يجري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والدول المعنية بالأزمة في اليمن مشاورات من أجل اختيار مبعوث أممي جديد لهذا البلد العربي، خلفا للسفير جمال بنعمر، الذي أبلغ كي مون، أمس الأربعاء، رغبته في ترك منصبه. وفي مؤتمر صحفي في نيويورك، اليوم الخمي، حضره مراسل وكالة "الأناضول"، قال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "اختيار مبعوث خاص جديد هو اختيار يعود إلى الأمين العام، ولكن في حالة الصراع، مثلما هو حاصل حاليا في اليمن، فمن الواضح أننا نتشاور مع أصحاب المصلحة في المنطقة".
وردا علي سؤال بشأن إعلان بنعمر استقالته فجأة، وما إذا كان ذلك مرتبطا بتقارير إعلامية أفادت بعدم رضا السعودية وأطراف خليجية آخري عن أدائه، قال دوغريك: "لا أريد التعليق علي ترك السيد بنعمر لمهمته وسط الأحداث الحالية، لقد أعرب هو عن رغبته في تولي مهمة آخري، والأمين العام شكره علي الجهود التي بذلها خلال الفترة الماضي".
وفيما يتعلق بفرص بنعمر في الحصول علي مهمة آخري في منظومة الأممالمتحدة، قال دوغريك إن "هذا الأمر يعتمد علي عدة عوامل"، ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وفي وقت متأخر مساء أمس الأربعاء بتوقيت نيويورك، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن "جمال بنعمر مستشار الأمين العام الخاص الي اليمن أعرب عن رغبته في تولي مهمة آخري".
وأضاف دوغريك، في بيان اطلعت عليه "الأناضول"، أنه حتي يتم تعيين خلف له، فإن الأممالمتحدة، وحتي ذلك الوقت، ستواصل عدم ادخار أي جهد لإعادة إطلاق عملية السلام في اليمن بهدف إعادة عملية التحول السياسي إلى مسارها الصحيح"، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يعني استمرار بنعمر في منصبه حتى تعيين خلف له في اليمن.
بدوره أكد بنعمر، اليوم الخميس، رسميا تنحيه عن منصبه كمستشار خاص للأمين العام للأمم المتحدة حول اليمن، بعد أربع سنوات أشرف فيها على العملية السياسية الانتقالية في اليمن منذ عام 2011.
وأعرب بنعمر، في بيان صحفي نشره على صفحته في "فيسبوك" عن رغبته في الانتقال إلى مهمة جديدة، إلى أن يتم تعيين خلف له في وقت قريب.
وقال بنعمر: "وإلى ذلك الحين، ستواصل الأممالمتحدة بذل كل الجهود لإحياء عملية السلام في اليمن وإعادة العملية الانتقالية إلى مسارها"
وبنعمر، هو ناشط سياسي ودبلوماسي مغربي ولد في أبريل/نيسان 1957 وقاد الوساطة كممثل للأمين العام للأمم المتحدة بين نظام علي عبد الله صالح وشباب الثورة اليمنية وقوى المعارضة المساندة لها منذ عام 2011، إضافه إلى الوساطة بين نظام عبد ربه منصور هادى وجماعة الحوثي.
ويشهد اليمن فوضى أمنية وسياسية، بعد سيطرة جماعة الحوثي على المحافظات الشمالية منه وفرض سلطة الأمر الواقع، مجبرة السلطات المعترف بها دوليا على الفرار لعدن، جنوبي البلاد، وممارسة السلطة لفترة وجيزة من هناك، قبل أن يزحف مقاتلو الجماعة، المحسوبون على المذهب الشيعي، باتجاه مدينة عدن وينجحون في السيطرة على أجزاء فيها من ضمنها القصر الرئاسي.
ومنذ 26 مارس/ آذار الماضي، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لمسلحي جماعة "الحوثي" ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية"