أثار عدم سماح السلطات السعودية لطائرة إيرانية بالطيران داخل أجوائها، ردود فعل غاضبة من المسؤولين الإيرانيين وإشعال أزمة جديدة بينهما، إضافة للأزمة الدائرة، عقب قيادة المملكة العربية السعودية الضربات الجوية التي أطلقت عليها "عاصفة الحزم"، على الحوثيين في اليمن. وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي حسيني، في بيان أصدره بهذا الشأن، أن "نحو 70 عضو برلمان قدموا طلبا إلى البرلمان، لإيقاف إرسال مواطنين إيرانيين لأداء مناسك العمرة، حتى تقدم المملكة العربية السعودية ضمانات بألا يتعرض الحجاج الإيرانيون إلى أذى، خاصة بعد منعهم من الهبوط في مطار جدة، وتعرض إيرانيين اثنين لاعتداء في مطار جدة قبل أيام". ووصف حسيني عدم سماح السلطات السعودية للطائرة الإيرانية بالهبوط، ب"الوقاحة وعدم الاحترام"، قائلا: "ندرس إيقاف العمرة حتى تقدم لنا السعودية ضمانات". وكانت وكالة العمال الإيرانية للأنباء أفادت اليوم الخميس، أن السلطات السعودية رفضت هبوط طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية (إيران آير) بالهبوط في مطار جدة السعودي، وذكرت في خبرها أن الطائرة كان على متنها 290 إيرانيا ينوون أداء مناسك العمرة، اضطرت للعودة والهبوط في مطار أصفهان الإيراني الذي انطلقت منه. وأشار مسؤولون في الخطوط الجوية الإيرانية أن الرحلة الجوية كانت مستوفية لكافة الشروط، وذلك في رد على تعليق مسؤولين سعوديين بأن الرحلة غير مستوفية للشروط. من جهتها، أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية بيانا نشرته وكالة الأنباء الرسمية مساء اليوم، قالت فيه " إنه تم منع طائرة إيرانية على متنها 260 معتمراً من الدخول الى أجواء المملكة عصر اليوم لعدم وجود تصريح لتلك الطائرة صادر من الهيئة يسمح لها بالطيران الى المملكة العربية السعودية ". وبينت أن هذا " الإجراء هو المتبع حسب الأنظمة الدولية ، حيث يجب على المشغل التقدم للهيئة بطلب مسبق يحدد فيه نوع الطائرة وعلامة تسجيلها الخاصة وشهادة الصلاحية ووثائق أخرى وذلك لضمان سلامة المسافرين و الأجواء". ونقلت الوكالة السعودية عن المتحدث الرسمي باسم الهيئة خالد الخيبري "إن الهيئة تؤكد أن مثل هذه المخالفات ، سواء صدرت عن الخطوط الإيرانية أم غيرها من شركات الطيران الأجنبية الأخرى يتم منعها من الطيران داخل الأجواء السعودية." وقال أنه "يحق لأي مشغل إدراج أي طائرة يرغب بتشغيلها إلى البلد المقصود بالتقدم بالطلب مسبقا على أن تكون مطابقة للأنظمة والمقاييس الدولية كما هو معمول به بجميع دول العالم.". ويسود التوتر العلاقات بين السعودية وإيران بسبب عدد من الملفات أبرزها الملف النووي الإيراني (الذي ترى الرياض انه يهدد أمن المنطقة) والملف اليمني (حيث تتهم الرياضطهران بدعم الحوثيين)، والملف السوري ( حيث تدعم طهران النظام السوري برئاسة بشار الأسد وتدعم الرياض المعارضة السورية)، كما تتهم الرياضطهران بالتدخل في شئون دول المنطقة ولا سيما البحرين، وزادت حدة التوتر، في أعقاب عملية "عاصفة الحزم"، التي تنفذها السعودية في اليمن.