قالت صحيفة لجنة السياسات "روزاليوسف" في عددها 19/12/2005 ، إن الرئيس مبارك ، اتصل فور الانتهاء من برنامج "الحقيقة" الذي يقدمه الزميل وائل الابراشي على فضائية دريم 2 ، و التي خصصها لظاهرة "اختفاء الفتيات المسيحيات" ، و تناول خلالها شكوى سيدة مسيحية شاركت في البرنامج من "إسلاميين متطرفين " اختطفوا أبنتيها "مريام و كريستين" .. أتصل بوائل و أبلغه الرئيس " إنه متأثر جدا لقصة الفتاتين" .. و أنه أي الرئيس مهتم جدا "بكشف الحقيقة و الوصول إلى المعلومات الدقيقة و إنه وجه وزارة الداخلية لبدء العمل فورا على اجلاء ملابسات قضية اختفاء الفتاتين و إنه من المصلحة إعلان الحقائق حتى لا تروج الشائعات " و لن اتحدث هنا عن دهشتي من "تأثر الرئيس" باختفاء فتاتين مسيحيتين .. فيما لم يتأثر في المقابل بمأساة عشرات الالاف من المعتقلين في سجون نظام حكمه ، و لم يتأثر الرئيس كذلك ب 14 شهيدا سقطوا على يد جنرالاته في الانتخابات البرلمانية و لا بأسرهم أو أولادهم القصر اليتامى .. ! أليس هؤلاء أحق أيضا بأن"يتأثر" بمأساتهم الرئيس مبارك ؟! أم أنهم أولاد "البطة السوداء" ؟! لن نستفيض في السؤال عن سبب عدم تأثر الرئيس بشكل القضاة "المساكين" و هم يضربون و يشتمون و تهان هيبتهم ووقارهم على أيدي شرطة النظام و بلطجية الوطني . كان مشهد وكيل النيابة الذي اعتدى عليه أحد ضباط الشرطة و كسر له زراعه .. و هو يقف بجوار المستشار زكريا عبد العزيز على المنصة و نشرتها الصحف .. كان مشهدا يستدعي البكاء على العدالة التي أهدرت .. كان يستدعي البكاء على إهانة القائمين عليها بشكل يسقط هيبتهم من عيون المتقاضين و المتخاصمين .. كان يستدعي البكاء لا أن يتأثر الرئيس فقط .. و مع ذلك "لم يتأثر الرئيس" ..! و سماها في خطابه الأخير "سلبيات" ! لن نتحدث عن هذه المفارقات المدهشة .. و لكن سنبقى مع صحيفة لجنة السياسات .. مع روزا .. فالصحيفة و التي ترتبط بعلاقات وثيقة بأجهزة الأمن ذكرت في عدد 20/12/2005 ، أن المعلومات الأمنية تقول إن ماري و كريستين سبق لهما الغياب عن البيت أكثر من مرة ، و أنهما على خلاف دائم مع الأسرة و أن الشابتين على علاقة مع الشابين المسلمين و أنهما ارتبطا بالزواج منهما ، و انهما دائما التنقل بين المحافظات تحسبا لتعرض أهل الفتاتين لهما " روزا العليمة بكل ما هو أمني و سري و علني .. قالت في ذات العدد إن كرستين نفت واقعة الاختطاف و تم تحرير محضر بذلك تحت رقم 13005 إداري بلقاس لسنة 2002 و تنازل الوالد عن البلاغ !! إذن كل التفاصيل عن الفتاتين معروفة لدى الأجهزة الأمنية و التي أكدت أنهما لم يختطفا كما تزعم الأم ، و إنما تزوجتا الشابين بإرادتهما و عن طيب خاطر .. .. فأي حقيقة إذن يطلبها الرئيس من أجهزته الأمنية ؟! و لعل القارئ الكريم يلاحظ بحسب نص روزا اليوسف التي لا يحل لها قط الكذب على الرئيس .. أن الرئيس "وجه الداخلية" .. و استخدام كلمة "وجه" لها دلالتها المهمة .. ! فإلى أي وجهة إذن أرادها الرئيس .. إذا كانت "الحقيقة" معروفة لأجهزة الأمن مسبقا و قبل أن تثار القضية على دريم 2 ؟! على أية حال فإن الرئيس مبارك طالب" بكشف الحقيقة" .. و نحن معه نريد الحقيقة المبرئة من شبهة "التوجيه السياسي" .. فهل سيتحمل نظام الرئيس مبارك الاعلان عن الحقيقة فعلا أم سينحو منحى التدليل و المجاملة كما حدث من ذي قبل في واقعة وفاء قسطنطين ؟! [email protected]