سبعة أشهر مرت سريعاً، على إعلان قرب إطلاقها، ولم تتحرك كلمة "قريبًا" من علي شاشة قناة الجزيرة مباشر العامة، التي تعتزم شبكة قنوات الجزيرة إطلاقها، كخليفة لقناة الجزيرة مباشر مصر "الموقوفة" والتي مثلت نموذجاً فريداً في العالم لشكل الملاحقة الإعلامية لقناة تختلف فكريًا مع النظام الحاكم. في أواخر ديسمبر من العام الماضي، أعلنت "الجزيرة مباشر مصر" عن توقف بثها، لأسباب مرتبطة بتوفيق أوضاعها داخل مصر والحصول علي التصاريح اللازمة للانطلاق، على حد وصف البيان المفاجئ الذي ألقته المذيعة بالقناة سارة رأفت. وجاء توقف القناة بعد لقاء جمع الرئيس السيسى بمبعوث للأمير القطري، والذي يُرجح أنه تم الاتفاق علي وقف القناة أو تغيير سياستها، وقبلت "قطر" بذلك، نتيجة لضغوط سعودية عليها، ولكنها أعلنت في الوقت نفسه عن إطلاق "الجزيرة مباشر العامة" كتجربة إعلامية جديدة تستمد روحها من تجربتين ناجحتين هما الجزيرة مباشر مصر والجزيرة مباشر. وفي هذا التوقيت، كانت التهم تنهال يميناً ويساراً على قناة "الجزيرة مباشر مصر" بأنها دولة عدائية تُحارب النظام المصري، حيثُ كانت القناة الوحيدة الداعمة للإخوان منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في يوليو 2013، فلم تكن حينها قد ظهرت أية قنوات داعمة للإخوان أو الشرعية التي ينادون بها. ومنذ الإعلان عن قرب انطلاقها منذ حوالي سبعة أشهر، وتفتقد "الجزيرة مباشر العامة" إلي السياسة التحريرية المناسبة، حيُث يرجح مختصون أن القناة التي تعتزم شبكة الجزيرة إطلاقها تفتقر إلي "الاتجاه السياسي"، وتخشي من المصادرة والملاحقة على غرار شقيقتها الكبري "الجزيرة مباشر مصر". في هذا السياق، يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن قنوات الجزيرة أخذ عنها انطباعات سيئة في الفترة الأخيرة داخل مصر، وكانت هذه الانطباعات سببًا أساسيًا فيما يحدث داخلها من اضطرابات. وأعتبر الخبير الإعلامي، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن السبب الأساسي وراء تأخر إطلاق القناة حتى الآن، هو رغبة "قطر" في توظيفها سياسيًا لتكون أحد المرتكزات الداعمة للسياسة الخارجية القطرية وتعاملها مع الملفات المطروحة حاليًا، مستبعداً أن تكون وظيفة هذه القناة مثل الجزيرة مباشر مصر التي تم إغلاقها مؤخراً. وأكد أن تأخر إطلاقها إلي الآن قد يرجع إلي رغبة "قطر" في حدث هام لإعلان إطلاقها كذكري تنصيب تميم أميرا لقطر، أو أن يتم تحديد ملامح السياسة التحريرية للقناة بدقة، معتبراً أن مصر هي أحد المتغيرات ولكن هناك قضايا خليجية أهم ومطروحة وهناك أوضاع ميدانية أكثر خطورة مثل اليمن. يأتي هذا في القوت الذي أكد فيه مصدر بقناة الجزيرة، أنه كان من المقرر أن يتم افتتاح القناة في مايو، إلا أنه تقرر تأجيلها لأسباب تتعلق بفقدان "الاتجاه السياسي"، وعدم وضوح السياسة التحريرية أو وجود خريطة واضحة لإطلاق القناة. من جانبه، يقول الدكتور حسين أمين أستاذ قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، أن قناة الجزيرة مباشر العامة لن تُطلق خلال الأشهر القادمة، ولا يوجد في الحسبان أنها ستطلق قريبًا، مؤكداً أن القناة المقرر إطلاقها أخذت وقتًا طويلاً في الترويج لها. وأشار في تصريح خاص ل "المصريون"، إلى أن القناة ليس لها هدف واضح حتى الآن ولا يوجد لها خط تحريري واضح، قائلاً: "أن غياب الخط التحريري للقناة سيكون عاملاً مهماً في تأخر إطلاقها وربما إلي إلغاء وجودها بشكل كامل". وأضاف، الناس فقدت اهتمامها بوجود القناة من عدمه بالإضافة إلي فقدان شبكة قنوات الجزيرة للمشاهدين، لافتاً إلي أن الثلاثة شهور القادمة ستكون مهمة للغاية في تحديد شكل السياسة التحريرية لقنوات الجزيرة بصفة عامة.