رفض النائب البريطاني جورج جالاوي دخول مصر بعد أن أفرجت سلطات الأمن في مطار القاهرة ، بعد احتجاز دام أكثر من 18 ساعة في ظروف بالغة السوء ، وسمحت له بالدخول ، واصفا الحكومة المصرية بأنها حكومة غير ديمقراطية وبوليسية. ووصف حزب الاحترام البريطاني ، الذي يرأسه جالاوي ، سلوك الحكومة المصرية بالسلوك الشنيع لمنع دخول جورج جالاوي لمصر واحتجازه دون طعام وماء ليوم كامل وأجلسوه علي كرسي معدني غير مريح. وأدان الحزب ، في بيان له تلقت المصريون نسخة منه ، ما زعمته الحكومة المصرية من أن جالاوي يشكل خطرا علي الأمن القومي المصري. ويعتبر جورج جالاوي من أشد المناهضين لسياسات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل خاصة فيما يتعلق بالحرب علي العراق، وأنتقد جورج جالاوي من قبل سياسات الرئيس مبارك والدور المصري المساند لأمريكا في حربها ضد العراق. من جانبه ، تقدم الدكتور حمدي حسن عضو مجلس الشعب عن الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء ووزيري الخارجية والداخلية حول واقعة منع جورج جالاوي النائب البريطاني من دخول مصر واحتجازه بطريقة مهينة لمدة 18 ساعة قبل السماح له بدخول مصر. وتساءل الدكتور حسن : هل يعلم من منعوه أنه من أكبر المناصرين لقضايانا العربية بالخارج ؟ ، وهل سمعوا عن دفاعه الرائع ضد الغزو الأمريكي للعراق داخل الكونجرس وهاجم الأمريكان في عقر دارهم وأعجزهم عن الرد عليه وهو موقف يعجز كثير من كبار القادة والسياسيين من الأحزاب الحاكمة في بلادنا من أن يقف موقفه أو يحذو حذوه. وانتقد النائب الإخواني بشدة الأسلوب المهين الذي تعاملت به الأجهزة الأمنية مع شخصية مناصرة للقضايا العربية وهو ما يكشف مدى تفنن أجهزتنا في تبني سياسات تفقد أمتنا المدافعين عنها والمناصرين لقضاياها العادلة. في سياق متصل ، أعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التميز عن انزعاجه البالغ مما قامت به السلطات المصرية ضد النائب البريطاني جورج جالاوي معتبرا ما أقدمت عليه السلطات تصرفا خاطئا ويصب في صالح الشخصيات التي يتم محاكمتها بل وتظهر الحكومة المصرية بمظهر المتضامن معها على عكس ما هو متوقع فيها كدولة ذات دور قائد في المنطقة العربية. وشدد سواسية على مخالفة ما أقدمت عليه السلطات المصرية من منع جالاوي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعطي لأي شخص حق أن يتمتع بحرية الرأي والتعبير. من جانبها ، أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن استنكارها لقيام السلطات الأمنية باحتجاز جورج جالاوي عضو مجلس العموم البريطاني بمطار القاهرة لمدة 16 ساعة متواصلة ومنعه من المشاركة في مؤتمر حول محاكمة مجرمي الحرب نظمه اتحاد المحامين العرب . وكان جالاوي قد تلقى دعوة للمشاركة في المحاكمة الشعبية الدولية التي أجريت يومي الجمعة والسبت الماضيين بمقر نقابة المحامين بالقاهرة لكل من الرئيس الأمريكي "جورج بوش" ورئيس الوزراء البريطاني "توني بلير"ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "أرئيل شارون"، إلا أنه فوجئ بمنعه من دخول مصر . ونقلت المنظمة ، في بيان تلقت " المصريون " نسخة منه ، عن جالاوي القول " جئت على طائرة مصر للطيران للمشاركة في المحاكمة الشعبية الدولية، وذلك لتقديم شهادتي أمام المحكمة عن مجرمي الحرب، غير أنه فور وصولي تم استيقافي بمطار القاهرة، وبعد ساعة انتظار وعدم سؤالي أو إحاطتي علمًا بسبب الاستيقاف، تم اقتيادي إلى زنزانة داخل المطار، والتي كانت شديدة القذارة، وتركت دون طعام أو شراب مع آخرين مكبلين بالقيود لمدة 16 ساعة، وبعد ذلك أخلي سبيلي وسمح لي بدخول القاهرة ولكن بعد انتهاء المحاكمة، ولم يقدم لي أي سبب لهذه المعاملة السيئة " . وأكدت المنظمة " أن إيقاف جالاوي جاء دون أي مسوغ قانوني، الأمر الذي يشكل انتهاكاً للمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي صدقت عليها الحكومة المصرية وأصبحت جزء لا يتجزأ من قانونها الداخلي وفقاً للمادة 151 من الدستور " . واعتذرت المنظمة باسمها عن المعاملة السيئة التي لاقاها عضو مجلس العموم البريطاني ، مشددة على أنه ليس لدى سلطات الأمن في المطار الحق في استيقاف أي شخص سواء كان أجنبياً أم مصريًا إلا في الحالات التي تستوجب القبض بإذن من السلطات القضائية المختصة ".