بشرى لطلاب الثانوية العامة.. مكتبة مصر العامة ببنها تفتح أبوابها خلال انقطاع الكهرباء (تفاصيل)    تنسيق المدارس الفنية التجارية 2024.. بعد الشهادة الإعدادية    وزير الرى يدشن فى جنوب السودان مشروع أعمال التطهيرات بمجرى بحر الغزال    فاشل وكاذب .. الموقف المصري : عطش مطروح يكشف تدليس السيسي عن تحلية المياه    صندوق النقد الدولي يقر بتمويل 12.8 مليون دولار للرأس الأخضر    عضو المجلس التصديري للصناعات الغذائية : مستوردون من أمريكا أعلنوا نيتهم استيراد التمور المصرية    الرئيس السيسي يوقع قوانين بربط الحساب الختامي لموازنة عدد من الهيئات والصناديق    إعلام إسرائيلى: عائلات المحتجزين يتظاهرون وسط تل أبيب اعتراضا على نتنياهو    رونالدو أصبح أول لاعب أوروبي يشارك فى 50 مباراة فى البطولات الكبرى    عضو في حزب «بايدن»: الرئيس الأمريكي سيركز على قضايا «ترامب» الجنائية وخطابه المناهض للديمقراطية (حوار)    ماعت تناقش مدى التزام الدول العربية بخطة عمل الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة    لماذا يقلق الغرب من شراكة روسيا مع كوريا الشمالية؟ أستاذ أمن قومي يوضح    هلوزيك ضد أردا جولر.. تشكيلتي التشيك وتركيا في يورو 2024    ثلاثي مصري في نهائي فردي الناشئات ببطولة العالم للخماسي الحديث بالإسكندرية    مصرع شاب غرقا في المنوفية والحر المتهم الأول    بعد إصابة أم وطفليها.. التحقيق في حريق برج سكني ببني سويف    نتيجة الطلاب المصريين بالخارج لجميع صفوف النقل .. ظهرت الآن    ولاد رزق 3 يواصل تحطيم الأرقام ويحقق مبلغا خرافيا في شباك التذاكر    سعد الصغير يغني لعبد الحليم حافظ مع بودة اللليثي    «يا أصحابي طلعتوا عيرة ملكوش غير سيرتي سيرة».. طرح أغنية «يا دمعي» ل رامي جمال    «قطاع الآثار»: فيديو قصر البارون عار تمامًا من الصحة    أزمة جديدة تواجه شيرين عبد الوهاب بعد تسريب 'كل الحاجات'    قافلة طبية شاملة مجانية بقرية الحراجية في قنا    كيف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الرحلات الجوية؟.. عطَّل آلاف الطائرات    نجاح كبير للشركة المتحدة فى الدراما.. 125 عملا بمشاركة 12 ألف فنان و23 ألف عامل "فيديو"    خالد الجندي: الترفيه مش حرام ولكن يُحرم حال مخالفة الضوابط الشرعية    مساعد وزير البيئة: حجم المخلفات المنزلية يبلغ نحو 25 مليون طن سنويا    بتكلفة 250 مليون جنيه.. رئيس جامعة القاهرة يفتتح تطوير مستشفي أبو الريش المنيرة ضمن مشروع تطوير قصر العيني    برشلونة يضع شرطًا وحيدًا لرحيل أنسو فاتي    خبير شئون دولية: فرنسا الابن البكر للكنيسة الكاثوليكية    ضيافة مجانية.. كنيسة ومطعم وقاعة أفراح تعلن فتح أبوابها لطلاب الثانوية بالمنوفية    «مياه كفر الشيخ» تعلن فتح باب التدريب الصيفي لطلاب الجامعات والمعاهد    أمين الفتوى: الغش فى الامتحانات معصية لله.. فيديو    المشدد 15 سنة لصاحب مستودع لاتهامه بقتل شخص بسبب مشادة كلامية فى سوهاج    الإفتاء: المصيف مثل الصلاة لهما خصوصية    كيف يؤدي المريض الصلاة؟    