حملت التيارات الإسلامية، فلول الحزب "الوطني" الحاكم المسئولية عن أحداث "الأحد الحزين" التي وقعت بمنطقة ماسبيرو وامتدت إلى مناطق رمسيس وغمرة والعباسية وأسفرت عن سقوط 25 قتيلاً، مطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة باتخاذ وقفة حاسمة ضد هذه الفلول التي تهدد الاستقرار وتضع أمن مصر على المحك. ووجه عبود الزمر عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" أصابع الاتهام إلى ما دعاها ب "الأيدي الخفية" بالوقوف وراء هذه الأحداث، سعيًا لتأجيل الانتخابات البرلمانية، وإطالة أمد الفترة الانتقالية، وعرقلة التطور الديموقراطي والعبث بالاستقرار في البلاد. وأعرب عن ثقته بالمجلس العسكري في تجاوز تداعيات تلك الأزمة العنيفة، قائلا إنه يتمتع بوجهة نصرة صائبة وحكمة تجعله قادرا علي العبور بمصر من النفق المظلم، لكنه شدد على ضرورة اتخاذ وقفة حاسمة ضد "فلول الوطني"، حتى لا تذهب مصر للنفق المظلم، محذرا من "مؤامرة" تسعى لإعادة عقارب الساعة للوراء في مصر وتكريس الديكتاتورية. ووافقه الرأي محمد نور المتحدث الرسمي باسم حزب "النور" السلفي، محذرًا من أن هناك "مخططًا جهنميًا" بهدف لتأجيل الانتخابات البرلمانية وحرمان مصر من ديموقراطية تليق بشعبها وثورتها. وشدد على ضرورة أن يتخذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة موقفا صارما إزاء تلك الأحداث ومتابعة المتورطين فيها، وعدم ترك الأوضاع تتزلق إلى مربع "الفتنة الطائفية"، وهو الأمر الذي يخشى من انعكاساته على الأمن بالبلاد ومسار العملية السياسية، ويعطي الفرصة للراغبين بإفشال التحول الديموقراطي. من جهته، ربط علاء الدين شتا القيادي البارز بتنظيم الجهاد بين تفجر هذه الأحداث وعودة "فلول الوطنى" لصدارة المشهد عبر مؤتمرات في الصعيد ومحافظة الشرقية مما يعد مسعى لتعطيل إجراءات تطبيق قانون "الغدر السياسي" وتطهير البلاد من النظام السابق. ولم تستبعد وجود "مؤامرة خارجية"، الأحداث لاسيما أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون استغلت الأحداث لفتح ملف الأقليات والحديث عن حمايتهم، محذرًا من أن من سيتجاوبون مع دعوات الحرب الأهلية هم أول من سيدفعون ثمنها لاسيما أن التجارب في العراق وأفغانستان لا تنبئ بأي خير. في حين طالب الدكتور عادل عفيفي رئيس حزب "الأصالة" بضرورة القيام بإجراء تحقيق سريع وجاد في الأحداث والكشف عن المتورطين في هذا العمل الذي يشكل تهديدا كبيرا لأمن واستقرار البلاد. بدوره، طالب الدكتور محمد حجاج الأمن العام للجبهة السلفية المجلس الأعلى بالضرب بيد من حديد علي كل العابثين بأمن واستقرار مصر والإسراع بإجراء الاستحقاقات الانتخابية، باعتبار أن الانتخابات تشكل طوق النجاة الوحيد لمصر للخروج من النفق المظلم. من جانبهم، وجه برلمانون سابقون تحذيرات شديدة اللهجة إلى المجلس العسكري من خطورة تحركات وتهديدات فلول الحزب "الوطني" المنحل علي الأمن القومي المصري. وطالبوا بضرورة اتخاذ مواقف حاسمة والضرب بيد من حديد علي كل من يحاول تهديد الوطن وإشعال الفتنة الطائفية، مع حظر المؤتمرات التي يعقدها فلول الحزب المنحل بالمحافظات والتي تحمل رسائل تحريض، وتطبيق قانون الطوارئ عليهم، وتحريك النائب العام الدعوى الجنائية ضدهم قبل فوات الأوان. واستنكر النواب الدكتور جمال زهران ومحسن راضي عبد العليم داود وصلاح الصايغ والدكتور إبراهيم الجعفري والدكتور فريد إسماعيل، الأحداث الدامية بماسبيرو، واعتبروها محاولة لتمزيق الوحدة الوطنية في مصر. وأشاروا إلى التهديدات التي يطلقها فلول الحزب "الوطني" بتخريب المنشآت العامة في مصر في حال تطبيق قانون الغدر عليهم وعزمهم علي عقد مؤتمرات جماهيرية في العديد من المحافظات حتى يتمكنوا من خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، وهو ما اعتبره النواب السابقون محاولة لإعادة سيطرتهم على البلاد.