أثار مشهد إعدام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للطيار الأردني الأسير لديها معاذ الكساسبة حرقًا، ردود فعل عربية وغربية منددة، إلا أن الموقف المصري الرسمي إزاء الواقعة كان مثار سخرية إسلاميين اتهموا النظام بارتكاب مجازر لاتقل بشاعة كان أبرزها فض "رابعة" و"النهضة"، ومقتل 37شخصًا في سيارة "الترحيلات". وأدان الرئيس عبد الفتاح السيسي، "بشدة" مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم "داعش"، مؤكدًا "مساندة مصر ووقوفها إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في هذا الظرف الدقيق، وفي مواجهة تنظيم همجي جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية". وشدد السيسي على ضرورة "تكاتف المجتمع الدولي من أجل محاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، فضلاً عن مواجهة الفكر المتطرف الذي يقف وراءه، ولاسيما الجماعات الإرهابية التي ترفع شعارات الدين الإسلامي الحنيف، وهى تسعى في الأرض مفسدةً، والدين منها براء". وسارعت صفحات تابعة لمعارضين إسلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي بالرد على بيان الرئاسة بنشر صور وفيديوهات عن واقعة حرق معتصمين ب "النهضة" داخل خيام الاعتصام أثناء عملية فضه في 14أغسطس 2013، وجثث لضحايا سيارة الترحيلات الذين قتلوا اختناقًا بعد إطلاق قنابل الغاز عليهم دون أن يعاقب أحد، ليذكروا من أبكت عينه صور حرق الطيار الأردني بحقوق هؤلاء. وكتب أحد النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" معلقًا على نشر صور جثث الضحايا الذين ماتوا حرقًا في اعتصام "النهضة"، قائلاً: "لا نعتذر عن هذه الصور لكن من قتلوهم وأحرقوا أجسادهم لم يعتذروا يومًا". وأوضح أن هذه الصور خاصة بشهداء مجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة، منها أجثث محروقة لنساء وأطفال وتم دفن تلك الجثامين الثلاثاء 7يناير 2014 في مقبرة جماعية بمدافن الإمام الشافعي، في سرية وبامتهان بالغين، ودون مراعاة لمعايير حقوق الإنسان ودون حتى الصلاة عليهم. وأشار إلى أن عدد الجثث 35وتم دفن 9منهم بخلاف 1850شخصًا مفقودًا. وطالب الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، دول العالم بالمساواة في التعامل وإدانة حرق المدنيين المصريين بميداني "رابعة" و"النهضة". وقال الزمر: "في الوقت الذي ندين فيه حرق (أبوبكر) "البغدادي" (زعيم داعش) للطيار المحارب.. فإننا نطالب العالم أن يدين معنا حرق (الرئيس عبدالفتاح) "السيسي" لعشرات المدنيين في رابعة والنهضة". من جانبه قال نزار غراب القيادي في تنظيم الجهاد في بيان صحفي: "أمريكا وإسرائيل والطواغيت تقتل وتحرق وتعذب بالباطل، ولا يتم ذلك إلا تحت غطاء خادع من احترام حقوق الإنسان، وسكت الجميع والتزم الصمت عندما تم حرق الناس في النهضة ورابعة وسيارة الترحيلات، ونحن نذكر الجميع بمناسبة حرق الطيار الأردني حتى لا ننسى". بينما قال سمير العركي القيادي في الجماعة الإسلامية، إن "أتباع السيسي أشعلوا النيران في مواطن بورسعيدي وأغلقوا عليه باب المحل الخاص به ووقفوا خارجه يستلذون برائحة جسده المشوي، وهؤلاء من غنى ورقص على وقع تسلم الأيادي بينما رائحة الجثث المشوية تملأ سماء رابعة والنهضة، وأحرقوا 38 إنسانًا داخل عربة الترحيلات في سجن أبو زعبل"، بحسب تعبيره. ووصف الإعلامي عبد العزيز مجاهد المذيع بقناة "الجزيرة" الفضائية عبر حسابه على "تويتر" حرق معاذ الكساسبة ب "العمل الدنيء والخسيس الذي لا يضاهيه في الخسة إلا حرق جثث معتصمي رابعة والنهضة". وتابع: "لكن من أحرقوا أحياء في رابعة والنهضة وسيارة الترحيلات لابواكي لهم، ومن أحرقوا 37 مصريا أحياء وهم محتجزون داخل سيارة ترحيلات أبوزعبل طلقاء". بدوره، قال الناشط محمود حسن: "فعلا من حرقوا الكساسبة لا يختلفون عمن حرق مئات المصابين في رابعة والنهضة" مضيفًا أن الاستبداد والتطرف وجهان لعملة واحدة لافتًا إلى أن بشار الأسد أيضا أحرق أطفال الرقة أحياء لو كنتم تعدلون". في المقابل، طالبت الكاتبة الكويتية فجر السعيد، الرئيس عبدالفتاح السيسي بالغضب في مواجهة الإرهاب، عقب حرق تنظيم "داعش" الإرهابي للطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي كان أسيرًا لدى التنظيم. وكتبت السعيد، في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعنوان "سيدي الرئيس اغضب"، أن جريمة "داعش" بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة لا تقل بشاعة عن جريمة قتل عشرات الجنود المصريين في الشيخ زويد ورفح والعريش والعصافرة. ونوهت إلى أن ردة الفعل الأردنية تختلف عن ردة الفعل المصرية، وملك الأردن أعلن في خطاب مقتضب عن غضبه، وطالب الأردنيين بالتكاتف ثم أصدر أوامره بعد الخطاب بإعدام ساجدة الريشاوي التي قايض عليها الارهابيين وزياد الكربولي و4 مدانين آخرين في جرائم إرهابية، خلال ساعات.