ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز سوف يبدأ اليوم زيارة إلى القاهرة يلتقي خلالها مع الرئيس مبارك واللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، وذلك لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة وفوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن زيارة موفاز تأتي هذه الزيارة في إطار الضغوط التي تمارسها إسرائيل على دول العالم لمنع التعامل مع حكومة فلسطينية تقودها حماس ما لم تعترف الحركة بإسرائيل وتتخلى عن المقاومة . وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بالوكالة أيهود اولمرت قد أوفد وزيرة خارجيته تسيفي ليفني إلى مصر مطلع الشهر الحالي في محاولة لإقناع مصر بعدم دعم حكومة حماس . لكن القاهرة من وزيرة الخارجية الإسرائيلية منح فرصة لحركة حماس والتمهل في إصدار حكم عليها والانتظار حتى تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، لافتة أيضاً إلى أن القاهرة ترى أن حماس خففت كثيراً من لهجتها حيال إسرائيل، وأنها سوف تسلك سلوكاً واقعياً. فى السياق نفسه، كشفت مصادر دبلوماسية أن القاهرة تقوم بدور محوري فيما يشبه الوساطة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وبين الإدارة الأمريكية، وأن مسئولين مصريين قد حملوا رسائل وتعهدات من جانب "حماس" فيما يخص مرجعيات عملية السلام واتفاقيات أوسلو وإمكانية الاعتراف بإسرائيل إلى مسئولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية. أوضحت المصادر أن هذه الرسائل تضمنت أسئلة من جانب إدارة بوش حول موقف حماس من مختلف الملفات الخاصة المرتبطة بعملية التسوية في المنطقة وتصورها لمستقبل العلاقة مع إسرائيل وإمكانية قبول الحركة بالاعتراف بإسرائيل والدخول في مفاوضات مباشرة معها. وتهدف مصر ، بحسب المصادر الدبلوماسية ، من وراء هذه التحركات إلى إمكانية تكرار الموقف الأمريكي الذي اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 عقب اعتراف المجلس الوطني الفلسطيني بحق إسرائيل في الوجود وبمبدأ الأرض مقابل السلام وفك الحصار عن حماس في ظل توارد أنباء عن وجود اتجاه داخل إدارة بورش بإمكانية الاعتراف بحماس إذا تعاطت بإيجابية مع المطالب الأمريكية. ونبهت المصادر إلى إمكانية عقد لقاءات سرية بين مسئولين في حماس ومسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية في المرحلة القادمة في أكثر من عاصمة عربية في مقدمتها القاهرة لبحث السبل الكفيلة بإنهاء حالة القطيعة بين الحركة والإدارة الأمريكية ، خاصة وأن المجتمع الدولي بدأ في التعاطي الإيجابي مع فوز الحركة في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة ، وهو ما تمثل في دعوة الرئيس الروسي لقادة الحركة لزيادة موسكو .