بالعلم تنهض الامم وبالعمل تحيا الشعوب، وبالعدل والإتقان والإصرار تصل الدول إلي ما تصبو إليه من تقدم وإزدهار ورفاهية وتحقيق لاحلام مواطنيها من أمن وحرية وحياة كريمة وعدالة ومساواة، وعلي الرغم من كل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من تعرض لموجة عاتية من الإرهاب الاسود ونقص حاد في احتياطي النقد الاجنبي وعجز كبير في موارد الدولة المحصلة من السياحة وتحويلات المصريين العاملين بالخارج وبعض المصادر الاخري. علي الرغم من كل هذا يبقي الامل في نفوس كل العاشقين لهذا الوكن من الذين يصلون الليل بالنهار في عمل مضني لتوفير الامن ولقمة العيش لملايين الحالمين بمستقبل أفضل والبداية الحقيقية لنهضة مصر تبدأ من إهتمام مصر بالبحث العلمي في مجالات معينة يمكننا المنافسة فيها، وهذا ما يمكن أن يتحقق لو أراد القائمون علي الامر هذا، في الاسبوع المنصرم شاركت في ورشة عمل بمشاركة معظم الجامعات المصرية تحت عنوان إنشاء منظومة معامل النانوتكنولوجي بالجامعات المصرية، حيث قام ممثلوا هذه الجامعات بعرض مشاريع مختلفة عن تكنولوجيا النانو، وذلك في إتجاه محمود من قبل وزارة التعليم العالي للإهتمام بهذا التوجه من البحث في أحد فروع العلوم الحديثة ولمن لا يدري كثيرا عن هذا الفرع من فروع العلم. تعرّف تكنولوجيا النانو بأنها تطبيق علمي يتولى إنتاج الأشياء عبر تجميعها على المستوي الصغير من مكوناتها الأساسية، مثل الذرة والجزيئات. وما دامت كل المواد المكونة من ذرات مرصوصة وفق تركيب معين، فإننا نستطيع أن نستبدل ذرة عنصر ونرص بدلها ذرة لعنصر آخر، وهكذا نستطيع صنع شيء جديد ومن أي شيء تقريبا. وأحيانا تفاجئنا تلك المواد بخصائص كهربية وفيزيائية وكميائية وميكانيكية وحيوية جديدة فائقة لم نكن نعرفها من قبل وما كان يمكن الحصول عليها، مما يفتح مجالات جديدة لاستخدامها وتسخيرها لفائدة البشرية، كما حدث قبل ذلك باكتشاف الترانزيستور. وتكمن صعوبة تكنولوجيا النانو في مدى إمكانية السيطرة على الذرات بعد تجزئة الموادالمتكونة منها. فهي تحتاج بالتالي إلى أجهزة دقيقة جدا من جهة حجمها ومقاييسها وطرق رؤية الجزيئات تحت الفحص المجهري. كما أن صعوبة التوصل إلى قياس دقيق عند الوصول إلى مستوى الذرة يعد صعوبة أخرى تواجه هذا العلم الجديد بالإضافة إلي ذلك ما زال هناك جدل ومخاوف من تأثيرات تكنولوجيا النانو، وضرورة ضبطها. وخلال هذه الورشة تعرفت علي الكثير من العلماء الشبان العاملين في هذا المجال علي مستوي الجمهورية مثل الدكتورة مني بكر بجامعة القاهرة والدكتورة عفاف العوفي من جامعة الاسكندريةوساعتها دب الامل من جديد في روحي وأيقنت بأننا نستطيع، نعم نحن نستطيع إلي معرفة سر هذا العلم الجديد الذي من الممكن أن يمنحنا منتجات فائقة الجودة وعظيمة الخواص بما يساهم بطريقة مباشرة في خفض تكاليف الإنتاج إلي أقل من ربع الثمن، وتسعي وزارة التعليم العالي في خلق مظلة تظلل كل العاملين في هذا المجال، وخلال ورشة العمل طلبت من الدكتور أحمد طه مدير إدارة المشروعات بالوزارة والاستاذ بكلية الحاسب الآلي بجامعة المنصورة أن يتم عمل قاعدة بيانات للعاملين بهذا المجال علي مستوي الجمهورية وإستكمال كافة الاجهزة الخاصة بالبحث دون تكرارها في المراكز بحيث تحدث تكامل بين المراكز في كافة الجامعات المصرية، كما يجب عمل لائحة خاصة بإستخدام هذه الاجهزة والمعامل علي مستوي الجمهورية دون اللجوء للروتين والعهدة وتحكم الفنيين في هذه المعامل، وتطورت الفكرة لعقد مؤتمر دولي عن تكنولوجيا النانو إن إستخدام تكنولوجيا النانو بعد إمتلاك سرها من قبل العلماء المصريين، وهذا ليس ببعيد، سيمنح الفقراء الفرصة في الحصول علي منتجات فائقة الجودة بسعر رخيص وكذلك سيمنح المرضي من المصابين بأمراض لا يمكن الشفاء منها مثل السرطان الامل في الحصول علي الشفاء دون تكلفة عالية لذا يمكن أن نطلق علي تكنولوجيا النانو علم الفقراء
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.