17 ميدالية حصيلة منتخب مصر في كأس العالم لرفع الأثقال البارالمبي    اخوات للأبد.. المصري والإسماعيلي يرفعان شعار الروح الرياضية قبل ديربي القناة    القوات المسلحة تنظم مؤتمرا طبيا بعنوان «اليوم العلمي للجينوم»    «التمريض»: «محمود» تترأس اجتماع لجنة التدريب بالبورد العربي (تفاصيل)    نجم ميلان الإيطالي يرفض عرض الهلال السعودي ويتمسك بالبقاء في أوروبا    وزيرة البيئة تتابع حادث شحوط مركب سفاري بمرسى علم    عرض رسمي.. نادِ سعودي يفتح مفاوضات ضم أليو ديانج    الصحة: استجابة 700 مدمن للعلاج باستخدام برنامج العلاج ببدائل الأفيونات    شديد الحرارة رطب نهارًا.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس غدا الخميس    لجنة القيد بالبورصة توافق على الشطب الإجبارى لشركة جينيال تورز    الإعدام لثلاثة متهمين بقتل شخص لسرقته بالإكراه في سوهاج    تعيين 4 أعضاء جدد في غرفة السلع والعاديات السياحية    ختام دورة "فلتتأصل فينا" للآباء الكهنة بمعهد الرعاية    فحص 764 مواطنا فى قافلة طبية مجانية بقرى بنجر السكر غرب الإسكندرية    هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث دون محلل؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    الأكاديمية الطبية تفتح باب التسجيل في برامج الماجستير والدكتوراة بالمعاهد العسكرية    الإفتاء توضح حكم زكاة المال الخاصة بشركة تجارية وكيفية إخراجها    احتفالات 30 يونيو.. باقة من الأغنيات الوطنية تستقبل جمهور «الإنتاج الثقافي»    وزير التعليم يتفقد امتحانات الثانوية بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا    الجريدة الكويتية: هجمات من شتى الاتجاهات على إسرائيل إذا شنت حربا شاملة على حزب الله    المحامين تضع شروط جديدة لقبول القيد بها.. تعرف عليها    نجم الزمالك السابق: الدوري «بايظ» والتحكيم فاشل.. وقرار الانسحاب أمام الأهلي «غلط»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمد النشائي: لا صوت يعلو فوق صوت( الاقتصاد) مصر بها كوادر علمية عظيمة وينقصها الاستقرار

كرمته جامعة شنغهاي الصينية علي اكتشافه العلمي الجديد حول الطاقة الداكنة, أو الطاقة السوداء أو' الكامنة للكون', وذلك من خلال نظريته التي سماها ب'نسبية الكم', حيث وحد فيها بين نظرية النسبية الخاصة لأينشتاين ونظرية الكم لنيوتن وخلدت الجامعة نظريته الجديدة التي من المتوقع أن تقوده لنوبل بتمثال حجري كبير إلي جانب تمثال أينشتاين.
إنه عالم الفيزياء والنانو تكنولوجي الدكتور محمد صلاح الدين النشائي الذي أكد أن مصر الآن تحتاج للعمل وليس للجدل, وبالعمل وحده مع التعليم نستطيع اجتياز الصعوبات الاقتصادية ورفع معدل الإنتاج, كما أعلن النشائي رفضه التام لمدينة زويل العلمية, وقال: إن مصر ليست في حاجة لها الآن, خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. وأشار إلي أن مصر بها جامعات حكومية عريقة تحتاج معاملها إلي تطوير فقط ووقتها ستكون أفضل من مدينة زويل ومن الجامعات الخاصة, وطالب الحكومة بوقف هذا المشروع الذي وصفه بأنه' يبيع الوهم للمصريين' والاستفادة من الأموال التي تم تجميعها لتطوير الجامعات الحكومية التي تحتاج بالفعل إلي تطوير..
