نجح اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء في إنهاء حالة الانقسام والجدل الذي تفجر يوم الأربعاء الماضي بين قبائل البدو وعائلات الحضر حول مصير العميد محمود عيسى رئيس المدينة، بعد أن أجرى اقتراعا سريا بحضور ممثلين عن القبائل البدوية، حظي فيه رئيس المدينة بتأييد 6 أصوات مقابل 5 صوتت ضد، فقرر المحافظ تجديد الثقة فيه. ولاقت تجربة الانتخابات قبول واستحسان بعض القوي الشبابية والثورية بالمحافظة. واعتبر فودة أن نجاح تجربة الانتخابات بمدينة دهب أنهت حالة الاحتقان في المدينة وهو ما يمكن إرساؤه كمبدأ لاختيار قيادات المدن والمحافظة وصولا لمنصب المحافظ في سابقة هي الأولي من نوعها على مستوي الجمهورية. وتعهد خلال مؤتمر جماهيري بمدينة دهب بعزل جميع فلول وقيادات الحزب "الوطني" المنحل من جميع الوظائف القيادية بالمحافظة، ومن المجلس المحلي الشعبي المؤقت الذي يقوم بتسيير الأعمال حتي انتخابات الرئاسة القادمة، وعزلهم سياسيا، وعدم اعتمادهم كممثلين عن المواطنين في رفع أي مطالب، واختيار قيادات شابة من البدو والحضر بدلا منهم استجابا لمطالب ائتلاف شباب الثورة بجنوبسيناء. وأشار إلى عزم المحافظة تنفيذ مشروع إنشاء كيانات اقتصادية جديدة لجميع أبناء القبائل البدوية، تتمثل في تأسيس شركات خدمية في مجالات الأمن والنقل والنظافة والسفاري لإشراكهم في عملية التنمية، والقضاء علي البطالة وتوفير فرص عمل شريفة لأبناء البدو الذين حرموا من الحقوق السياسية والاقتصادية وعانوا من تكميم الأفواه طوال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وطالبهم في المقابل بتحمل مسئولياتهم في الحفاظ علي وحدة الصف وتفويت الفرصة علي أعداء مصر بالداخل والخارج الذين يخططون لإشعال نيران الفرقة بين البدو والحضر في مرحلة النقاهة التي تمر بها ثورة 25 يناير. وأصدر المحافظ حزمة قرارات لحل مشاكل أهالي دهب وتتمثل في نشاء مدينة دهب الجديدة علي الأرض المخصصة لإقامة مطار للرئيس المخلوع, وتضم تقسيمات سكنية وسياحية وتجارية توفر ما يقرب من 50 ألف فرصة عمل وتوطين ما يزيد عن 10 آلاف أسرة سيتم الإعلان عنها وطرحها لأبناء جنوبسيناء خلال شهر من تخطيطها عمرانيا. ووافق على تقنين 760 حالة وضع يد بمنطقة العصلة وغيرها والتي كانت متوقفة ل 17 سنة بسبب المطار, وأعلن عن فتح باب التقدم لمشروع "ابني بيتك" بعدد 110 قطعة بمساحة 150 مترل، بالإضافة إلي طرح 480 وحدة سكنية جديدة للبناء خلال ال 6 شهور القادمة، وكذلك تخصيص 20 محلا تجاريا للشباب بالمنطقة الحرفية، و10 ورش حرفية كمرحلة أولى لأصحاب المهن. وأكد المحافظ خلال لقائه بجمعية رجال الأعمال ضرورة القضاء علي البيروقراطية والروتين الحكومي وتطبيق معايير الشفافية في الإدارات التي تتعامل مع المستثمرين خاصة وحدات التراخيص والشئون القانونية والسياحة, والإبلاغ عن أي عمليات فساد أو استغلال نفوذ, وهدد كبار موظفيه ومساعديه بالعزل في حال قيام أي منهم بتضليله أو إساءة عرض الموضوعات المتعلقة بالمستثمرين. من جانبهم، طالب أبناء البدو من محافظ جنوبسيناء ووزير السياحة بالسماح لهم بترخيص نوادي غوص وشركات سياحية صغيرة تتناسب مع إمكانياتهم, والتصالح في محاضر الإزالة قبل وبعد الثورة, وإنهاء إجراءات أعمال الترخيص لسيارات السيرفيس.