اعتبرت الأحزاب والمرجعيات المسيحية اللبنانية، اليوم الجمعة، أن الوجود الآشوري السرياني الكلداني، يتعرض لعملية تطهير عرقي وديني وتهجير قسري منظم من الجماعات الإرهابية، منتقدة "الصمت المخزي" للمجتمع الدولي والعربي حيال ما يحدث. وقال بيان صادر بعد اجتماع لهذه الجمعيات بدعوة من حزب الاتحاد السريان، في منطقة سد البوسرية، شرقي بيروت، أن "التطورات الأخيرة في منطقة الخابور - الحسكة السورية، تؤكد تعرض الشعب السوري عموما والوجود الآشوري السرياني الكلداني خصوصا، لعملية تطهير عرقي وديني وتهجير قسري منظم، من قبل تنظيم داعش و غيره من التنظيمات الإرهابية ومن يقف خلفهم من قوى دولية". واعتبر البيان أن "الحملة الداعشية، نتج عنها كوارث إنسانية بحق المدنيين في تلك المنطقة"، مشيرا إلى "وجود ما يقارب 350 إلى 400 شخص مختطف، إلى جانب عدد كبير من النازحين وصل عددهم إلى ستة آلاف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، بالإضافة الى حرق عدد من الكنائس في المنطقة، فضلا عن استشهاد مقاتلين من المجلس العسكري السرياني السوري وحرس الخابور الآشوري، واعتبار مصير البعض الآخر مجهولا حتى الساعة". ودان "الصمت المخزي للمجتمع الدولي والعربي حيال ما يحدث، وموقفه غير المبالي باستثناء بعض الاستنكارات الورقية الخجولة تجاه قضية ووجود الشعب السرياني الآشوري الكلداني (طائفة مسيحية) في سوريا". وطالب "ازاء هذه المأساة الإنسانية التي تعرض لها شعبنا في قرى الخابور، بالتحرك الميداني العاجل لوقف ما يتعرض له اهلنا من تهجير وقتل وسبي ودعمهم من كل النواحي، أسوة بالدعم غير المحدود الذي حظي به الشعب الكردي تجاه قضيته في العراقوسوريا". وأكد البيان على أن "الشعب المسيحي أسوة بغيره من الشعوب، مصمم على البقاء في أرضه التاريخية ومدافعا عنها ضد كل ما يمس بإلغاء وجوده". واعتبر أن "جرائم داعش المرتكبة ضد الانسانية وانتهاكاته المتكررة بحق الشعب المسيحي وغير المسيحي في سوريا، هي امتداد لعمليات تهجير هذا الشعب من مدينة الموصل وسهل نينوى في العراق، وما طاله من مجازر منذ أكثر من مائة عام وآخرها تدمير وسحق آثار أهم حضارات بلاد ما بين النهرين يوم أمس في متحف الموصل، في محاولة لاجتثاث الشعب السرياني الآشوري الكلداني من جذوره، وإنهاء وجوده القومي التاريخي في الشرق الأوسط". وناشد البيان "المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي القيام بواجبهم فورا في محاربة داعش، من خلال تفعيل دور التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم، ودعم حرس الخابور ووحدات حماية الشعب الكردية، والقيام بكل عمل جدي لإطلاق الرهائن المحتجزين بأي ثمن". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن الثلاثاء أن 90 شخصا اختطفوا عندما أغار مقاتلون من "داعش" على قرى يقطنها مسيحيون غربي محافظة الحسكة، التي يسيطر الأكراد على معظمها. وفي العام الماضي خطف "داعش" مسيحيين آشوريين، ردا على انضمام عدد منهم إلى القتال بجانب وحدات حماية الشعب الكردية، وتم الإفراج عن أغلبهم بعد مفاوضات طويلة. وتشهد قرى محافظة الحسكة مواجهات بين قوات "حماية الشعب" و"داعش" تمكنت خلالها القوات الكردية من استعاده 3 قرى كان يسيطر عليها مسلحو "داعش". ويسيطر مسلحو تنظيم "داعش" على مناطق في الجارتين العراقوسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران 2014 قيام ما أسمها "دولة الخلافة". ومنذ شهور يشن تحالف غربي - عربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، غارات على أهداف للتنظيم، الذي يقتل رهائن أجانب لديه، ومتهم بارتكاب انتهاكات بحق أقليات.