ويعتبر النشائي أن اسرائيل تعد أكثر دولة متقدمة في العالم بالنسبة الي حجمها, والصين من أكثر الدول المتقدمة في النانو تكنولوجي, وكذلك الهند علي الرغم من الفقر الموجود فيها.. وأكد النشائي أن مصر لديها كفاءات كثيرة جدا, مشيرا الي وجود تشريع في مجلس الشعب المصري حول البدء في تكنولوجيا النانو.. كما اقترح النشائي إنشاء مؤسسة علمية في مصر تستقطب خبرات أولادها العلماء في الخارج, ليدعموا التقدم التكنولوجي في وطنهم وتطبيق تكنولوجيا النانو, مشيرا إلي أن مصر بدأت منذ أكثر من15 عاما في الحديث عن تكنولوجيا النانو, حيث تعتبر مصر من الدول المؤهلة لدخول ثورة النانو لأنها لا تتطلب رءوس أموال ضخمة نسبيا, وفي نفس الوقت تشكل فائدة عظيمة للاقتصاد القومي.. الأهرام الاقتصادي التقت العالم الجليل وكان لنا معه هذا الحوار:
ما موقع مصر علي الخريطة العلمية؟
عندنا كوادر عظيمة لكن ينقصنا الاستقرار.. لقد حلمت بتنفيذ مشروعي عن تقنية النانو تكنولوجي من أجل تنمية الاقتصاد لكن تم إبعادي عن الساحة العلمية الآن أكثر مما تعرضت له في نظام الرئيس السابق.. الحقيقة أنا الآن في وجه حكومة لست سعيدا بها لكني تربيت علي احترام رئيس جمهوريتي احتراما تاما لأنه رمز البلاد والبديل يعني الفوضي وحكم الشيطان كما تربيت علي احترام القضاء وأحكامه, وفي نفس الوقت أنا في وجه معارضة لست سعيدا بها أيضا لأنها غير متعمقة ولا مؤثرة في الشعب ولا تحفز علي الاستقرار ولا أعرف ما البديل.. ظروف مصر غير باقي الدول واستقرار الاقتصاد هو الذي يكرس الديمقراطية.
في رأيك.. ما العقبة التي تقف أمام التنمية الاقتصادية؟
النظرة الأبعد للأمور تقول إن مصر تتنازعها قوي مختلفة وكل الأشياء فيها متداخلة ولا يمكن الفصل بين ما هو علمي وما هو اقتصادي وما هو سياسي.. الاقتصاد يحتاج لتعضيد مادي ومعنوي والعلم الآن أصبح ترفا والعلم بدون بحث تطبيقي لا قيمة له.. يجب أن تكون هناك صناعات قائمة علي البحث التطبيقي وتجارة تروج لهذه الصناعات وإلا فما فائدة العلم.. كما أن الحديث عن إفلاس الدولة اقتصاديا أمر لا أساس له من الصحة فأي دولة يمكن أن تفلس سياسيا وليس اقتصاديا ومصر في طريقها للإفلاس سياسيا بسبب كثرة صراعاتها السياسية الحالية والشعب المصري أعظم الشعوب لأنه تحمل ما لم يتحمله غيره وعلي الرغم من كل الظروف لم ينهر.. مصر بحاجة لسياسة تصر علي النهوض بالاقتصاد لأن الناس لم تعد قادرة علي التفكير أو الإنتاج لأن الأوضاع لا تساعد علي ذلك.. كان جمال عبد الناصر يردد لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ومعركتنا الآن اقتصادية إذا فلا صوت يعلو فوق صوت الاقتصاد.. طبعا الإعلام يلعب دورا كبيرا في هذا الأمر وهو سلاح ذو حدين.. فالناس مغموسة في دائرة يومية يتحركون بحثا عن قوت يومهم والإعلام هو الذي يوجههم, يجب التركيز علي الاقتصاد وإعادة الأمن للشارع المصري كي يعود الاستثمار وأقصد هنا الإعلام الرشيد بعيدا عن الاستقطاب الذي تعددت اتجاهاته في شتي المجالات.
لماذا لم يهتم النظام السابق بتنفيذ المشروعات العلمية المضمونة النجاح؟
** لأن أولوياتهم كانت مختلفة وكانوا علي يقين وثقة بأن نظامهم ضعيف بدليل أنه لم يصمد أمام الثورة المصرية أكثر من14 يوما فقط والمشكلة الأخري أن مشروعاتهم كانت سريعة ولم ينظروا للأمام ومشروعات البحث العلمي لن تؤتي ثمارها إلا بعد5 سنوات علي الأقل لكن أقسم أنهم لو فكروا قليلا لكانوا توصلوا إلي مدي التغيير الذي سيطرأ علي مصر بعد تلك السنوات الخمس خاصة أن البلد وقتها كانت في حالة استقرار لكن هذا قدر وأنا ضد أن نعلق جميع الأخطاء علي النظام السابق فأنا وأنتم وكلنا كنا شركاء في الكثير من الأخطاء.
