نفي عبود الزمر القيادي البارز ب "الجماعة الإسلامية"، وأحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات اعتذاره للشعب المصري عن مقتل الرئيس الأسبق مطالبًا الحزب "الوطني" المنحل بالاعتذار عن جرائمه بحق مصر، في الوقت الذي جدد فيه الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة اعتذاره للشعب عن مقتل الرئيس الراحل معتبرًا الاعتذار إنصافًا لرجل "صاحب إنجازات عظيمة". وأبدى الدكتور طارق الزمر المتحدث الرسمي باسم "الجماعة الإسلامية" رفضه تقديم أي اعتذار عن قتل السادات، مؤكدا ان ما قام به من إبرام لمعاهدة السلام مع إسرائيل لا يقل بشاعة عما اقترفه خلفه حسني مبارك من حصار لشعب غزة وتجويعه. وحمل الزمر السادات المسئولية عن التوتر الشديد الذي أفضى لاغتياله، لاسيما بعد إصداره قرارات التحفظ في سبتمبر 1981، الذي لم يتخذه أي ديكتاتور من قبل، على حد تعبيره. وتابع: إذا كان مبارك قام بتزوير البرلمان ومهد السبيل لرجال الأعمال في السيطرة علي البلاد، بل زاد علي ذلك بالمزواجة بين الثورة والسلطة فإن السادات هو من بدأ التمكين لرجال الأعمال عندما قام بتزوير الانتخابات عام 1979م وشن حملة شرسة على القطاع العام وفتح المجال للقطط السمان للسيطرة عللا مقدرات الوطن الاقتصادية. ولم يجد الزمر حرجا في الإقرار بأن مصير ثوار 25 يناير لم يكن ليختلف عن مصير من ارداوا الإطاحة بحكم السادات في حالة فشل الثورة علي ديكتاتورية مبارك حيث كانوا سيتحولون لنقمة وستكال لهم الانتقادات من كل حدب وصوب ولم يكن لأحد أن يقدر تضحياتهم. من ناحيته، أعرب الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" عن اعتذاره مجددًا عن اغتيال السادات بعد أن تقدم باعتذار غير مسبوق لكاميليا ابنة الرئيس الراحل في مقابلة تلفزيونية أمس الأول. واعتبر أن اعتذاره بمثابة إنصاف للرئيس الراحل كونه "صاحب إنجازات عظيمة كحرب أكتوبر ومعاهدة السلام"، لافتا إلى أن السادات وقالتيه الآن أمام الله، ورأى أن الرئيس الراحل "لم يُنصف، لذا ما أقوم به الآن هو بمثابة إنصاف له". وكان ناجح أحد القادة التاريخيين ل "الجماعة الإسلامية" أقر في مقابلة تلقزيونية بحضور كاميليا السادات ابنة الرئيس الراحل أنور السادات بخطأ الإقدام على اغتيال الرئيس الراحل أثناء حضوره لاستعراض عسكري في السادس من أكتوبر 1981. وهذه ليست المرة الأولى التي يقر فيها القيادي البارز بخطأ اغتيال السادات، إلا أن اعترافه هذه المرة جاء بحضور ابنة الرئيس السادات خلال مشاركتهما في مقابلة على إحدى الفضائيات مساء السبت وهو ما يمثل سابقة من نوعها منذ أطلقت الجماعة مبادرتها لوقف العنف في عام 1997. وعدد ناجح الخصال الطيبة التى كان يتمتع بها السادات والتى حاول كثير من خصومه السياسيين طمرها ووضعها فى ذاكرة النسيان، وقال إنه كان ينوى الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين اعتقلهم على خلفية قرارات التحفظ الشهيرة فى سبتمبر 1981 لكنهم تعجلوا الأمر واندفعوا إلى قتله ثم بعد ذلك تبين له خطأ ما قاموا به. في حين ذكرت صحيفة "الشروق" السبت أن عبود الزمر، القيادي ب "الجماعة الإسلامية" قدم اعتذاره للمصريين عن اغتيال السادات، مرجعًا ذلك إلى سوء تقدير، وعدم علمهم بأن خليفته حسني مبارك سينتهج سياسيات أكثر سوءًا من سلفه على مدار نحو 30 عامًا أمضاها بالحكم قبل أن يتم إسقاطه في ثورة شعبية قبل شهور. ونسبت الصحيفة إليه القول إن خالد الإسلامبولي، منفذ عملية اغتيال السادات والذي أعدم لاحقًا "اجتهد بناء على حالة انسداد سياسى ضخم، فأراد أن يزيح هذا النظام، وأنا لم أكن مع هذا الرأي، وأرى أن السادات أفضل من جمال عبدالناصر الذى سبقه وأفضل من مبارك فى رحمته بالناس". وأردف قائلاً: "واليوم لو خيرنا ما بين السادات ومبارك لاخترنا السادات، وأنا أعتذر للشعب المصرى.. فلو كنا نعلم أو خالد الإسلامبولى يعرف أنه سيأتى من خلف السادات شخصية مثل مبارك لقلنا إن السادات كان أولى بالحكم، ولكن عذْرنا أن هذا كان فى علم الغيب"، وفق ما نسبت الصحيفة.