أكدت أسرة المقدم عبود الزمر القيادي في جماعة الجهاد الإسلامي ، والذي اختفى من محبسه بسجن ليمان طره منذ أكثر من أسبوع وحتى الآن ، أن مواقفه تجاه حقوق التيار الإسلامي ومطالبته بالإفراج عن كافة المعتقلين والسجناء السياسيين ، ومحاكمة المسئولين عن التعذيب في السجون المصرية هي السبب الرئيسي وراء اختفائه عن المشهد السياسي المصري . وطالبت الأسرة ، في بيان حصلت "المصريون علي نسخة منه ، كل المهتمين بالشأن العام في مصر أن يقوموا بواجبهم تجاه الدفاع عن الرجل والكشف عن مكان وجوده ومصيره حتى لا تترك السلطات تعبث بمصائر المدافعين عن كرامة الشعب وعزة الوطن . وحذرت أسرة الزمر من أن أي إيذاء يلحق به لن يمر مرور الكلام بل ستواجه أسرته المسئولين عن ذلك بكافة الوسائل حتى لو اضطرت إلى اللجوء للأمم المتحدة. ونبهت الأسرة إلى " إن مواقف وتصريحات الزمر خلال عام 2005 تجعل أصابع الاتهام بشأن اختفائه تتجه تجاه جهة محددة (..) فلم يكن احد يتوقع أن يمر ترشيح عبود لرئاسة الجمهورية دون حساب وهو ما لم يحرم منه نعمان جمعة أو أيمن نور وإن كان بشكل اقل قسوة ". وأضاف البيان "أن أسرة الزمر تأسف وهي ترصد في ذات الأسبوع الذي يدشن فيه جمال مبارك خطواته في اتجاه الرئاسة بتولي منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم هو ذاته الذي تم فيه إخفاء الزمر عن المشهد السياسي المصري . من جانبها ، كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن ضغوطا شديدة تمارس ضد عبود الزمر في أحد مقرات جهاز مباحث أمن الدولة لإجباره على الموافقة على مبادرة وقف العنف التي أقرتها الجماعة الإسلامية منذ سنوات وظهرت في مجموعة من الكتب الأربعة التي أقرت بخطأ الممارسات التي أقدمت عليها الجماعة طوال العقدين الماضين ، إضافة إلى إعلان تأييده للنظام في مختلف القضايا. وأكدت المصادر أن هذه الضغوط تسعى لتوقيع الزمر على إقرارات بخطأ المعتقدات التي تبنى على أساسها أسلوب تعامله مع الدولة وعدم الاكتفاء برفض العنف كمسلك للتعبير فقط ، وذلك بهدف حرق الزمر سياسيا أمام الرأي العام في ظل اقتراب الإفراج عنه والضغوط المتزايدة لإطلاق سراحه. ونبهت المصادر إلى أن رفض الزمر التعاطي بإيجابية مع المطالب الحكومية يقف وراء اختفائه عن أعين الجميع ومنع الزيارة عنه ونقله إلى مكان مجهول ، مشيرة إلى أن المسئولين الأمنيين أبلغوه باستمرار هذا الموقف حتى يذعن لجميع المطالب الحكومية. في السياق ذاته ، أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها إزاء اختفاء المقدم عبود الزمر ، كما أعربت عن قلقها أيضًا لقيام المعتقل "محمد أبو المكارم المرسى النبراوي"بالإضراب عن الطعام داخل سجن ليمان 430 بوادي النطرون منذ تاريخ 17 يناير الماضي وحتى الآن. وذكرت المنظمة ، في بيان تلقت "المصريون" نسخة منه ، أنها تلقت شكوى من أسرة الزمر والذي انهي عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة لاتهامه في قضية اغتيال السادات ، حيث أفادت أنها توجهت لزيارته بتاريخ 26 يناير الماضي ، إلا أنها فوجئت بعدم وجوده داخل السجن وعندما سألت عن مكان إيداعه لم يخبرها أحد بذلك، ورفضت إدارة السجن إعادة تصريح الزيارة مرة أخرى. وفي سياق متصل ، أشارت المنظمة إلى أنها تلقت شكوى أسرة المعتقل محمد أبو المكارم والتي تفيد بأنه مضرب عن الطعام داخل سجن ليمان 430 بوادي النطرون حيث يعاني من الصرع وقد أوفدت المنظمة أحد مندوبيها للسجن بتاريخ 29/1/2006 لزيارته والوقوف على أسباب إضرابه والذي أفاد بأنه "مضرب عن الطعام منذ تاريخ 17/1/2006 حتى يتم الإفراج عنه وذلك اعتراضاً على إيداعه مع المعتقلين الجنائيين في ليمان 430 " . وطالبت البيان وزير الداخلية بإجراء تحقيق داخلي حول واقعة إضراب أبو المكارم والعمل على إزالة أسباب شكواه ، وكذلك إجراء تحقيق داخلي حول واقعة اختفاء الزمر كما طالبت النائب العام في ذات الوقت تفتيش السجون والوقوف على أحوالها وإصدار أمر بانتقال أعضاء النيابة العامة إلى سجن ليمان طرة للتحقيق في واقعة اختفاء الزمر والكشف عن مكانه.