* لماذا كنت دائم الصدام مع وزراء التعليم العالي والبحث العلمي السابقين؟
** أول من تعاملت معه كان الدكتور عادل عز رحمه الله وكانت إمكاناته محدودة ولم يكن قويا ثم جاء الدكتور مفيد شهاب وهو رجل قانون لكنه لم يهتم بفكرة مشروعي ثم جاءت الدكتورة فينيس ولم تستمر سوي شهرين أو ثلاثة وكانت مهتمة بالعلم جدا لكنها لم تعط الفرصة ثم جاء الدكتور عمرو عزت سلامة وهو مهندس مدني مثلي ووقتما بدأنا في أخذ الخطوات الصحيحة لتنفيذ مشروع هيئة النانو تكنولوجي أقيل من منصبه ثم جاء الدكتور هاني هلال وكنت قريبا جدا منه في البداية لكننا تصادمنا بعد ذلك لأنه كان يحاول إرضاء الدكتور نظيف سياسيا دون النظر لمصلحة الوزارة وقد طلبت بعد ذلك مقابلة الرئيس مبارك لأخبره بأهمية الموضوع لكن لم أفلح حتي تصادف والتقيت بنجله جمال مبارك الذي أثني علي الفكرة لكنه لم يكن مسئولا آنذاك ووقف المشروع فسافرت مرة أخري إلي لندن.
* تحدثت من قبل عن مشروعك لمصر فهل ما زال لديك أمل في تحقيقه؟
** نعم, فمشروع الهيئة القومية للنانو تكنولوجي كان حلم حياتي وكان سيفرق كثيرا في جميع مجالات الحياة وقد عرضت وقتها علي حكومات عهد مبارك أن أتبرع من مالي الشخصي لتمويل الهيئة بمبلغ50 مليون دولار في البداية ومع ذلك لم يكن هناك اهتمام.. لكن الأجدي الآن أن نكمل المشروع النووي لمصر من أجل إنتاج الطاقة وتأمين بلدنا وأعيد مرة أخري عرض نفس المبلغ الخمسين مليون دولار كبداية لتمويل المشروع من مالي الخاص, ويتركونني أؤسسه فقط وأسلمه لقيادة شبابية واعية وأكون فقط مجرد مستشار للمشروع من بعيد, فلست أنا أو زويل أو البرادعي لنا أحقية بالقيادة لأننا لم نعش في مصر طوال حياتنا وقد وصلنا من السن إلي مرحلة الشيوخ والبلد الآن تحتاج للشباب.
* لكن هناك من يرفض استكمال المشروع النووي بعد واقعة مفاعل اليابان؟
** هذه مقارنة لا تصح علي الإطلاق باليابان فتضاريسها تختلف كلية عن مصر, اليابان تعيش علي جزر وبراكين وما بين كل زلزال وزلزال فيها يحدث زلزال, غير موجات التسونامي المدمرة. وكل ذلك غير موجود في مصر بل إن مصر في حاجة لأكثر من20 محطة طاقة نووية من أجل إنتاج الطاقة وهي أرخص بكثير من تكلفة استعدادات استقبال الطاقة الشمسية التي تتكلف30 ضعف تكلفة المحطة النووية حتي إن الهند وباكستان لديها طاقات الرياح والأنهار ومع ذلك تمتلك محطات نووية كبيرة, ثم أين الدكتور البرادعي من مشروع محطة الضبعة منذ أربعين عاما, أيضا يجب أن تعلموا أن أمريكا لم تكن تجرؤ علي احتلال العراق لو أن بها أسلحة نووية وعدونا يملك أسلحة نووية تفوق أسلحة أمريكا دقة وإحكاما ونحن لا نملك شيئا فكيف نؤمن حدودنا خاصة أن إسرائيل لا تحيا في سلام أصلا.. كما أن مخاطر المفاعلات النووية أقل بكثير علي الصحة من القمامة والتلوث المروري اليومي في مصر.
* ما رأيك في ظاهرة عودة العلماء من الخارج بعد الثورة؟
** هذا غير صحيح.. لم يعد أحد وبالمناسبة فالعلماء داخل مصر أقوي وأكثر علما بكثير من العلماء خارج مصر فقط يحتاجون لبعض الإمكانات فلم أكن أنا الأول علي دفعتي بل نجحت في الخارج لأني أشطر من الأجانب لكن لو أنني مكثت في مصر لما سمع أحد عني لأني علي ثقة بأن مصر بها علماء يفوقونني أضعافا وكذلك الحال مع الدكتور زويل فالدكتور كمال قنديل كان أكثر تفوقا منه.
