طبعا أقصد الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها صحيفة دنماركية وقحة وتبعتها عدة صحف أوربية بنفس الوقاحة والتطاول ، والتي أسفرت حينما وصلت هذه المعلومة إلى جماهير المسلمين في أرجاء المعمورة إلى حالة غضب لم يسبق لها مثيل تمثلت في تظاهرات غاضبة أغلبها سلمية وحملة شعبية لمقاطعة منتجات الدول المعتدية على مقدسات المسلمين وخاصة الدنمارك ، وسبق أن بينا أن حالة الغضب تلك طبيعية ومبررة وإن حدثت حوادث عنف فكانت قليلة ( حوالي 4 أو 5 حالات) قياسا لآلاف المظاهرات السلمية في أنحاء المعمورة ، وسبق أن أكدنا على أن هذه الحالة غير المسبوقة أصابت الغرب الأوربي وخاصة إدارته بصدمة وفي البداية بدءوا بحالة دفاع عن النفس وبرروا هذه الوقاحة بعنوان "حرية التعبير" ، وحينما استمر الغضب الشعبي الإسلامي أرسلوا الوفود للتهدئة دون تقديم خطوات فعلية لتهدئة الخواطر والمشاعر وخاصة أن رموز الأمة وعلمائها ومفكريها وسياسيها أجمعوا على مطالب محددة منها : 1- اعتذار وإدانة صريحة من الحكومة الدنماركية لهذا الفعل الشائن . 2- إصدار تشريع داخلي دنماركي يمنع تكرار هذه الإساءة . 3- إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنع ويحظر الإساءة للمعتقدات الدينية والأديان وفق رؤية أصحابها لها . وكما قلت حتى هذه اللحظة لم تتم الاستجابة لأي من المطالب المذكورة ، والطلب الوحيد الذي يقدمه رموز الغرب من سولانا حتى سفراء الدنمارك في البلاد العربية والإسلامية هو التهدئة والحوار ، فلذلك استمرار الغضب الشعبي السلمي هو أمر مطلوب لأن المطالب لم تتحقق ، ولذلك من المستغرب أن يدخل على خط التهدئة دون مقابل أحد الأخوة الدعاة الشباب الذي قدم دورا هاما وإيجابيا للشباب المسلم في الفترة الأخيرة سعدنا جميعا به ، أقول أن هذا الدخول كان مستغربا بأن يقدم مشروعا للحوار والتهدئة قبل الاستجابة للمطالب الإسلامية الثلاثة المجمع عليها والتي سبق أن أشرت إليها في صدر هذا المقال ، أنا أفهم وأقبل بدعوته للحوار لكن بشرط أن لا ترتبط بها دعوة للتوقف عن المقاطعة والغضب قبل الاستجابة للمطالب الشعبية بل والرسمية الإسلامية بالاعتذار الصريح والتعديل التشريعي الدنماركي الذي يجرم هذا الفعل والقرار الدولي الصادر من مجلس الأمن ، وإلا نكون قد خذلنا الناس في مشاعرهم الصادقة بغير مقابل ولا ثمن ، هذا الموضوع سياسي بامتياز وأخونا الداعية الكريم ظل طوال الفترة الماضية يذكر انه لا يتدخل في السياسية ولا في الفتوى فلماذا الآن يدخل في موضوع سياسي بامتياز ولايدرك خطورة هذا التدخل الآن والدعوة للتهدئة بغير مقابل ، أنا أفهم أن هناك أعدادا كبيرة من الشعوب الغربية في أوربا وأمريكا تحتاج لتوصيل فكرة الإسلام الصحيحة وصورة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأي عمل من هذا النوع قربى إلى الله ، لكن في نفس الوقت كل صناع القرار والمسيطرين على وسائل الإعلام يعرفون كل هذه الأمور جيدا وإذا صدر عنهم فعل من هذا النوع فلهدف خبيث وليس نقص معرفة ، فليقم الدعاة والمحاورون بالدعوة والتحاور مع الشعوب الغربية لكنهم يجب أن يتركوا الشعوب العربية والإسلامية غاضبة وثائرة على دينيها ونبيها ومقدساتها حتى يرتدع المعتدون وصناع القرار في الغرب ويستجيبوا للطلبات العادلة السابق الإشارة إليها . لانريد أن نكرر مأساة حركة "فتح" الفلسطينية حينما قدمت كل مالديها قبل أن تجلس على مائدة المفاوضات فلم تجن شيئا بعد ذلك . لكل ما سبق يتضح أن غضب المسلمين السلمي مشروع ومطلوب وأي دعوة للتوقف دون مقابل سيُنظر إليها بعين الشك والريبة والله من وراء القصد ،،، E. mail : [email protected]