حذر الرئيس السوداني، عمر البشير، جوبا، مما اعتبره "تماديا" في دعم المتمردين ببلاده، مهددا بملاحقة المتمردين عليه داخل أراضي جنوب السودان. جاء ذلك خلال مخاطبة البشير لقواته بإقليم دارفور (غرب)، وذلك بعد يومين من معارك عنيفة خاضها الجيش السوداني، ضد متمردين، قال الجيش في وقت سابق، إنهم تسللوا من جنوب السودان بعد أن تلقوا تدريبات هناك. ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية (مقرب من الحكومة) عن البشير قوله، اليوم: "السودان صبر على دولة الجنوب وأعطاهم دولة وكان ردهم التآمر والخيانة". وتابع: "سنعطيهم فرصة بأن يتخذوا القرار السليم، وتجريد الحركات من السلاح، وإلا فإن قوات الدعم السريع جاهزة لتجريدها". والدعم السريع، قوات تابعة لجهاز المخابرات السوداني وتساند الجيش في حربه ضد المتمردين في إقليم دارفور غربي البلاد.
وهدد البشير بملاحقة المتمردين على نظامه، داخل أراضي جنوب السودان، قائلا "من حقنا أن ندافع عن أنفسنا ضد أي عميل أو خارج، حتى ولو في راجا أو أويل (يقعان في ولاية بحر الغزال بجنوب السودان) أو جوبا".
واتهم البشير دول غربية (لم يسمها) بدعم التمرد قائلا "الخواجات أغروا المتمردين بأنهم سيقومون بتسليمهم الحكم في الخرطوم، وقاموا بتدريبهم عاما ونصف، لكن تم حسمهم في معركة خلال نصف ساعة".
بدوره، قال مدير جهاز الأمن والمخابرات، محمد عطا، خلال مخاطبته قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، إن "قوات حركة العدل والمساواة المتمردة دخلت بأكثر من 1100 مقاتل لم يرجع منهم سوى 37 جميعهم مصابون".
وحركة العدل والمساواة، هي أقوى 3 حركات تحارب الحكومة في الإقليم، والذي يمتد على حدود طويلة مع جنوب السودان.
والأحد الماضي، قال الجيش السوداني إنه رصد تسلل قوات من حركة العدل والمساواة إلى إقليم دارفور، بعد أن تلقوا تدريبا في منطقة راجا الحدودية بجنوب السودان، وهو ما نفاه جيش جنوب السودان، يوم الاثنين، على لسان المتحدث باسمه، العقيد فيليب أقوير.
ومطلع شهر إبريل/ نيسان الجاري، اتهمت دولة جنوب السودان سلاح الجو السوداني بقصف مناطق داخل أراضيها بولايتي شمال وغرب بحر الغزال (شمال غرب)، وهو ما نفاه الجانب السوداني علي لسان المتحدث الرسمي باسم الجيش آنذاك.
والعلاقة متوترة بين البلدين منذ انفصالهما في يوليو/ تموز 2011 بموجب استفتاء شعبي، أقره اتفاق سلام أبرم في 2005، أنهى واحدة من أطول وأشرس الحروب الأهلية في أفريقيا، وظلت جوباوالخرطوم تتبادلان الاتهامات بدعم متمردي كل طرف ضد الأخر.
ومن شأن هذه الاتهامات أن تعرقل مساعي البلدين لتحسين علاقاتهما وتنفيذ اتفاقيات تعاون أبرماها برعاية الاتحاد الأفريقي في سبتمبر/أيلول 2012، أبرزها اتفاق أمني يمنع أي طرف من دعم المتمردين لدى الطرف الآخر حيث تتهم جوبا أيضا الخرطوم بدعم متمردين عليها.