لماذا أطلقت الحرب علي الدكتور أحمد زويل؟ وما تقييمك لمشروعه؟
** الموضوع ببساطة أن الدكتور أحمد زويل نشر كتابا عن الزمان ومعناه في العلوم وذلك في دار الشروق مقتبسا محاضرة لي ألقيتها في دار الأوبرا المصرية منذ بضع سنين ودون أن يشير إلي محاضرتي كمرجع ولا أي من أبحاثي عن هذا الموضوع ولا حتي أبحاث أساتذتي وزملائي وطلابي والأدهي من ذلك أن ما ذكره زويل في محاضرته التي سبقت محاضرتي في نفس دار الأوبرا مع نفس المحاور وهو الأستاذ أسامة هيكل عن هذا الموضوع كان علي أحسن تقدير ناقصا وعلي أسوأ تقدير خطأ مائة في المائة. ليس هذا فقط وإنما شن د. أحمد زويل حربا إعلامية عن طريق أعوانه كي أظهر في أسوأ صورة ممكنة أمام الرأي العام. بل وأراد د. أحمد زويل أن يعيد كتابة التاريخ والإيهام بأنه لم يخطئ في محاضرته وهذا ما أستطيع إثباته بسهولة, حيث إن عكس ما يتصوره غير المتخصصين فان موضوع سهم الزمن لا علاقة كبيرة له بأبحاث زويل ولكنه في صميم أبحاثي وأبحاث أستاذي اليا براجوجان خصوصا أن زويل عالم تجريبي كيميائي وأنا عالم نظري فيزيائي وإن كنت أساسا مهندسا وموضوع سهم الزمن هو موضوع نظري وفلسفي ويتطلب معرفة كبيرة بالرياضيات التي أستخدمها أنا ولا يستخدمها زويل في عمله إلا علي أضيق نطاق.. ومع كل احترامي للعلماء.. لكن الدكتور أحمد زويل ولم ولن يفعل شيئا لمصر ومشروعه يبيع الوهم للمصريين لأنه ببساطة ينتج أبحاثا تخدم علي مصالح أمريكا وليس لخدمة مصر ومن الأولي أن تقوم الحكومة باستثمار الأموال التي تم تجميعها لتطوير الجامعات الحكومية العريقة في مصر التي تحتاج معاملها إلي تطوير ووقتها ستكون أفضل مائة مرة من مدينة زويل التي مازالت في مشاكل كبيرة مع جامعة النيل.
ببساطة.. ما هي تقنية النانو؟
تكنولوجيا النانو بطريقة مبسطة تعتمد علي مسألتين, الأولي بناء المواد بدقة من لبنات صغيرة, والحرص علي مرحلة الصغر يؤدي الي مادة خالية من الشوائب ومستوي أعلي جدا من الجودة والتشغيل. والثانية أن خصائص المواد قد تتغير بصورة مدهشة عندما تتجزأ الي قطع أصغر وأصغر, وخصوصا عند الوصول الي مقياس النانو أو أقل, عندها قد تبدأ الحبيبات النانونية اظهار خصائص غير متوقعة ولم تعرف من قبل أي غير موجودة في خصائص المادة الأم. وباستخدام تقنية النانو يمكن دمج الصفات الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية للمواد ليكون توظيفها ممكننا في أي مجال, سواء في جسم الإنسان, أوفي محرك الطائرة, فمن الممكن توجيه وضع الذرات الداخلة في التفاعل بطريقة محددة وبالتالي فإن المواد الناتجة سوف تكون أكثر دقة وأكثر نقاوة من التصنيع بالطرق التقليدية ومن ثم توحيد نوعية المنتج وكذلك تقليل تكلفة الإنتاج وخفض الطاقة المستهلكة, وهناك أجهزة علي مستوي النانوNanodevice قادرة علي توجيه الذرات ووضعها في مكانها الصحيح أثناء عملية التفاعل.
