منذ أقل من شهر ، نشرت صحيفة لجنة السياسات "روزاليوسف" ، خبرا في صفحة الحوادث ، أقل ما يوصف به بأنه "مسخرة" و امتداد لصحافة التهريج الحكومي و الاستخفاف بعقول الناس و عدم احترامهم ، و التعامل معهم بمنطق أنهم "ما بيفهموش " ! و هذا فعلا دأب "روزا" منذ صدمة الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، و لعل كان أخرها يوم أمس الأول في مقال وحيد عبد المجيد الذي برر فيه تزوير الانتخابات من قبل الحكومة مقابل قيام الاخوان بتزييف وعي الناخب ! شوفتوا ازاي ؟! المهم أن الخبر المسخرة .. كان يقول إن الشرطة ضبطت ثلاثة من جماعة الإخوان المحظورة و هم يروجون "منشطات جنسية" ! الخبر كان مضحكا فعلا و يعكس كيف وصلت الصحيفة درجة من الاسفاف و الابتزال يبعث على التقيوء . و كأن الإخوان تشكيل عصابي متخصص في سرقة السيارات أو بالاتجار في الممنوع ! أو كأن الانتساب للإخوان بات وظيفة أومهنة رسمية تكتب في البطاقة الشخصية للمواطن المصري .. و هو ما ساعد رجال المباحث على التعرف على هويتهم الإخوانية! الخبر المسخرة الذي نشرته روزا و هي تبتسم ابتسامة بلهاء ، ذكرني بذات الصحف الحكومية التي غطت احداث القبض على تنظيم "جماعة المسلمين" المعروف أمنيا و اعلاميا ب" جماعة التكفيروالهجرة" الذي تزعمه شكري احمد مصطفى ، و ذلك في نهاية سبعينيات القرن الماضي ، إذ نشرت الصحف حينها ، إن الجماعة تحرم أكل الملوخية و الكوسة و البدنجان ! أذكر أني كنت قد اطلعت على هذه الاخبار في الصحف وسط زملائي في الجامعة ، و كدنا نسقط على الارض من كثرة الضحك على هذا السخف أو قل على هذه المسخرة . و الغريب إن حملة"الغباء" الاعلامية الرسمية التي تعمدت هذا الاسفاف في التشهير بالجماعة ، جاءت بنتائح عكسية ، إذ لم يصدق الناس هذه الدعاية الرخيصة و الأكاذيب الفجة ، وتأكدوا أن الحكومة بالتأكيد تكذب ، و تزايد التعاطف مع الجماعة التي كانت أكثر التيارات الاسلامية تطرفا ، و شهدت الاعوام الخمسة التي اعقبت اعدام شكري أحمد مصطقى ، اقبالا شبابيا مخيفا على الجماعة ما أثار قلقا حقيقيا على استقرار البلد و أمنها الداخلي ! و عقب غرق العبارة 98 وعلى متنها 1400 راكبا ، سربت "دوائر" أظنها كانت تستبق الاحداث و فتح الملفات ، سربت شائعات بأن صاحب الشركة المالكة "ممدوح اسماعيل " رجل "إخواني" .. الغريب أن الشائعة سرت في أوساط المثقفين ونشرتها بعض الصحف ، و كاد الناس يصدقونها ، حتى كُشف المستور و تبين أن الرجل حكومي أكثر من الحكومة ذاتها ، ويحظى بصداقة و حماية قوى متنفذة في النظام نفسه وفي لجنة السياسات ذاتها ، و أن فساده كبر و ترعرع و استوى واستقوى في حضانات النظام و ليس في مكتب الارشاد كما كان يحاك له في اعلام المساخر [email protected]