أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" سيتوجه للقاهرة اليوم بعد انتهاء زيارته للأردن وأنه سوف يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك ، كما سيلتقي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وأوضحت الصحيفة إلى مشعل سوف يجتمع في دمشق مع اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية ، ، الذي يقوم حاليا بوساطة بين سوريا ولبنان ، بهدف الترتيب المسبق للقاء مشعل وأبو مازن ، و الاتفاق على الموضوعات التي سوف يتم طرحها خلال الاجتماع من أجل الخروج باتفاق على الخطوط العريضة لشكل التعاون بين حماس وأبو مازن خلال المرحلة المقبلة . ولفتت الصحيفة إلى أن اجتماع مشعل وأبو مازن سوف يتناول مسألة تشكيل حماس للحكومة الفلسطينية ، وبحث إمكانية مشاركة عناصر من فتح أو من اتجاهات أخري في الحكومة المقبلة ، كما سيناقش أبو مازن مع زعيم حماس ملامح السياسية الخارجية التي ستتبعها حكومة حماس المقبلة. من جانبها ، أكدت مصادر دبلوماسية ل " المصريون "، أن سليمان سوف يستطلع موقف حماس تجاه عدد من القضايا ، منها مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية وكيفية إدارة حماس لملف المفاوضات مع إسرائيل ومدى تعاطي الحركة مع المبادرات الخاصة بالوساطة بينها وبين إسرائيل ، وعلى رأسها البادرة التي تقدم بها رئيس الوزراء التركي رحب طيب أردوغان. وفي سياق متصل ، أكدت مصادر سياسية بالقاهرة أن المسئولين المصريين سوف يسعون إلى ترتيب لقاء ثلاثيا بين أبو مازن ومشعل من جهة وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية التي تبدأ اليوم الأربعاء زيارة إلى القاهرة في زيارة كان مقررة سلفا . وأوضحت المصادر أن القاهرة تحاول جاهدة إدماج حكومة حماس المقبلة في المجتمع الدولي وفتح قنوات اتصال بينها وبين الحكومة الإسرائيلية خشية أن يفرض المجتمع الدولي سياج من العزلة حول حكومة الحركة مما يعجل بإقالتها. وأوضحت المصادر أن القاهرة سوف تدعو أبو مازن إلى فتح حوار مع حركة حماس للتوصل إلى قواسم مشتركة لإدارة ملف التسوية مع إسرائيل وعدم إعطاء الفرصة لحدوث خلافات بين الرئاسة وحكومة حماس قد يكون لها أثار عكسية على الساحة الفلسطينية ويعطى إسرائيل الفرصة للإفلات من التزاماتها. وأكدت تلك المصادر أن القاهرة لن تطلب من حماس أن تلقي بالسلاح وتعترف بإسرائيل دون مقابل ودون استئناف عملية السلام المجمدة ، وتوقعت المصادر أن تنجح القاهرة في تقريب وجهات النظر بين عباس ومشعل من جهة وبين حماس وإسرائيل من جهة أخرى .