كيف يمكن الاستفادة من تطبيقات النانو تكنولوجي؟
عن طريق النانو تكنولوجي يمكن مواجهة الفيروسات وعلاج الامراض المستعصية مثل السرطان واجراء عمليات كبري من دون جراحة عن طريق ادخال جهاز نانو صغير داخل عروق الانسان لتوسيع شرايين أو اصلاح مشاكل صحية. بل يمكن استخدام النانو لزراعة اعضاء بديلة لأعضاء الانسان المصابة او التي تم استئصالها, حيث يمكن من خلال تكنولوجيا النانو التحكم في الحامض النووي لتحفيز الخلايا علي انتاج بنكرياس جديد أو كلية, كما يمكن أن تستخدم تكنولوجيا النانو في مجال الصناعة بصورة مذهلة, وهو ما يمكن ان يحقق مكاسب اقتصادية كبيرة للدول التي تستخدمها. والعديد من الدول بدأت تنتج منتجات صناعية باستخدام النانو, فهناك أحذية وشنط وملابس تم انتاجها بالنانو تتميز بسهولة التنظيف وعمرها اطول, تستخدم النانو ايضا في صناعة زجاج طارد للغبار وغيرها من الصناعات العديدة, بل ان الولايات المتحدة تستخدم تكنولوجيا النانو في طلاء الطائرات العسكرية حتي لا ترصدها الرادارات, ويمكننا ان نتخيل انه يمكن ان تقوم دولة بتنفيذ هجوم او حرب علي دولة اخري باستخدام النانو عن طريق اخفاء الجيش وطائراته ومعداته وصواريخ بطلاءات من النانو كما يمكن حفظ الأمن الداخلي وتسهيل القبض علي المجرمين بحقنهم بمادة نانونية يمكن رصدها من خلال اجهزة, وترقب حركتهم وبالتالي يسهل القبض عليهم في أي وقت.. وقياسا علي ذلك تبشر تقنية النانو الواعدة بقفزة هائلة في جميع فروع العلوم والهندسة.. تقنية النانو ستلقي بظلالها علي جميع مجالات الطب الحديث والاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية وحتي الحياة اليومية للفرد العادي فهي وبكل بساطة ستمكننا من صنع أي شيء نتخيله وذلك عن طريق صف جزيئات المادة بعضها إلي جانب البعض بأقل كلفة ممكنة, فضلا عن إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا في صنع حواسيب خارقة الأداء يمكن وضعها علي رءوس الأقلام والدبابيس, وأيضا روبوتات نانوية طبية يمكن حقنها في الدم أو ابتلاعها لتعالج الجلطات الدموية والأورام والأمراض المستعصية.. وتفسير ذلك في أن معظم الخصائص الأساسية للمواد والآلات كالتوصيل والصلابة ودرجة الانصهار تعتمد علي الحجم بشكل لا مثيل له في أي مقياس آخر أكبر من النانو.
كيف تري مستقبل تقنية النانو؟
النانو تكنولوجي هو لغة المستقبل, وهو أحد إبداعات مرحلة ما بعد الصناعة, حيث اعتمدت مرحلة الصناعة علي فلسفة الإنتاج الضخم المبني علي المعرفة, بينما الموجة الصناعية الجديدة تعتمد علي الإبداع العلمي وإنتاج المعرفة نفسها, واستخدام أصغر الكائنات سواء في الزمن' الفمتوثانية' أو في الاحياء والبيولوجيا حيث تمت معرفة الشفرة السرية لتكوين الخلايا الحية, مما سهل استنساخ حيوانات, أو تطوير الطب. وأصبح ممكنا بفضل النانو تكنولوجي زرع غواصة دقيقة لا يزيد حجمها علي رأس دبوس مكونة من ألفي أو ثلاثة آلاف ذرة لمقاومة خلايا السرطان ووقف نموها, ويمكن لمثل هذه الغواصة أن تفتت حصوة في الكلي من دون متاعب, ويظل الجانب الأخطر هو إنتاج أسلحة غير مرئية, فالطائرات الأمريكية( الشبح) التي اختبرت لأول مرة في قصف العراق العام1991 والتي لا يراها الرادار تعتمد علي فكرة وضع جزيئات نانو اقرب ما تكون للورق الشفاف تمتص الموجات الكهرومغناطيسية التي تبثها الرادارات فتختفي