زلطة يا باشا كنت واخدها (سوفينير) من ناس صحابي لما كنت مسافر بره. * يعني إيه زلطة سوفينير؟، وتاخد منهم زلطة ليه؟ - يعني تذكار حضرتك عشان لما أقابلهم تاني. * أيوه يعني الزلطة هتعمل إيه لما تتقابلوا تاني؟ - عادي يا باشا لما أشوفها أفتكرهم، ولما نتكلم يسألوني أخبار الزلطة إيه وكده؟! لم يقتنع الظابط بكلامي، وبدأ يعمل فحص للزلطة.. يشمها، ويفركها بصوابعه، وقال لي: استنى هنا، وسابني ومشي فضلنا واقفين أنا وصاحبي لحد ما فتش عربية تانية، وعدت ربع ساعة تقريبا، فأنا ما استحملتش، روحت قلت له: يا باشا مش خلاص حضرتك فتشتوا ومالقتوش حاجة؟، ممكن نمشي! * الظابط: ايوه بس إيه ديه بقى؟!
- يا باشا والله العظيم زلطة! راح ماشي وسايبني تاني، بس المرة دي مشي ناحية شجرة تحتها ترابيزة على جنب الطريق قاعد عليها خمس اشخاص كبار في السن كلهم رتب مختلفة في الداخلية لواء وعميد وعقيد وكده، ووقف يتكلم معاهم ويوريهم الزلطة، وبدأ كل واحد منهم يمسك الزلطة يبص فيها ويقلبها ويفحصها، ويديها للرتبة اللي جنبه يشوفها هوه كمان ويفحصها! وانا بتفرج، ودماغي ضربت علامات استفهام.. إيه اللي بيحصل، وهل ممكن أروح في داهية بسبب زلطة. بعد فترة من الفحص والبحث، نادوا عليا اللواء: ايه ديه يابني؟ - دي زلطة يا باشا * أيوه بتعمل بيها ايه؟ - دي تذكار يا فندم من ناس صحابي * انت شغال إي؟ - دكتور بشري * وجيبتها منين؟ وإزاي؟ زإيه دي بالظبط؟ - ما اعرفش غير انها زلطة * معقول انت دكتور ومش عارف ايه دي؟ - كنا جايبينها من شط البحر يا باشا، ودي زلطة عادية والله. * بزمتك الزلط على البحر بيبقى شكله كده! - يا باشا والله العظيم زلطة (وانا أضحك) انا مش مسؤول عن شكل الزلك ياباشا * طب دي مش شبة؟ - ايه «شبة» دي يا باشا انا معرفهاش والله! اللواء: طب روح هناك. روحت وقفت جنب العربية وأنا أضرب كف بكف نادة اللواء على صاحبي: تعالى انت اللواء: ايه دي؟ صاحبي: دي زلطة يا باشا، اخدها ذكرى من أصحابه اللواء: انت بتشتغل ايه؟ صاحبي: انا مهندس سعادتك اللواء: طب مهندس يبقي المفروض عارف ايه دي بقي؟
صاحبي: والله العظيم زلطة يا باشا اللواء :طيب أنا لو ولعت فيها مش هيحصل حاجة! (ضغط الولاعة وأشعل النار، وهو يهدده أنه سيضعها اسفل الزلطة) صاحبي: ولع يا باشا مش هيحصل حاجة اللواء أطفأ ولاعته وهو يقول: يعني مش تفرقع في وشنا (بيتكلم جد) صاحبي: لا يا باشا مش هتفرقع، وانا جنبك أهو، يعني لو فرقعت هموت معاكو اللواء: طب انت ايه رأيك في السيسي؟! صاحبي :زي الفل يا باشا ربنا يوفقه اللواء للظابط: خلاص سيبهم يمشوا. استغرق هذا الموضوع ساعة كاملة منذ وقفنا في الكمين، وبالفعل سابونا نمشي، وأنا مش عارف كنت بضحك، وللا كنت عامل ازاي، لكن اللي مجنني اني وقفت ساعة تحت الاشتباه في كمين بسبب زلطة.