" شوكة عبدالناصر"، لم يكن وصفًا ولكن كان اسمًا أطلقه الأمريكان على برج القاهرة، بعد أن تم بناؤه في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وتكلف بناؤه 6 ملايين جنيه مصري –آنذاك- كانت قد أعطتها الولاياتالمتحدة لمصر بهدف التأثير على موقفها المؤيد للقضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، لتأكيده على اهتمامه بالقضية العربية وأخذ المبلغ بالفعل لتكن شوكة أمريكا في 1956. لكن بعد أكثر من 50 عامًا هل تصبح شوكة أمريكا الثانية في زيارة الرئيس الروسي لنظيره المصري والذي هيأ له مأدبة عشاء في البرج أمس. وتأتي زيارة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد 10 أعوام من انقطاع الزيارات الروسية لمصر، و أكد محمد السعدني، المحلل السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس عبدالفتاح السيسي لنظيره الروسي، لها دلالات كثيرة خصيصًا بعد سياسات أمريكا التي وصفها ب"الطائشة". وأشار «السعدني» في تصريحات ل"المصريون" إلى أنه من الممكن الربط ما بين ما حدث من جهة الرئيس الراحل عبدالناصر عندما أعطته أمريكا 6 ملايين دولار والتي كانت ردة فعله ببناء البرج الذي التقى فيه السيسي بالرئيس الروسي. وأوضح «السعدني» أن التقارب المصري-الروسي يؤسس "البيريسترويكا" الجديدة التي ستحدد ملامح وخطوط نظام عالمي جديد يبعد عن القطبية الأحادية والتي تتمثل في الولاياتالمتحدةالأمريكية. مما يعيد إلى أذهان المصريين فترة التقارب المصري- الروسي في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان يبتعد تمامًا عن المساعدات الأمريكية، واتجه لروسيا التي ساهمت بشكل كبير في بناء السد العالي، وجيش قوي مسلح بأحدث الأسلحة وأشياء أخرى ذكر أنها كانت بدون مقابل تقريبًا.
ويشير المؤرخ العسكري جمال حماد، إلى أن البرج كان له اسمان،حيث أكد أن الأمريكان أطلقوا عليه «شوكة عبدالناصر»، أما المصريون فأطلقوا عليه اسم «وقف روزفلت»، نسبة إلى الرئيس الأمريكى «فرانكلين روزفلت»، ويعتبر رمزاً لأكبر وأطول «شوكة في زور أمريكا» فى التاريخ، لأن الملايين الستة لم تخدع الرئيس عبدالناصر ليغير موقفه تجاه القضايا العربية، بل ورفض حتى أن يخصصها للإنفاق على البنية الأساسية، رغم احتياج البلاد لهذا المبلغ وقتها، ولكن عبدالناصر أراد أن يبنى علماً يظل بارزاً مع الزمن على كرامة مصر، حتى وإن كانت فى أشد الاحتياج. وذكر أن المبلغ جاء به حسن التُهامي، الذي كان يشغل وقتها منصب مستشار رئيس الجمهورية، في حقيبة سلمها للرئيس بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة التي لم تكن علاقة مصر بها قد ساءت، ليكن المبلغ تحت مسمى مساعدة رؤساء الدول الصديقة ولكن رفضها عبد الناصر أياً كان مسماها – على حد قوله.