من الشاشة بينما هي تمر فوق الهدف مباشرة. وتبشر تقنيات النانو بثورة صناعية جديدة, يتوقع أن تدخل تطبيقاتها في ميادين أخري بخلاف الطب والنواحي العسكرية مثل الزراعة والغذاء و تنقية الماء والبيئة والالكترونيات والكمبيوترات, ومن المتوقع أن تؤدي الي تصغير الأجهزة وتقليل سعرها واحتياجاتها من طاقات التشغيل, مما يؤدي الي تحديث مزيد من الأجهزة الالكترونية والألعاب الصغيرة, وأيضا ستلتقي احتياجات في التطبيقات العسكرية والأمنية والاستكشافية في الفضاء القريب والبعيد. وبواسطة تكنولوجيا النانو سيكون بالإمكان أن يحمل الإنسان سوبر كمبيوتر علي معصم يده, وستكون الحاسبات الخارقة الموجودة اليوم في مراكز الأبحاث, أو في الجامعات الكبيرة مجرد ساعة يد يحملها أي إنسان, أي ستقوم هذه التكنولوجيا بصنع كل شيء, من الإبرة إلي الصاروخ, ولكن بجودة تتفوق علي كل ما صنع من قبل وبتكلفة ضئيلة جدا, وبواسطة هذه التقنية العجيبة ستقوم ثيابنا بتنبيهنا عن صحتنا و عن عوامل البيئة, وربما عن حالة الطقس, وقد تختار لنا الملابس المناسبة لحالة الطقس.. بل وستنظف نفسها دون أي مساعدة, وستقوم بتدفئة أو تبريد الجسم حسب درجة الحرارة الخارجية, وستتمكن المباني والآلات من إرسال إشارات لاسلكية عندما تحتاج إلي صيانة, أو قد تستطيع إصلاح نفسها.. كما أن تكنولوجيا النانو لها تطبيقات هائلة في تحلية مياه البحر والسعودية من الدول العربية التي استفادت منها.
أين يقف العرب من العالم تجاه تطبيق هذه التكنولوجيا؟
خلال العقدين الأخيرين خطت الدول الصناعية أشواطا هامة في هذا المجال. فلقد وظفت أكبر14 دولة صناعية5,5 مليار دولار سنة2003. وحاليا تتصدر مؤسسات عالمية ثلاث البحوث حول النانو تكنولوجي الأولي مقرها لوس أنجلوس والثانية في اليابان والثالثة في فرنسا وبالتحديد في جرونوبل. وتأمل أوروبا في خلق مجمع صناعي مختص في المواد النانوية. ففي سنة2003 وظفت700 مليون يورو للبحوث المتعلقة بالنانو تكنولوجي وفي نفس الوقت تمول اللجنة الأوروبية المختصة البحوث حول الرقائق البيولوجيةBiopuces التي تستعمل لدراسة الصبغيات. وتراهن مؤسسة العلوم القومية الأمريكية علي أن يتطور سوق المنتجات النانوية ليبلغ ترليون دولار(1000 مليار دولار) بحلول سنة2015. وجدير بالذكر ان نحو40 الف عالم أمريكي يعملون في هذا القطاع. ويتجه العالم الي إنشاء مدن تكنولوجية متكاملة من أجل البحث وتطبيق هذه التكنولوجيا الواعدة ففي الهند أقامت الحكومة' وادي التكنولوجيا' الذي يدر عليها سنويا عشرين مليار دولار جراء بيع الإنتاج المعرفي إلي أمريكا, وهي البرامج التي يتوصل إليها العلماء الهنود داخل وادي التكنولوجيا المربوط بشبكة مايكروسوفت. وأيضا تايوان تنتج حاليا ما يعادل عشرة مليارات دولار, وسيصل إنتاجها إلي تريليون دولار من النانو تكنولوجي في غضون العقد المقبل. وروسيا ليست بعيدة عن هذا المجال, فقد تمكنت من إنتاج رادار بحجم كف اليد يستطيع التعامل مع طائرات الشبح, كما وضعت موسكو خطة لضرب الأقمار الاصطناعية التي تعتمد عليها الطائرات الأمريكية' الشبح' في توجيه صواريخها ضد الأهداف الأرضية. أما إسرائيل فأسست مركزين مهمين هما معهد أبحاث النانو بتكلفة قدرها88 مليون دولار, ومعهد إسرائيل التكنولوجي في مدينة حيفا, برأسمال قدره134 مليون دولار, وحشدت فيه200 عالم من كل التخصصات.
