تظاهر آلاف المصلين عقب صلاة الجمعة امس بساحة الجامع الازهر احتجاجا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم والتى قامت بنشرها احدى الصحف الدنماركية وتناقلتها عنها صحف اوربية اخرى. قامت قوات الامن بمحاصرة المتظاهرين داخل صحن الجامع الازهر ومنعت خروجهم فى تظاهرات سلمية. نحجت مجموعة من المتظاهرون فى الخروج وقامت بتنظيم تظاهرة اخرى بساحة مسجد الامام الحسين. وندد المتظاهرون بموقف اجهزة الامن واتهموها بالتواطؤ مع الدول الاوربية والحفاظ على مشاعرهم وذلك بعدم سماحها لهم بالخروج الى الشوارع فى حين سمحت بذلك فى التظاهرات التى خرجت على خلفية الاحداث السياسية داخل مصر. شكل المتظاهرون اكثر من تجمع داخل صحن الجامع الازهر وردد وا شعارات من قبيل " بالروح بالدم نفديك يااسلام" و "خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود"و " يسقط يسقط بوش" كما رفعوا لافتات كتب عليها " بابى وامى انت يارسول الله" و"نحن فداك يااسلام". ندد المتظاهرون بما اسموه بالموقف المتخاذل من جانب الانظمة العربية فى الرد على تلك الاساءة وطالبوا بمقاطعة الدول التى اساءت للرسول الكريم وذلك بقطع كل العلاقات الاقتصادية والسياسية وسحب البعثات الدبلوماسية من اراضيها. و جددوا مطالبهم بالتأكيد على سلا ح المقاطعة الاقتصادية على المستويين الشعبى والرسمى كما طالبوا بموقف اكثر صرامة من جانب الانظمة العربية تجاه الهجمة التى يتعرض لها الاسلام. وندد امام الجامع الازهر فى خطبة الجمعة بالاساءة للرسول الكريم وقال ان الرسول رمز للسلام وارسله الله للناس كافة بدين السلام والرحمة. ودعا الامة العربية الى ضرورة الرد على تلك الاساءات وذلك بانشاء المعاهد التى تعلم الدعاه اللغات الاجنبية حتى يتمكنوا من الرد على الغرب والقيام بتوضيح صورة الاسلام كما ينبغى فضلا عن انشاء قنوات تليفزيونية للرد عليهم وطبع الكتب التى تبين معنى الاسلام وتعاليمه مشيرا الى دور الدول الاسلامية الغنية فى ذلك المجال وذلك بتمويل تلك المشروعات التى يجب البدء فيها حتى يتم الرد على الذين يسيئون الى الاسلام. وقد نظمت قوى سياسية وتيارات دينية مؤتمرا حاشدا عقب صلاه الجمعة وصلاه الغائب على ارواح شهداء العبارة السلام 98 التى غرقت فى مياه البحر الاحمر. شارك في المؤتمر الذى دعا اليه قائد المقاومة الشعبية فى السويس اثناء حرب اكتوبر الشيخ حافظ سلامة والذى تغيب عنه بسبب منع قوات الامن حضوره اليه شارك فيه ممثلون عن الازهر الشريف ومفتى الديار المصرية السابق الدكتور نصر فريد واصل وعدد من ممثلى الاحزاب والتيارات السياسية الاخرى والنقابات المهنية. اكد المشاركون فى المؤتمر على ان سلاح المقاطعة هو السبيل الوحيد للرد على المعتدين على الدين الاسلامى. وطالبوا بطرد السفراء الاجانب من القاهرة واغلاق سفاراتهم مؤكدين ان الغرب لايريد الاعتذار وانهم قاموا بنشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم تحت دعوى الحرية التى لااساس لها. وقال مفتى الديار المصرية السابق الدكتور نصر فريد واصل ان الذى فعل ذلك يرجع الى امرين اما انه جاهل واما انه كافر وهو الذنب الذى لابعده ذنب مشيرا الى ان اكثر من 90% من الغرب يجهلون الدين الاسلامى ويجهلون احكام شريعته. واعتبر ان الرد على تلك الاساءات فى حاجة الى تبصير الغرب بتعاليم الدين الاسلامى الذى هو الاساس دين الرحمة والعدل والتسامح. ونفى ادعاءات الغرب التى تنسب الارهاب للدين الاسلامى وقال ان دين الاسلام هو دين السلام والامان ليس فقط للمسلمين ولكن لغير المسلمين ايضا وقال ان الاسلام والسلام وجهان لعملة واحدة. واعتبر الدكتور واصل ان الخروج من الازمة هو بوحدة الامة والاعتصام بحبل الله جميعا وبشريعة الاسلام مؤكدا ان الدين الاسلامى هو دين المعاملة. ودعا الى وحدة الامة والى العمل بشريعة الاسلام ومحاربة اعداء الاسلام بنفس الاسلحة التى يحاربون بها الاسلام. فيما اشار الاستاذ بجامعة الازهر الدكتورجمال عبد الهادى الى ان نصرة النبى الكريم يجب ان تكون من خلال تبليغ رسالته للناس كافة وكذلك بالعودة الى تعاليم الاسلام فى المناهج الدراسية التى اختفى التاريخ الاسلامى من مناهجها تحت دعوى التطوير. وقال ان الذى قام بنشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم اما انه جاهل واما حاقد على الدين الاسلامى الى يدعو للطهارة وحفظ الاسرار وعدم كشف العورات وهى امور متفشية فى الغرب. و انتقد الدكتور ابراهيم الخولى من علماء الازهر الموقف الرسمى ازاء تلك الاساءات وكذلك موقف الازهر منها و طالب بضرورة ان يكون هناك موقف شعبى قوى فى مواجهة تلك الاساءات بعد ان تخلف الموقف الرسمى عن الدفاع عنها واثبت تخاذلا فيه وذلك على حد تعبير الخولى.