قامت الكثير من الدول بعمل مراكز بحوث وجامعات متخصصة لدراسة تقنية النانو, وهو العلم الذي يهتم بمعالجة المادة علي المقياس الذري. والنانو هي عملية ابتكار لتقنيات جديدة تقاس أبعادها بما يسمي بالنانومتر وهو جزء من المليون من الميليمتر, أي تتعامل مع أبعاد أقل كثيرا من أبعاد البكتيريا والخلية الحية, ولم تقتصر تلك التقنية بعلم الأحياء فقط بل تهتم أيضابخواص المواد. وتشكل تلك التقنية اختصاصات فرعية متعددة ضمن علوم الفيزياء، الهندسة الميكانيكية والهندسة الحيوية والهندسة الكيميائية, فانها تقنية تتولي إنتاج الأشياء عبر تجميعها علي المستوي الصغير من مكوناتها الأساسية, وبالرغم من صعوبة السيطرة علي الذرات بعد تجزئة المواد, ولكن النجاح في عملية استبدال ذرة عنصر بذرة عنصر آخر، فاننا قادرون علي صنع شيء جديد, وأحيانا يمكن اكتشاف خصائص جديدة لم نكن نعرفها من قبل، وهذا يعتبر نافذة لمجالات جديدة تسخر لفائدة الإنسان, مثلما حدث عند اكتشاف الترانزيستور. واذا نظرنا الي تاريخ تقنية النانوفسوف نجد ان سر السيف الدمشقي الذي يتميز بالمتانة والمرونة, والذي أجريت علية أبحاث بجامعة ة درسدن الألمانية, فقد أظهرت نتائج الأبحاث أنه مصنوع من مواد مركبة بمقياس النانومتر, وكذلك حصل لانجميور علي جائزة نوبل في الكيمياء لعملهعام 1920, بادخال مفهوم نظام مونولاير أي طبقة ذرية واحدة أو طبقة مادة يبلغ سمكها مقاييس الذرة. وتعددت تطبيقات تقنية النانو حيث تم ادخالها في العديد من المجالات كالصناعة, والطب والزراعة وغيرهم, وعلي سبيل المثال تدخل تلك التقنية في هندسة الأنسجة, حيث تعمل علي إعادة إنتاج وإصلاح النسيج التالف. وانتشار الخلايا المحفز صناعياً من خلال استخدام عوامل النمو والسقالات القائمة علي المواد النانوية المناسبة. وبدأت تقنية النانو بالدخول الي حيز التطبيق الفعلي قد تمكن باحثون في جامعة هانج يانج في سيئوول من إدخال نانو الفضة إلي المضادات الحيوية, كما تمكن باحثون في اي بي ام وجامعة كولومبيا وجامعة نيو أورليانز من تملق وجمع جزيئين غير قابلين للاجتماع إلي بلور ثلاثي الأبعاد, وبذلك تم اختراع ماده غير موجودة في الطبيعة ' ملغنسيوم مع خصائص مولده للضوء مصنوعة من نانو ' و' أوكسيد الحديد محاطا برصاص السيلينايد '. وهذا هو نصف موصل للحرارة قادر علي توليد الضوء.