تعد مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا فى مدينة السادس من أكتوبر مشروعا قوميا يهدف إلى صناعة المستقبل ومبادرة لتطوير العلم والتعليم فى مصر لدورها الفاعل والمرتقب فى النهضة العلمية، وكونها نواة تحقق الربط القومى بين المراكز البحثية الحالية ذات التميز التابعة لوزارة التعليم العالى والدولة للبحث العلمى أو التابعة للوزارات الأخرى. وتدشين العمل بمدينة زويل اليوم يأتى تتويجا للمبادرة التى طرحها العالم المصرى أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999 وهى مؤسسة تتمتع بالاستقلالية التامة، ويتم تمويلها عبر التبرعات من الهيئات والأشخاص وسيتم بناؤها على مساحة 270 فدانا. والأهداف الأساسية للمشروع هى تعليم الجيل الناشىء العلوم والتكنولوجيا على المستوى العالمى وتطوير تكنولوجيات جديدة لخدمة البلاد والمناطق المجاورة، وأيضا المشاركة فى الاقتصاد العالمى القائم على التكنولوجيا محليا وعالميا، وسيكون للمعاهد البحثية والتعليمية بها طابع خاص لتمثل أقصى ما انتهى إليه العلم والبحث العلمى فى القرن الواحد والعشرين، فى مجالات الطب الجينى، والطاقة، ومصادر المياه، وتكنولوجيا الفمتو والنانو، وتكنولوجيا المعلومات وغيرها. ورسالة المدينة تسير فى خطين متوازيين، الأول منهما يتعلق بتنمية الموارد البشرية والتعليم ويتضمن جامعة تكنولوجية على أعلى مستوى ذات توجه بحثى سيكون لها دور فى تنمية الموارد البشرية وتأهيل الكوادر البحثية، فيما يتمثل الخط الثانى فى مجموعة من مراكز البحث والتطوير فى مجالات علوم المستقبل التى ستحيط بالجامعة. ومدن العلوم فى العالم حتمية فرضتها تحديات القرن الحادى والعشرين على الدول كافة، وإن كان بعضها سبقت بها إلى حيز الوجود حيث أنشئ أول مجمع للعلوم والتكنولوجيا في جامعة ستانفورد منذ أكثر من 50 عاما، وأدى إلى تحويل منطقة وادى السيليكون من إحدى أفقر مناطق الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والمالية والتعليم والبحث العلمى. ومنذ إنشاء مشروع وادي السيليكون سيطرت ظاهرة تجمعات التكنولوجيا العالية على مخيلة راسمى السياسات العامة، فتم إنشاء المئات من هذه التجمعات فى مختلف أنحاء العالم ولا تزال أعدادها تتزايد، باعتبارها أداة هامة لتحقيق التنمية الاقتصادية وباعتبارها جزءا لا يتجزأ من نظام الابتكار والتجديد على المستوى الوطنى أو الإقليمى. وثمة أسباب عديدة تضفى على هذه التجمعات طابعا جذابا فهى تحفز التحول الاقتصادى وتدفع النمو قدما وتعزز الاستقرار وتزيد من فرص النجاح فى مجال الاقتصاد. ومع هذه الطفرة فى المدن العلمية اعتمدت مختلف المنظمات عدة تعاريف رسمية لمجمعات العلوم والتكنولوجيا، وسعت كثير من دول العالم لتخصيص مدن كاملة للعلوم والتكنولوجيا فالهند تملك اكثر من مدينة من هذا النوع، من بينها مدينة العلوم فى "كالكتا" وهى واحدة من أكبر مدن العلوم مساحة، و مدينة "بنجالور" التى تعد مركزا تكنولوجيا، إذ تضم أكثر من 1500 شركة تكنولوجية. وفى المملكة العربية السعودية توجد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهى مؤسسة حكومية علمية لها شخصيتها الاعتبارية المستقلة وملحقة برئيس مجلس الوزراء ومقرها الرئيسى مدينة الرياض. وتعد "أكاديمجورودوك" الروسية أى "المدينة الأكاديمية" أحد أهم مظاهر اهتمام الاتحاد السوفيتى السابق بالعلم والعلماء وأسستها أكاديمية العلوم السوفيتية فى الخمسينيات وتوجد بها جامعة و35 مركزا بحثيا وأكاديمية زراعية وأخرى طبية وبيت العلماء، وهو مركز اجتماعى للمدينة به مكتبة تحتوى على مائة ألف كتاب من الكلاسيكيات الروسية والأدب الحديث، وكذلك الأدب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والألمانى والبولندى والمجلات. برغم شهرة "أكاديمجورودوك" فإنها ليست الوحيدة من نوعها فى روسيا والاتحاد السوفييتى السابق، وإن كان يرجح أنها الأكبر فهناك ثلاث مدن أخرى للعلوم فى كل من إركوتسك، كراسنويارسك، تومسك إلى جانب واحدة فى العاصمة الأوكرانية كييف. ومدينة العلوم فى تونس وهى مؤسسة تونسية تأسست في إبريل عام 1992 بهدف نشر الثقافة العلمية بين كل الفئات الاجتماعية من تلاميذ وطلبة، وأطفال وشباب وعائلات ويتمثل النشاط الأساسى لمدينة العلوم فى تنظيم معارض علمية دائمة، وأخرى مؤقتة وثالثة متنقلة داخل البلاد.