نجحت الجهات الأمنية في تخفيف حالة الاحتقان التي سببتها نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم داخل أسوار الجامعات المصرية عن طريق إعطاء الأوامر لرؤساء الجامعات والعمداء بتنظيم مظاهرات سلمية بمعاونة اتحادات طلبة الكليات المختلفة. وأوضحت مصادر "المصريون" داخل الجامعات أن الجهات الأمنية بعد فشلها في مد أجازة نصف العام أسبوعا إضافيا، طرحت خطة عاجلة لامتصاص غضب الطلبة داخل الجامعة من أول أيام الدراسة، حيث أعطت توجيهات إلى أساتذة الجامعة بإثارة الموضوع داخل المدرجات بشكل لائق ودون المساس بموقف الحكومة إلى جانب دعوة الطلبة إلى المشاركة في مظاهرات سلمية وحثهم على ذلك. وسمحت قوات الأمن بتنظيم مظاهرات حاشدة لاتحاد الطلبة في سابقة لم تحدث منذ 15 عاما ، حيث نظمت جامعة القاهرة مظاهرات يوم الاثنين الماضي بمشاركة رئيس الجامعة والأساتذة، ومظاهرة في جامعة الأزهر بمشاركة شيخ الأزهر ووزير الأوقاف وأساتذة الأزهر ، ونظمت جامعة عين شمس مظاهرة أمس بمشاركة رئيس الجامعة والأساتذة أيضا ، وافتقدت المظاهرات الطابع الحماسي كما لوحظ عليها ضعف الهتافات وسوء التنظيم الذي يفتقده اتحاد الطلاب. وعلى الرغم من الطابع الرسمي لتلك المظاهرات فقد احتشد مئات من أفراد الأمن أمام أسوار الجامعات خوفا من خروج المظاهرة عن السيطرة في أي حال من الأحوال. وإكمالا لحلقات مسلسل امتصاص الغضب ، سمحت الجهات الأمنية لطلاب الإخوان بتكوين مظاهرات صغيرة داخل الكليات المنفردة كطب وهندسة القاهرة وكليات عين شمس ، والتي أعرب منظموها أمس عن شكرهم للحكومة التي أعطت لهم التوجيهات بتنظيم هذه المسيرات. ولفتت المصادر إلى أن المظاهرات التي نظمها طلاب جماعة الإخوان المسلمين بالجامعات ردا على الإساءات التي تعرض لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كانت هزيلة وضعيفة للغاية. وشارك في مظاهرة طلاب الجماعة بجامعة عين شمس نحو 400 طالب وطالبة ، افتقدت المظاهرة القوة المطلوبة مع ذلك الموضوع الحيوي . وأشارت المصادر إلى أن مظاهرات الانتخابات والقضايا السياسية كانت أكثر قوة وسخونة من هذه المظاهرة ، كما شهدت جامعة عين شمس في الفصل الدراسي الأول مظاهرات في منتهى القوة بسبب تعرض طالبتين للإهانة على يد ضابط أمن وأن مظاهرات الإخوان في هذا الأسبوع لا تبلغ نصف قوتها ولا تنظيمها. وفي الكلمات التي ألقاها ممثلي الكليات من طلبة الإخوان أثناء المسيرة أعربوا عن رضاهم لموقف الرئيس مبارك من قضية الإساءة وكذلك موقف شيخ الأزهر حيث أكدوا على أنه تراجع عن كلامه بشأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأن خروجه في المظاهرات أمس كان مشرفا. من ناحية أخرى ، يعتزم عدد من القوى والرموز الإسلامية عقد مؤتمر جماهيري الجمعة القادمة عقب صلاة الجمعة في الأزهر الشريف احتجاجا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، يشارك فيه الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس والدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق والشيخ أحمد المحلاوي الداعية المعروف والدكتور كمال حبيب المفكر الإسلامي بالإضافة إلى مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل ومحمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين. ووجه الدكتور كمال حبيب ، في تصريحات خاصة ل"المصريون" ، دعوة مفتوحة لكل القوى الإسلامية والشعبية للمشاركة في هذا المؤتمر الحاشد ، لمطالبة الحكومات العربية من خلاله بالقيام بدور أفضل تجاه هذه الإساءات. من جانبه ، ندد محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بتصرف قوات الأمن مع المتظاهرين في الجامع الأزهر يوم الجمعة الماضية ، حيث احتجزت قوات الأمن المتظاهرين داخل المسجد ، وأغلقت الأبواب في وجوههم ، داعيا إلى تكرار المظاهرة على نطاق أوسع يوم الجمعة القادمة.