قال الأمين العام لقوى "14 آذار" اللبنانية المناهضة للنظام السوري، فارس سعيد، إن أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، في خطابه اليوم أعلن نفسه "الرئيس الفعلي" للبلاد. واتهم سعيد، في حديث لوكالة الأناضول، تعليقا على خطاب نصرالله أن الأخير "أطاح بالدولة اللبنانية والقرار الدولي 1701 الذي أنهى الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006." وأقر مجلس الأمن القرار 1701 في أغسطس/ آب 2006 من أجل وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل بعد حرب استمرت 33 يوما بين إسرائيل وحزب الله، ونص القرار على تعزيز عديد القوات الدولية في جنوبلبنان "يونيفيل" لتصل إلى 15 الفا ونشر الجيش اللبناني على الحدود وإبعاد مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى "مساعدة الحكومة اللبنانية على ممارسة سلطتها في جميع أنحاء أراضي لبنان". وأضاف سعيد، وهو نائب سابق بمجلس النواب، في حديث ل "الاناضول" اليوم الجمعة، أن نصرالله بخطابه اليوم "أطاح بقواعد الاشتباك مع إسرائيل وبالدولة اللبنانية والقرار 1701". ورأى أن "نشوة العملية الأخيرة للحزب (ضد إسرائيل) أوصلت نصرالله إلى الجنون"، مضيفا "أعلن نفسه الرئيس الفعلي للبلاد وبيده قرار الحرب والسلم". وقال سعيد منتقدا بأن نصر الله "هو أحد المقررين الاساسيين في امن المنطقة". ونفذ حزب الله عملية في مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة على الحدود الجنوبيةالشرقيةللبنان ضد دورية عسكرية اسرائيلي الأربعاء الماضي ما ادى الى مقتل اثنين وجرح 7 من الجنود بحسب اسرائيل، وذلك في اطار الرد على الغارة الاسرائيلية التي ادت الى مقتل 6 من عناصر الحزب وضابط ايراني كبير، يوم 18 من الشهر الجاري في منطقة القنيطرة السورية الحدودية . وأضاف سعيد أنه حتى مع هذا الشعور بالتفوق "لم يعلن نصرالله الرئيس الفعلي للبنان مبادرة تريح الوضع الداخلي مثل السماح للبنانيين بانتخاب رئيس تنفيذي إداري". واعتبر أن الأمين العام لحزب الله أطلق "كلاما مذهبيا لن يوقف الحوار بين الحزب وتيار المستقبل الأبرز لدى السنة لكنه سيعرضه إلى الإرباك من حيث جدواه أصلا". وقال سعيد إن حضور رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي للاحتفال، هو "تأكيد للمؤكد بأن حزب الله ليس سوى جزء من مروحة كبرى في المنطقة". وقال نصرالله في وقت سابق اليوم، في خطاب بث تلفزيونيا بشكل مباشر خلال احتفال جماهيري في الضاحية الجنوبية لبيروت لتكريم كوادر الحزب القيادية والجهادية الذين سقطوا بغارة اسرائيلية في منطقة القنيطرة، إن الحزب لم يعد يعترف بأي قواعد اشتباك مع اسرائيل التي سيكون عليها تحمل رد الحزب على اغتيال أي من عناصره. وألمح نصر الله في خطابه إلى أن المواجهة ستكون واحدة بغض النظر إذا وقع الاعتداء في لبنان أو سوريا. وشدد نصرالله على أن الحزب لا يريد الحرب لكنه لن يخشاها، كاشفا أن حزبه قرر الرد على قتل عدد من حتى لو أدى ذلك إلى تصعيد شامل. ويخوض حزب الله، الذي يتزعم قوى "8 آذار" المؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، منذ 2013 وبشكل علني القتال إلى جانب قوات هذا النظام في ضد المعارضة السورية.