سلّمت مصر إسرائيل، إيلان جرابيل الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية مقابل الإفراج عن 25 معتقلا مصريا بالسجون الإسرائيلية، بعيدا عن أعين الصحفيين ووسائل الإعلام، بعد أن أشاع المسئولون المصريون بمعبر طابا وصول "الجاسوس" الإسرائيلي ضمن السيارات المصفحة التي وصلت المعبر ظهر الخميس وكانت تحمل مسئولين من جهات سيادية، قبل أن يتبين لاحقا أنه قد غادر عبر مطار القاهرة إلى تل أبيب على متن طائرة خاصة. وأكد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء واللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء في مؤتمر صحفي، أن جرابيل وصل تل أبيب ونفيا أن يكون حصل تضليل متعمد، واعتبرا أن الأمر هو مجرد إجراءات أمنية بين مخابرات البلدين. واعترف اللواء مبروك أن هناك سجناء مصريين لا يزالون محتجزين داخل السجون الإسرائيلية ومنهم من هو سجين منذ أكثر من 35 عاما، حيث أن إسرائيل تعتبرهم من الخطرين وليس سجناء جنائيين. ويقول مشايخ القبائل إن هناك أكثر من 20 سجينا مصريا من ال 56 الباقين سجناء على خلفية سياسية، وجهت إليهم تهمة مساعدة الفلسطينيين وتهريب السلاح إليهم. وهدد الكثير من أهالي السجناء لدى السجون الإسرائيلية الذين لم تتضمنهم صفقة التبادل مع الجاسوس جبرائيل بالتظاهر وقطع الطرق الرئيسية، ولم يستبعدوا القيام بخطف إسرائيليين بسيناء إذا لم يتم الإفراج عن ذويهم. كما أثارت الصفقة جدلا واسعا بين القوى السياسية في سيناء التي قالت إن الصفقة ظالمة وإنها جاءت في صالح إسرائيل فقط. ووصف خالد عرفات مسئول حزب "الكرامة" في شمال سيناء، الصفقة بأنها "ظالمة جدا، وكان من المفترض أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى والسجناء المصريين بالسجون الإسرائيلية وعددهم حوالي 81 سجينا أو أكثر حيث ليس لدينا إحصائيات رسمية ودلائل تشير إلى العدد الصحيح، ولهذا نطالب الخارجية المصرية بالإعلان الفوري عن عدد السجناء المصريين لدى إسرائيل". وأضاف إن هناك سجناء لدى إسرائيل مضى على سجنهم أكثر من 30 عاما وآخرون محتجزون منذ أكثر من 20 عاما وغالبتهم من الفدائيين، إذ لم تفرج إسرائيل سوى عن المتهمين بتهم تسلل وجنائيين دون أن تقوم بإطلاق سراح أي سياسيين أو فدائيين. وقال محمد عبد الظاهر، وهو قريب لأحد السجناء الذين لم يفرج عنهم، إن غالبية المفرج عنهم مدة سجنهم قصيرة، فيما لم يتم الإفراج عن السجناء الذين مضى عليهم سنوات طويلة داخل السجون الإسرائيلية. وأضاف: كان لابد من إتمام الإفراج عن السجناء المصريين عقب عملية استشهاد الجنود المصريين على يد الجنود الإسرائيليين أثناء خدمتهم على الحدود بدلا من الاعتذار غير المجدي من قبل المسئولين الإسرائيليين. ووصف أشرف الحفني من "الثوار الاشتراكيين" الصفقة بأنها "مضروبة" لأنها لا تتضمن السياسيين أو الفدائيين، وكان لابد للمفاوض المصري أن يضع ذلك في الاعتبار، ونحن لا نعترض عن الإفراج عن المتهمين الجنائيين فقط، لكن كنا نود فى الإفراج عن جميع السجناء والأسرى وخاصة الفدائيين منهم. فيما تساءل المحامي إيهاب مصطفى البلك رئيس لجنة الحريات فى نقابة المحامين بشمال سيناء: كيف للمفوض والوسيط المصري الذي قام ببذل جهد كبير في الإفراج عن 1027 أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لم يفلح في الإفراج عن جميع السجناء المصريين في السجون الإسرائيلية والذين يصل عددهم إلى 80 سجينا. وقال إن ذلك يأتي على الرغم من أن الجاسوس الإسرائيلي أخطر وأهم من شاليط، إذ أن جرابيل جاسوس مشترك لأمريكا وإسرائيل ومحترف أيضا، وكان يتعين عدم الاستعجال في إتمام الصفقة التي هي فى صالح الجانب الإسرائيلي فقط.