تشاطر "الإخوان المسلمون" والسلفيون المخاوف من استغلال التطورات الأخيرة في مصر لتعطيل عملية نقل السلطة، عبر تأجيل الانتخابات البرلمانية وتعطيل استحقاقات المرحلة الانتقالية. وأعرب حزب "الحرية والعدالة" – الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" في بيان عن رفضه القاطع لأي محاولة لتوظيف واستغلال أحداث يوم الجمعة لفرض أحكام عرفية أو تضييق هامش الحريات أو تعطيل استحقاقات المرحلة الانتقالية. وأشار إلى ضرورة الاستجابة لمطالب الثورة العاجلة مع تهيئة المناخ القانوني والإجراءات الصحيحة للانتخابات النزيهة من أجل انتقال سلمي للسلطة إلى مدنيين منتخبين، وتشكيل حكومة قوية تقوم على إرادة المصريين وتستطيع استكمال مطالب الثورة وتحفظ الأمن للوطن والمواطنين ووجه في الوقت ذاته نداءً لجميع أبناء الشعب المصرى الثائر "ألا يُستدرجوا لأعمال خاطئة تضع مصر الثورة فى مأزق أمام العالم"، مبديًا إدانته واستنكاره للاعتداء على قوات الشرطة والأمن وكذا عمليات الحرق والتخريب التى حدثت الجمعة الماضي. وشدد على "ضرورة الفصل بين رفض وتجريم الاعتداء على القوات والممتلكات، وبين الاحتجاج المشروع ضد الكيان الصهيونى وجرائمه"، معتبرا أن ما حدث أمام السفارة الإسرائيلية "دليل على استمرار الرفض الشعبي المصري لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال". وقال إن "ما حدث أمام السفارة الإسرائيلية يعتبر رسالة من الشعب إلى الاحتلال الإسرائيلي ليدرك أن مصر قد تغيرت وأن كل المنطقة سوف تتغير وأنه لم يعد لغطرسته وعدوانه مكانًا في المنطقة العربية". وأكد الحزب ضرورة الحفاظ على المد الثوري واستمراره لتحقيق مطالب الثورة محل التوافق الوطني وعلى رأسها (وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين – تطهير كافة مؤسسات الدولة من رموز النظام السابق وخاصة القضاء والإعلام والجامعات – منع قيادات الحزب الوطني المنحل من ممارسة الحياة السياسية والبرلمانية لمدة 5 سنوات على الأقل – استعادة الأمن والأمان في الشارع المصري – تعديل قانوني الانتخابات والدوائر لمجلسي الشعب والشورى)، وهي المطالب التي أضيف لها مطلب "الوقف الفورى لتصدير الغاز لإسرائيل ومراجعة العلاقات المصرية الإسرائيلية"، وخاصة بعد حادث مقتل الجنود المصريين على الحدود من جانبها، أعربت "الدعوة السلفية" برئاسة الدكتور ياسر برهامي عن رفضها وتنديدها لبيان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء أحداث السفارة الإسرائيلية وتقديم وعود لإسرائيل بالتدخل، وطالبت الإدارة الأمريكية أن تحاول استيعاب أن مصر بعد 25 يناير ليست هي مصر قبلها. وقالت في بيان أصدرته أمس، إن الدعوات الصريحة للعنف صدرت مِن رجل تقوم أمريكا بإيوائه وتسهل له مهمة التحريض على العنف مِن أراضيها، وهو عمل عدائي يجب على أمريكا أن تتراجع عنه قبل أن تحاسبنا على نتائجه، في إشارة إلى ضابط الشرطة السابق عمر عفيفي. وحذرت "الدعوة السلفية" من أسمتهم يالخائفين من صناديق الانتخاب مِن محاولة استغلال الأحداث للدعوة إلى تأجيل الانتخابات، معتبرة أن "الانتخابات هي المخرج والعلاج للوصول إلى حكومة منتخبة مدعومة مِن الشعب يكون لها قدرة على اتخاذ قرارات حاسمة وحازمة". وحث السلفيون مشجعي كرة القدم على توظيف طاقاتهم في امور أخرى، وقالوا أن طاقات شبابهم أسمى مِن أن توظف للكرة فقط، وأنهم سوف يُسألون يوم القيامة عن عمرهم عامة وعن شبابهم خاصة. ووجهوا تحذيرا لهم مِن محاولات أجهزة المخابرات العالمية توظيفهم ضد مصالح أمتهم كما حدث في أحداث مباراة الجزائر في ظل النظام السابق، وكما يحدث الآن بصورة أو بأخرى. وطالب البيان بفرض عقوبات رادعة ضد ضباط الأمن الذين اتهمهم باستعمال القوة غير المبررة مع أهالي الشهداء أثناء محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، ومع مشجعي النادي الأهلي في مباراة كيما أسوان. وأدانت "الدعوة السلفية" الاعتداء على أفراد الجيش والشرطة وهتاف المتظاهرين القائل: "مش عايزين داخلية.. حنقضيها لجان شعبية", وطالبت جميع القوى التي دعت إلى المظاهرات إلى تحمل مسئوليتها الأدبية والسياسية عن ما دعوا إليه، وأن لا يحاولوا التنصل مِن المسئولية، في إشارة إلى أحداث العنف التي شهدتها "جمعة تصحيح المسار".