دعا "مجلس حكماء المسلمين" إلى حوار بين كل الجهات المتنازعة، من أجل "وقف حمامات الدم التي تسيل بغزارة هذه الأيام" في بعض ديار الإسلام. جاء هذا خلال اجتماعه الثالث الذي عقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي الخميس الماضي، ونشرت تفاصيله وكالة الأنباء الإماراتية اليوم السبت. وأقر المجلس خلال اجتماعه، خطته التي تتضمن تشكيل "فرق سلام" مهمتها زيارة المناطق الساخنة في إطار المحاولات لفض النزاعات بالسبل السلمية. ووجه "مجلس حكماء المسلمين"، الذي يترأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب، ويتخذ من أبو ظبي مقرا له، دعوة إلى "عقلاء الأمة وجميع الغيورين على الإسلام وأهله والأجيال المقبلة، إلى العمل كتفا بكتف من أجل وقف حمامات الدم التي تسيل بغزارة هذه الأيام في بعض ديار الإسلام دون رادع من دين أو وازع من وجدان أو ضمير". وناقش المجلس في اجتماعه الثالث -بحسب الوكالة الإماراتية- أهمية إيجاد أدوات ووسائل عملية، لتعميم ثقافة السلم والتسامح، وتعزيز الحوار داخل المجتمعات المسلمة، بموازاة الحوار مع جميع الأديان حول مختلف القضايا الإشكالية أو المختلف حولها. وأقر المجلس خلال اجتماعه خطته وأهدافه الاستراتيجية على مدى السنوات الثلاث المقبلة، التي "تنطلق من نشر وتعميم صحيح الإسلام وفهم رسالته السامية". وتقتضي استراتيجية "مجلس حكماء المسلمين" العمل على ثلاثة محاور، هي "تعزيز الحوار" و "بناء القدرات" و" نشر الوعي". وتضمنت الاستراتيجية خطة شاملة تؤكد على أهمية الحوار في مجال تعزيز الخطاب الديني الذي يعكس قيم وتعاليم الإسلام، والانخراط في حوار مفتوح مع جميع النخب الدينية والفكرية والسياسية وقادة المجتمع المدني في العالم أجمع من دون استثناء. كما تضمنت تشكيل "فرق سلام" مهمتها زيارة المناطق الساخنة، في إطار محاولات فض النزاعات بالسبل السلمية، وتنظيم مؤتمرات إقليمية سنوية، تشارك فيها جميع النخب من الطوائف والمذاهب الإسلامية؛ لتعميق ثقافة السلم والحوار والانفتاح على العصر والزمان بأدواته العلمية والعقلانية. كما تضمنت الاستراتيجية، إقامة شراكات مع الجامعات المهمة حول العالم، بغرض تنظيم ندوات وملتقيات دورية للطلبة بهدف تعزيز ثقافة الحوار والتسامح وقبول الاخر. ويصف مجلس حكماء المسلمين نفسه بأنه "أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي"، وأنشئ في يوليو 2014 ، ويتخذ من أبو ظبي مقرا له، ويهدف "إلى توحيد الجهود في لم شمل الأمة الإسلامية وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها وتهدد القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة". ويضم المجلس في عضويته عدد من العلماء والمفكرين، من بينهم الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" من موريتانيا، والأمير غازي بن محمد بن طلال رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي من الأردن، وحسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء بالازهر ورئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وانضم إلى عضوية المجلس خلال اجتماعه الأخير كل من المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، رئيس السودان الأسبق رئيس مجلس الأمناء في "منظمة الدعوة الإسلامية"، وعلي الأمين أحد أبرز المراجع الدينية الشيعية بلبنان.