أما العالم العربي.. فبالرغم من محاولة كل من السعودية والكويت اللحاق بعالم التكنولوجيا الحديثة والاهتمام بالنانو بصفة خاصة, حيث يعتبرهما المتخصصون من أكثر الدول العربية تقدما في مجال تقنية النانو فكلاهما اصدر قرارا بالدخول إلي عالم النانو عن طريق إقامة مشروعات عملاقة في هذا الميدان, وتعد السعودية أول دولة في المنطقة تدعم إدراج هذه التقنيات الحديثة في التخصصات الطبية والهندسية والعلمية.. ويلاحظ أن غالبية الدول العربية الأخري لم تتخذ نفس الخطوات الكبيرة تجاه الاهتمام المناسب بهذه النوعية من التكنولوجيا القادرة علي حل كثير من المشكلات التي تواجه العديد من هذه الدول في المجالات الصناعية والطبية والزراعية. ويرجع ذلك الي أن البحث العلمي في الوطن العربي يعاني من ضعف الإنفاق والاهتمام مما أدي الي شبه غياب عربي في انتاج التكنولوجيا المعلوماتية والبيولوجية.
إذا وافقت الحكومة علي مشروعك عن النانو تكنولوجي.. فما الخطوات التي تتبعها لتنفيذه؟
بلا شك هي نفس خطوات بناء أي مؤسسة علمية مختصة بالطاقة الذرية, فورا سأقوم بتكوين فريق عمل من الباحثين والخبراء في مجال النانو ونقوم بعمل دراسة مثلي للمشروع وللأسماء المطروحة فيه مع الاستعانة بالمراكز البحوث المتخصصة والكوادر العلمية لمعرفة أولويات البحث العلمي في مصر التي تصب في الاقتصاد فلا يعقل مثلا أن أنفق الملايين هنا في مصر علي استخدام تقنية النانو في معالجة السرطان لأن هذه التقنية في هذا المجال منتشرة وبنجاح في اوروبا ويمكن الاستعانة بها لكن هنا في مصر اركز علي اولويات بلدي في علاج فيرس سي والفشل الكلوي فهي اكثر المراض انتشارا ولم يتقدم فيها الغرب لأنهم ببساطة لا يعانون من هذه الامراض كما أنه ليس من العقل أن أسابق شخصا هو بالفعل سبقني بمراحل.. في ظروفنا الحالية نطور ما تحتاجه مصر والباقي موجود في الخارج وانا شخصيا أرفع شعار الوقاية أرخص من العلاج.. وفي ظرف خمس سنوات من بدء المشروع سيخرج لنا ناتج قوي يصب في مصلحة الاقتصاد المصري والصحة العامة, ومن المعروف أن اكبر شركة نانو تكنولوجي تتكون من50 شخصا فهي لا تشغل حيزا وانا راض بمكتبين بوزارة البحث العلمي لتأسيس المشروع والبدء فيه وهذا يكفيني وأكرر أنني مستعد للتبرع ب50 مليون دولار علي نفقتي الخاصة لخدمة مشروع النانو.
كيف تري السبيل لخروج مشروعك إلي النور؟
أطالب السيد الرئيس محمد مرسي بإصدار قرار جمهوري بإنشاء الهيئة القومية للنانو تكنولوجي وتعييني رئيسا لها وربطها مباشرة بالرئاسة ويترك لي حرية الحركة في التعامل مع المشروع علي غرار هيئات الطاقة الذرية في العالم التي تكون تابعة مباشرة لرئيس الدولة وكما هو الحال في السعودية حيث إن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تتبع الملك مباشرة ويقوم مديرها وهو الدكتور محمد السويل بأعمال وزير البحث العلمي, كما أن هناك في جامعة الملك سعود بالرياض معهد الملك عبد الله لتقنية النانو وكنت أنا أول مدير لها والهيئة كانت تابعة للملك مباشرة.. كما أطالب السيد الرئيس بإلغاء وزارة البحث العلمي فليس لها مهمة سوي التصفيق فقط وليس لها وجود في الدول المتقدمة حيث تعتبر الجامعات مراكز علمية في حد ذاتها لا تحتاج لوزارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.