وصّل خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية القطري إلى بغداد، مساء اليوم الخميس، في أول زيارة رسمية لمسؤول قطري إلى العراق، منذ تغيير نظام الحكم عام 2003 إثر الغزو الأمريكي. وقال مصادر بمكتب وزير الخارجية العراقي لوكالة "الأناضول" إن وزير الخارجية القطري وصل إلى بغداد مساء اليوم، في اطار زيارة رسمية، مضيفة أن وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، استقبل العطية في مطار بغداد الدولي. وتأتي الزيارة بعد توتر أصاب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين طيلة السنوات الماضية على خلفية اتهامات اطلقتها الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي (2006 - 2014 ) ب"دعم" قطر للإرهاب في العراق، دون أن تقدم دليلا ملموسا. وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنه من المقرر أن يلتقي العطية خلال زيارته مع عددٍ من المسؤولين في الحكومة العراقية، حيث سيتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى آخر التطورات في المنطقة. من جهته، قال عبد الرزاق عبد الائمة، عضو بلجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، اليوم الخميس، إن "ملف التنسيق الأمني بين العراقوقطر سيكون هو المحور الرئيس لمناقشات الجانب العراقيوالقطري".
وقالعبد الائمة ل"الأناضول" إن "زيارة وزير الخارجية القطري إلى بغداد اليوم ستكون بالغة الأهمية خصوصا الجانب المتعلق بالتنسيق الأمني في مكافحة الارهاب وقطع التمويل"، مشيرا إلى أن "العراق بحاجة إلى تنسيق مباشر مع قطر في المجال الأمني". وأضاف أن "الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي تسعى إلى فتح قنوات اتصال مع جميع الدول العربية وانهاء القطيعة الدبلوماسية طيلة السنوات الماضية"، لافتا إلى أن "تهديد تنظيم داعش يحتم اجراء تنسيق مع جميع الدول لمواجهته". ولم يعلن عن مدة الزيارة أو أجندتها حتى الساعة 19:30 ت.غ. يذكر أن فؤاد معصوم رئيس الجمهورية بحث في 25 من أبريل / نيسان مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، على هامش مؤتمر السلام، الذي عقد في إسطنبول. كما زار معصوم قطر في 11 فبراير / شباط الماضي، في زيارة عقد خلالها جلسة مباحثات مع الشيخ تميم بن حمد. وتخوض القوات العراقية بدعم من قوات الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) معارك منذ العام الماضي ضد تنظيم "داعش" الذي تمكن حزيران/يونيو الماضي من السيطرة على مساحات واسعة من الاراضي في شمال وغرب وشرق البلاد.