سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إقبال تونسي كبير في أول انتخابات تشهدها دول »الربيع العربي« 40 ألفا من قوات الجيش والشرطة لتأمين التصويت..وتوقعات بحصول الإسلاميين علي 20٪ الرئيس المؤقت يتعهد بتسليم السلطة لمن يختاره الشعب أيا كان انتماؤه السياسي
أدلي التونسيون أمس بأصواتهم في أول انتخابات تشهدها احدي دول "الربيع العربي" وسط توقعات بفوز الاحزاب الاسلامية بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين للمرة الاولي. وستضع هذه الانتخابات وهي أول انتخابات حرة في تاريخ تونس معيارا ديمقراطيا للدول العربية الاخري التي أدت الانتفاضات فيها الي تغيير سياسي أو حاولت حكومات بها أن تسارع باجراء اصلاحات لتجنب خطر الاضطرابات. وكانت تونس هي أولي محطات "الربيع العربي" قبل عشرة أشهر عندما أدت احتجاجات حاشدة علي الفقر والبطالة وقمع الحكومة الي فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي الي خارج البلاد. واصطف الناخبون منذ الصباح الباكر في صفوف طويلة امام مراكز الاقتراع في صورة لم تشهدها البلاد من قبل. وتجري الانتخابات لاختيار مجلس تأسيسي مهمته صياغة دستور جديد ليحل محل ذلك الذي تدخل فيه بن علي لترسيخ سلطته وتشكيل حكومة مؤقتة واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحا وسط تواجد امني كثيف، حيث تم نشر أكثر من 40 ألف عنصر من الجيش وقوات الأمن لتامين الاقتراع الذي يتابعه أكثر من 13 ألف مراقب محلي وأجنبي. ويشارك في التصويت حوالي سبعة ملايين ناخب لاختيار 217 عضوا في المجلس التأسيسي. ويذكر أن 55٪ فقط ممن يحق لهم التصويت هم المسجلون فقط في القوائم الانتخابية، لكن لجنة الانتخابات قالت إن النسبة الباقية سيسمح لها بالتصويت ببطاقات الهوية. ويتوقع أن تظهر النتيجة النهائية اليوم الاثنين. ومن المتوقع ايضا ان يحصل حزب النهضة الاسلامي الذي كان محظورا خلال حكم بن علي، الذي يعيش حاليا في المنفي في السعودية، علي أكبر نصيب من الاصوات. لكن ليس من المحتمل أن يفوز بما يكفي لمنحه الاغلبية في المجلس التأسيسي وسيسعي لتزعم ائتلاف. وتخشي النخبة في تونس من أن يؤدي صعود النهضة الي تهديد قيمهم العلمانية، حيث ركزت حملة الحزب الديمقراطي التقدمي علي وقف الاسلاميين. وتعهد الحزب بالسعي لتشكيل ائتلافات لابعاد حزب النهضة عن السلطة. وتشير استطلاعات الرأي الي أن حركة النهضة من المحتمل أن تتصدر الانتخابات بنسبة تتراوح بين 20٪ و30٪ من أصوات الناخبين. وصوت التونسيون، الذين يفوق عددهم 900 ألف، في الخارج علي مدي الايام الثلاثة الماضية في ست دوائر لانتخاب 18 عضوا في المجلس. وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (غير حكومية) كمال الجندوبي أن النسبة الأولية لمشاركة التونسيين المقيمين بالخارج في الانتخابات فاقت 30٪ واصفا هذه النسبة بأنها "مشرفة". ومن جهته، أعلن الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع أنه سيعترف بنتائج الانتخابات مهما كان الفائز ومهما كان اللون السياسي للأغلبية القادمة. وتعهد بتسليم الرئاسة لمن يختاره المجلس الوطني التأسيسي المنتخب رئيسا جديدا للجمهورية فور مباشرة المجلس مهامه. ومن جانبه، اكد رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي عقب الادلاء بصوته ان الشعب التونسي يكتب صفحة جديدة في تاريخه يتباهي بها بين الشعوب المتقدمة.