حذرت خلية الأزمة في مدينة بنقردان (جنوب شرق) الحكومة التونسية من خطورة عدم الإسراع في إيجاد حل لمشكل التنمية في المدينة ، وخاصة مشكلة الإجراء الضريبي (الضريبة) التي فرضتها السلطات التونسية في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي على الأجانب المغادرين معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، والذي يعتبر مورد رزق أغلب العائلات في الجهة. وخلال مؤتمر صحفي، عقدته خلية الأزمة قال محسن لشيهب الكاتب العام للمكتب المحلي للشغل للأناضول: "نحذر الحكومة التونسية من مغبة تواصل هذه المشكلة وعدم ايجاد حل سريع له". وتضم خلية الأزمة كل من المكتب المحلي للشغل والمكتب المحلي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والمكتب الجهوي (المحلي) للفلاحة والصيد البحري وممثلين عن المجتمع المدني. وقال لشيهب "حتى الآن نحن نحاول ضمَان سلمية الاحتجاجات ونجحنا في هذا، ولكن مع استمرار المشكلة لا يمكن ضمان هذه السلمية، لأن الأمور يمكن أن تتطور مع مرور الوقت، وندعو الحكومة إلى ضرورة تفادي كل هذه التطورات". وأضاف الناشط في المجتمع المدني والتابع لخلية الأزمة، الجلاني الجويلي، للأناضول "نحن نحمل المسؤولية كاملة إلى الحكومة فعدم إيجاد حل عاجل قد يؤدي إلى انحرافات أخرى". ومضى قائلا إن "الحكومة تريد أن تبين لنا أنها وقعت في ورطة مع الحدود في حين أن إلغاء هذه الإتاوة (الضريبة) لا يمكن أن يتعدى ال 24 ساعة ". ووفقا لمراسل الأناضول فإنه "يتواصل لليوم الثاني على التوالي غلق المعبر الحدودي براس جدير أمام الليبيين الوافدين إلى تونس". كما نظم أكثر من 250 ضخصا اعتصاما مفتوحا وسط الطريق الرئيسي المؤدي إلى المعبر (على بعد 10 كم من المعبر)، مانعين الليبيين من القدوم إلى تونس وتاركين المجال أمام المغادرين منهم إلى ليبيا. ووفقا لعبد السلام الرقاد أحد المُحْتجين فإن "المفاوضات مع الجانب الليبي من المعبر تواصلت عبر مدير المنفذ من الجانب الليبي محمد جرافة". وأضاف الرقاد في تصريح للأناضول إنه "تواصل مع رئيس المنفذ الذي طلب إفساح المجال أمام الليبيين لدخول تونس، وفي المقابل تسهيل جلب السلع من ليبيا أمام التجار التونسيين في مدينة بنقردان، ولكن تم رفض مطلبه". ولم يتسن الحصول على تعليق على الأمر من الجانب الليبي من المعبر. وكانت مدينة بنقردان (تتبع محافظة مدنين جنوبيتونس) ومدينة ذهيبة (تتبع محافظة تطاوينجنوبيتونس) دخلت مؤخرا، في احتجاجات شعبية لمطالبة السلطات التونسية، بإلغاء الضريبة المفروضة على الأجانب في كل من معبر رأس جدير ومعبر ذهيبة وازن، وتحولت الاحتجاجات إلى مواجهات مع الأمن التونسي، الأحد قبل الماضي، ما أسفر عن مقتل شاب، وإصابة اخرين، ليعقبه إضراب عام الثلاثاء الماضي في كامل محافظه تطاوين ومدينه بنقردان، احتجاجا علي مقتل الشاب.