شدّد برلمانيان لبنانيان على ضرورة أن يكون قرار الحرب والسلم في لبنان بيد الدولة وليس بيد أي طرف، متخوفيْن من ردة فعل "حزب الله" بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت عناصره في بلدة القنيطرة السورية، معتبرين أن ردة الفعل يجب أن تكون من الجانب السوري ومن أراضي دولته "المعتدى عليها" وليس من لبنان. فيما اعتبر نائب ثالث أن قيام "حزب الله" بردة فعل تجاه إسرائيل، بعد الغارة التي أدت الى مقتل 6 من قيادات وعناصر الحزب بالاضافة الى ضابط ايراني كبير في القنيطرة، مساء أمس الأول الأحد "أمر طبيعي وضروري"، متوقعا أن يحقق الحزب نصرا في أي معركة قد تنشب مع هذا "العدو". وقال محمد الحجار، النائب في البرلمان اللبناني، عن تيار المستقبل(من قوى 14 آذار المؤيدة للثورة السورية، ويعارض تدخل حزب الله في سوريا)، أن التخوف "قائم من قيام حزب الله بردة فعل تجاه إسرائيل، التي بدورها ستقوم بردة فعل.. وتفلت الأمور"، معتبرا أن هذا الأمر في حال حصل "فإنه يحقق مصالح إيرانية على حساب المصالح العربية". وشدد الحجار في حديث ل"الأناضول" على "ضرورة التنبه الدائم لإسرائيل ومخططاتها العدوانية"، لافتا الى أن "التعامل مع هذا العدو يتم من خلال الدولة اللبنانية، وليس من خلال تفرد حزب الله بقرار الحرب والسلم". وأشار الى أن خلافاً كبيراً بين اللبنانيين قائم اليوم، بسبب تفرد حزب الله بقرار الحرب والسلم في لبنان، معتبرا أن هذا القرار "خاضع لأجندة إيرانية، وليس لأجندة لبنانية تحقق مصالح الشعب اللبناني". وختم الحجار بالسؤال "لماذا يصر حزب الله على توريط اللبنانيين بحرب ليست بحربهم، من خلال قتاله في سوريا(الى جانب قوات النظام)". أما إيلي ماروني، النائب في البرلمان اللبناني عن حزب الكتائب اللبنانية(مسيحي له مواقف معارضة لحزب الله وتدخله في سوريا)، فوافق الحجار ب"ضرورة أن يكون قرار الحرب والسلم في لبنان بيد الدولة اللبنانية وحدها"، متمنيا على الدولة "العمل من أجل تحقيق هذا الأمر". وقال ماروني في تصريح ل"الأناضول": "نتمنى على الدولة اللبنانية ضبط كامل حدود الوطن وأن يكون قرار الحرب والسلم بيدها"، مقدما التعازي ل"أهالي الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا بالغارة الإسرائيلية في القنيطرة". ولفت الى أن "الاعتداء الإسرائيلي حصل في الأراضي السورية، وضد سيادة سوريا، التي مازالت في العرف الدولي، دولة مستقلة"، داعيا الى أن تكون ردة الفعل تجاه إسرائيل "من الجانب السوري ومن الأراضي السورية المعتدى عليها". وشدد على أن لبنان "لا يحتمل اليوم الدخول بأي صراعات جديدة في ظل الأوضاع التي يعاني منها على مختلف الأصعدة"، مضيفا "فلترد سوريا... فليس من الضروري أن يكون لبنان هو كبش المحرقة دائما".
من جهته، اعتبر عاصم قانصو، النائب في البرلمان اللبناني عن حزب البعث(مؤيد لمواقف النظام السوري وحزب الله)، أن رد حزب الله على إسرائيل بعد غارة القنيطرة "طبيعي ومطلوب"، مشيرا الى أن الحرب مع إسرائيل "مفتوحة ولا حدود لها". ولفت قانصو في اتصال مع "الأناضول" الى أن كل الاحتمالات "واردة"، مؤكدا أن حزب الله "على جهوزية عسكرية كاملة وكبيرة لمواجهة العدو الصهيوني في أي وقت وفي أي مكان". وتوقع "النصر" على إسرائيل في حال حدوث أي معركة معها، مشيراً إلى أنها هي التي "تدير اليوم الحرب في سوريا"، في إشارة ضمنية إلى دعم إسرائيل لفصائل المعارضة السورية في محاولتها لإسقاط نظام بشار الأسد، وهو ما حرص الأخير على تكراره مراراً.